لماذا نعتبر التقنيات الرقمية والتغيرات في التقنية من أهم القضايا المعاصرة التي تستحق الاهتمام وتأثيراتها على عقولنا كيف تتعامل عقولنا مع البيئة الجديدة التي تطورت خلال الخمس السنوات الحالية من خلال التقنيات الرقمية وقدرة العقل الإنساني وهذه التغيرات التي نشاهدها وخاصة هذا الجيل من الشباب وما نلاحظ في الآونة الأخيرة بوجود العديد من المستويات العقلية بين الأجيال بفعل وتأثير هذه التقنيات. وجودنا اليومي وراء هذه الأجهزة والتمركز حول الأجهزة الذكية وأجهزة الايباد والحاسوب وأجهزة الألعاب الإلكترونية وهذا ما أحدث تغيرات كلية ليس فقط على أنماط حياتنا اليومية، بل على أفكارنا وهويتنا بطريقة ساحرة عجيبة. طبيعة هذه التقنيات والأجهزة الذكية التي بين أيدينا يتطور العقل الإنساني من خلالها تطورا فكريا دون تدخل وفي زمن قصير وخارج المكتسبات الطبيعية سواء من التنشئة أو التعليم، بمعنى أن هناك تطورا نوعيا يحدث للعقل بفعل هذه التقنيات الرقمية، مما لاشك فيه أن التقنيات الرقمية وشبكات الإنترنت والأجهزة الذكية تتنامى يوما بعد يوم في حياتنا اليومية وهيمنتها على الكثير من الناس في العالم وكان لها التأثير الهائل على أجسامنا وعقولنا وصحتنا النفسية والعلاقات الاجتماعية. وقد تناولت الكاتبة غرينفيلد في كتابها الصادر عام 2015 كيف يعيش أولئك الذين تربوا ونشأوا على الإنترنت وعرفوا العالم من خلال التقنيات الرقمية وشبكات الإنترنت وتأثرت شبكاتهم السمعية والبصرية وكيف شكلت الألعاب الإلكترونية شكل الطبيعة الكيميائية في الدماغ لهؤلاء، وقالت كيف يؤثر تصفح الإنترنت على مستوى التركيز والمعرفة بعمق وفهم؟ أصبح العديد من الشباب يجدون صعوبة في قراءة مقال في الصحف اليومية وكيفية تفاعل الصحف وغيرها مع هذا الأمر، لذلك هناك بعض الصحف ولتتواكب مع هذه التقنية أصبحت تنشر فيديوهات ولمدة قصيرة تلخص فيها الخبر أو الحدث أو المقال لينسجم مع القراء. كيف يحد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من المشاركة الوجدانية والهوية الشخصية نتيجة قضاء الكبار عشر ساعات يوميا على الإنترنت، وأصبحت الأقراص المدمجة هي الوسائل الشائعة التي يتعلم ويلعب من خلالها الأطفال، كذلك تكشف الكاتبة عن التداعيات والتعقيدات الفسيولوجية والاجتماعية والثقافية والمعيشية لهذه التقنيات الرقمية. وهذا يجعلنا نقول إن الأجيال القادمة لا يعرفون الحياة إلا من خلال ثقافة الإنترنت والأجهزة الذكية والحاسوب، وهذا الأمر أحدث فجوة بين جيل الآباء الذين شاهدوا هذه التقنيات الرقمية في مرحلة متأخرة من أعمارهم وبين الذين ولدوا على هذه التغيرات. لكن يجب علينا إبراز الأدوار الإيجابية لهذه التقنيات التي لعبت أدوارا كثيرة في حياتنا والرفاهية من خلال استخداماتها في تسهيل الإجراءات وعدم ضياع الوقت وقضاء حوائجنا من خلال الحكومات الإلكترونية، وشاهدنا التطور الهائل وما سعت إليه وزارة العدل من رقمنة الجلسات القضائية وجميع خدماتها من إصدار الوكالات وإصدار الصكوك، وكذلك نظام أبشر لوزارة الداخلية. التقنيات الرقمية نعمة من الله سبحانه وتعالى على الإنسانية إذا استخدمت بالشكل الصحيح وبعدنا عن مرحلة الإدمان عليها والآثار السلبية التي تحدثها في حياتنا.