هل يمكننا القول إن قطار الكرة السعودية عاد إلى سكة الانتصارات والإنجازات.. بعد أن تعطل وتعثر لسنوات في سكك جانبية وبعيدة؟ ثمة من يرى أنه من المبكر الحديث عن عودة الكرة السعودية إلى ما كانت عليه في الثمانينات والتسعينات، لكن المؤشرات التي تقدمها منتخباتنا الكروية تبشر بدخولنا حقبة جديدة تعيد لكرتنا وهجها وحضورها وهيبتها. فبعد الحضور القوي لمنتخبنا الأول في تصفيات مونديال موسكو، جاء منتخبنا الشاب ليعزز هذه المؤشرات بتأهله لكأس العالم في كوريا بعد فوزه الكبير والمهم على منتخب العراق، ثم ألحقه بإنجاز آخر بتأهله لنهائي كأس القارة لأول مرة منذ العام 1992 بعد أن اكتسح المنتخب الإيراني بستة أهداف بعد مباراة صعبة ومتقلبة، وسيخوض منتخبنا مباراة التحدي أمام نظيره الياباني يوم غد (الأحد) في العاصمة البحرينية المنامة. وقد نال منتخبنا الشاب الكثير من المديح والثناء، خصوصا مدربه الشاب سعد الشهري الذي ترك بصمة واضحة على هذا المنتخب، لكن ثمة من يرى أن ملاحظات فنية كثيرة ومهمة يجب أخذها بالاعتبار إذا كنا راغبين في الفوز على اليابان ونيل اللقب الآسيوي، خصوصا في خط الدفاع الذي يحتاج ترميما عاجلا بعد أن كشفت مباراتنا الأخيرة أمام إيران كثرة أخطائه، وارتباكه، وسهولة اختراقه. أعود من حيث بدأت لأقول: إن عودة منتخباتنا الكروية لتقديم المستويات المرضية، وتحقيق الانتصارات، يعطي مؤشرات قوية على أن كرتنا بدأت تتعافى وأنها في طريق استعادة مكانتها المرموقة على خارطة الكرة الآسيوية، وبالطبع فإن تحقيق كأس آسيا للشباب، وتأهلنا لمونديال موسكو سيكونان الترجمة الحقيقية لهذه العودة، ومن المصادفات أن يكون اختبار الكمبيوتر الياباني الصعب هو المحك الذي ينبغي علينا اجتيازه في المنامة (الشباب) و (طوكيو) الأول لتحقيق تطلعاتنا وطموحاتنا في هذه الاستحقاقات المهمة. ومن المهم القول أيضا أن الكرة السعودية بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق إنجاز كروي يعيد ربط الجمهور الرياضي بمنتخبات الوطن، بعد أن أدت سنوات الغياب والتخلي وشح الإنجازات الكروية الوطنية إلى ابتعاد هذه الجماهير عن منتخباتها وتعلقها بأنديتها بشكل مفرط، وبطريقة أوجدت حالة مشوهة للكرة السعودية. وبالطبع ليس هناك ماهو أقوى وأروع في هذا الجانب من تأهل منتخبنا إلى موسكو، فمشاهدة الجمهور الرياضي (وغالبيته من الشباب) لمنتخبنا الوطني في كأس العالم سيغير معادلات كثيرة في مشهدنا الرياضي.