في تأكيد واضح على حجم الخسائر ومأزق انهيارها المتسارع في مدينة الحديدة، ذكرت مصادر يمنية، أمس الجمعة، أن القيادي الحوثي البارز أبوعلي الحاكم وصل إلى مدينة الحديدة لتدارك ولملمة الوضع المنهار للميليشيا، عقب تقدم المقاومة اليمنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية، المدعومة من قوات التحاف العربي إلى مشارف مدينة الحديدة. فيما قالت مصادر: إن الميليشيا تخشى انتفاضة سكان المدينة على سلطتها الانقلابية. وكان الجيش اليمني أعلن وضعه خطة من 3 محاور لتطويق الحديدة وتحريرها، وصولا لتأمين منشآتها الإستراتيجية. مأزق الحوثي وأوضحت المصادر أن القيادي الحوثي أبوعلي الحاكم وهو رئيس الاستخبارات العسكرية للميليشيا المتمردة عقد لقاءات مع القيادات الحوثية بمدينة الحديدة، فيما كثفت الميليشيا الإيرانية من انتشارها العسكري والأمني في شوارع المدينة بعد اختفائها خلال الأيام الماضية. ويعد أبوعلي الحاكم من أبرز القيادات العسكرية الحوثية وأحد الأشخاص المدرجين على قائمة العقوبات، التي أصدرها مجلس الأمن الدولي. وأفادت مصادر متعددة أن الحوثيين كثفوا من إرسال التعزيزات من صنعاء وذمار ومناطق أخرى إلى الحديدة، في محاولة للاستعداد للتصدي للهجوم المرتقب من قبل ألوية العمالقة والمقاومة التهامية والوطنية على ميناء ومدينة الحديدة. وتأتي هذه التطورات عقب الخسائر الكبيرة والانهيارات التي وقعت في صفوف الميليشيا الإيرانية في الحديدة، على وقع تقدم قوات المقاومة اليمنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية، المدعومة من قوات التحاف العربي إلى مشارف مدينة الحديدة. اعتقالات الحديدة وفي السياق، كثفت ميليشيا الحوثي من حملة الاعتقالات في مدينة الحديدة، وقالت مصادر حقوقية: إن المتمردين اعتقلوا أكثر من 40 من الناشطين الحقوقيين والشباب في المدينة. وتعيش الميليشيا حالة استنفار قصوى، امتدت إلى عدد من المناطق التي تقع تحت سيطرتها، إذ أوفدت الميليشيا عددا من قياداتها إلى محافظات عدة لحشد المقاتلين إلى جبهة الساحل الغربي. وذكرت مصادر مطلعة أن الحوثيين أوفدوا عبدالله الشامي المعين من قبلهم رئيسا لجامعة الحديدة إلى محافظة إب لحشد طلاب المدارس إلى جبهات الساحل الغربي متعهدا لهم بتقديم منح جامعية مجانية. خسائر متلاحقة وعلى صعيد المعارك المتواصلة، قتل 16 مسلحا من ميليشيا الحوثي الإيرانية، الجمعة، من جراء المواجهات العنيفة مع المقاومة اليمنية المشتركة في جبهات الساحل الغربي لليمن. وأفادت مصادر يمنية أن الخسائر الحوثية -التي شملت إصابات أيضا- وقعت خلال مواجهات مع قوات المقاومة المشتركة في جبهات محافظة الحديدة. وتركزت المواجهات في مناطق الطائف ومزارع الحسينية وأطراف مديرية التحيتا. وفي غضون ذلك، أفادت مصادر يمنية أن الميليشيا الانقلابية قطعت الطريق الرابط بين محافظتي ريمة والحديدة المجاورتين لأسباب غير معروفة. وأكدت المصادر أن قطع الطريق تزامن مع حملة خطف استهدفت السكان، الذين تتهمهم الميليشيا بموالاة قوات المقاومة اليمنية المشتركة. وتخشى ميليشيا الحوثي من انتفاضة شعبية مع تقدم قوات المقاومة في مديرية بيت الفقيه التابعة للحديدة والقريبة من ريمة. انتصارات صعدة من جانبه أعلن الجيش اليمني عن تحقيق تقدم ميداني جديد وصفه ب«النوعي»، في مديرية كتاف شمال محافظة صعدة المعقل الرئيس لميليشيا الحوثي الانقلابية أقصى شمال البلاد. وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن قواته استعادت السيطرة التامة، وأمنت بشكل كامل وادي العطفين الإستراتيجي، وتمكنت من تحرير المرتفعات المحيطة به، وتواصل تقدمها باتجاه مركز مديرية كتاف. ونقل عن قائد محور صعدة العميد عبيد الأثله، قوله: إن «ما لا يقل عن 30 مسلحا من الميليشيا لقوا مصرعهم، واستعادت قوات الجيش كمية من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة». تحرير مناطق من جانبه، أوضح رئيس عمليات اللواء 143 مشاة في الجيش اليمني، العقيد مسعد الصيادي، أنه تم تحرير مناطق «الرمليتين»، و«الهناجر»، و«المسطرة» وسوق العطفين القديم، في مديرية كتاف. وأكد، قطع طرق إمداد الميليشيا المؤدية إلى جبل «محجوبة»، ومنطقة «أضياق». وتكتسب المناطق المحررة في كتاف أهمية كبيرة؛ كونها تطل على منطقة وادي الجبارة التي ستنتقل من خلاله المعارك لمركز المديرية الذي بات يفصلها عن الجيش الوطني قرابة 40 كم، كما يؤمن الجيش اليمني بالسيطرة على هذه المناطق تحصيناته في العطفين وعدد من القرى المجاورة. ويستمر تقدم الجيش اليمني، بدعم من التحالف، في معقل ميليشيا الحوثي الانقلابية، من خمسة محاور وتضييق الخناق عليها لاستكمال تحرير المحافظة.