قاصمة تلك التجاذبات التي تدور رحاها هذه الأيام بين أضلاع نافذة في الكرة السعودية وكان ينظر لها الشارع الرياضي بأمل كبير لانتشال الكرة السعودية من وحل التخبطات واللا توازن الذي تعيشه منذ ردح من الزمن، تلك الفضائح راجت بشكل غير عادي بين المتلقين والمهتمين علّها تجد ضالتها بأحد الأركان المتنازعة وتهتدي إلى جادة الصواب، ولكن للأسف اتضح أن غياب الفكر وروح الانتماء للكيان الكبير جعلهما في موضع الاتهام والتهاون والتخاذل. ومن هذا المنطلق لابد أن نكون أكثر واقعية، لايهمنا أيٌ منهما، وهمّنا الأوحد هو عودة كرتنا السعودية وضمان نزاهة وعدالة منافساتنا بعيدا عن نزاعات المصالح الشخصية وتنفيذ الأجندات الخاصة التي باتت العنوان الأبرز في الحقبة الأخيرة، وبذلك لابد من تدخل عاجل وفاعل وجاد ونافذ يعيد التوازن لكرتنا ومحاولة إعادة التوازن لها قبل فوات الأوان ومن بعدها البكاء على اللبن المسكوب. لابد أن نعترف أن كرتنا تئن من ويلات النزاعات الخفية، والصراعات المتعصبة، والتحزبات المتعنصرة، وشتات القرارات الصائبة، والحروب الباردة، وهذا ما جعلها تصل إلى مرحلة أن الفوز على منتخب فلسطين يعتبر إنجازا ويجب الفرح والمبالغة به، ووصلنا إلى مرحلة أن التأهل لنهائيات كأس آسيا يعتبر إعجازا، أجل لقد ماجت بنا أمواج النزاعات حتى وصلنا إلى أعماق الضياع بعد أن كان طموحنا المنافسة في التأهل إلى أدوار متقدمة في نهائيات كأس العالم بعد إنجاز عام 94 في أمريكا. غاب عن عملنا الفكر الإيجابي والرغبة بالتطوير والتقدم نحو الركب الأول، وسيطر علينا حب المؤامرات والدسائس وإسقاط الناجحين من أجل البقاء في دائرة الضوء التي أحرقوا أنفسهم بها دون أن يدركوا، وساد وسط رياضتنا التناحر وحب الذات وتكريس العمل والامكانات لخدمة الألوان وتجاهل اللون الأهم لون منتخبنا الوطني، والصراعات الدائرة اليوم هي نتاج طبيعي وحتمي لضياع أركان العمل المخلص والجاد من أجل الكيان الكبير. للأسف فان البعض لبس وشاح ناديه ودخل به للعمل وعصب عينيه فحاقت الكوارث بكرتنا وأصبحوا على ما فعلوا متهمين بضياع مجد وتاريخ كرتنا الكبير والحافل بالانجازات، وابتساماتهم بينهم خجلى يشوبها الاحساس بالتقصير تجاه رياضة الوطن من جانب، والرضا والسعادة من الجانب الآخر لأنها خدمت من أرادت خدمته وهدم الكثير من الأعراف والمسلّمات. رياضتنا تحتضر، رسالة يجب أن تصل إلى من لديه الأمر والقرار النافذ، إما حياة تسر الصديق، وإما رحيل مؤسف مؤلم وطي صفحة التاريخ الكروي بوطن كان يوما مسرحا للإنجازات في زمن رجال وهبوا أنفسهم لخدمته ورفعة شأنه وتسجيل تاريخه بمداد من ذهب.