في البداية يجب أن يعرف الجميع أن تأهل المنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم في روسيا هو إنجازٌ مهم، يستحق منا الفرح والفخر، وفي نفس الوقت علينا ألا ننسى أن هذا التأهل يعتبر التأهل الخامس في تاريخ الكرة السعودية لنهائيات كأس العالم، وهذا يجعلنا ننتبه لنقطةٍ مهمةٍ جداً، هي أن كرتنا ليست حديثة عهدٍ بالإنجازات القاريّة، ولا بالمشاركة في نهائيات كأس العالم. نفرح الآن، ونقوم بكل طقوس الفرح التي تجعلنا فخورين بهذا الوطن، وبقيادته التي تولي اهتماماً كبيراً بالرياضة وبالمنافسات الرياضية، لكن هذا الفرح يجب ألا ينسينا الخطوة الأهم، وهي إعداد المنتخب للمشاركة في نهائيات روسيا. في حقيقة الأمر شدّ انتباهي حديث رئيس هيئة الرياضة الجديد تركي آل الشيخ حين سئل عن المنتخب السعودي الأول، فكانت إجابته تبعث الأمل خصوصاً وهو يقول: طموحنا ليس التأهل لكأس العالم فقط، وإنما نطمح لتحقيق شيءٍ لم نحققه من قبل، وبأنه ستكون هناك رعايةٌ كبيرةٌ من الدولة للمنتخب في مرحلة الإعداد للمشاركة في كأس العالم، وختم حديثه بهذه العبارة: «الشيء المرسوم لمنتخبنا في روسيا لم يحدث من قبل». حديثه مهمٌّ وحين يقترن بالعمل ستكون النتائج حتماً مفرحة. المهم يجب أن تكون لنا أهدافٌ واضحةٌ ومختلفةٌ في هذه المشاركة تحديداً؛ فالطموح مطلبٌ مهمٌّ في هذه المرحلة، والتفكير بإيجابيةٍ سيجعلنا مختلفين في هذه النسخة من كأس العالم، ففي كل مرةٍ نتصور أن منتخبات العالم قوية، ولا يمكن لكرتنا مقارعتها، وهذا الإحساس متى ما تغير عند المسؤول سيتغير عند البقية، فكرة القدم مجهودٌ وعرقٌ ورغبةٌ كبيرةٌ مسلحةٌ بالطموح، فصناعة الإنجازات العالمية الكبيرة مهما بلغ حجمها لا تقف عند التأهل لدور 16 أو حتى دور 8، الطموح مشاعٌ للجميع وبقوة الإرادة والعزيمة يتحقق كل شيء. لنطلق لطموحنا العنان، ونحلق في سماء العالم، ونصنع لوطننا اسماً رياضياً عالياً في ميادين كرة القدم، فلا أحد يقدر أن يحجّم إرادتنا، وليس من حق أحد أن يمنعنا من تحقيق كل أحلامنا.