يرى الخليجيون مسؤولون ومواطنون، أن قطر فشلت في استراتيجية تسييس الحج، وفي الوقت الذي سلط الكثيرون من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، الضوء على الفشل القطري. أعرب مسؤولون أيضاً عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نحو حجاج قطر هي نهاية للمزاعم القطرية. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش في تعليقه على أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- باستضافة الحجاج القطريين: إن هذه المبادرة الحكيمة والحليمة من المملكة العربية السعودية تثبت لغط قطر في تسييس الحج، وأن هذا اللغط يجب أن ينتهي، وأضاف: إن هناك أموراً أسمى من السياسة. وكتب قرقاش في حسابه على تويتر: «تثبت السعودية كل يوم كم هي كبيرة، ولغط قطر وتسييسها للحج يجب أن ينتهي بعد مبادرة الملك سلمان الحليمة والكريمة، هناك أمور أسمى من السياسة». ولم يجد وزير خارجية قطر إلا الترحيب بمبادرة خادم الحرمين الشريفين، لكنه أيضاً بلغة سياسية. امتيازات كبيرة من ناحيته، قال وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: إن قرار الملك سلمان بتسهيل أمور حجاج قطر إلى أبعد حد، لم تحصل عليه أي دولة إسلامية من قبل، حتى في الظروف العادية. وفي تغريدات عبر تويتر، قال آل خليفة: إن «التجني على رعاية العاهل السعودي لحجاج العالم، لا يسيء إليها ويرفضها، إلا مَنْ انتهج الكذب والإساءة ومعاداة الإسلام». وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الخميس، بدخول الحجاج القطريين إلى المملكة عبر منفذ سلوى الحدودي لأداء مناسك الحج، إضافة إلى السماح لجميع الحجاج القطريين بدخول المملكة من دون التصاريح الإلكترونية، وذلك بناء على وساطة الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني شقيق حاكم قطر السابق، والشيخ أحمد بن علي، ونجل الحاكم الأسبق الشيخ علي بن عبدالله. كما وجه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بنقل الحجاج القطريين من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي في ضيافته. وبالاضافة لذلك، أمر بالموافقة على إرسال طائرات خاصة، تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لنقل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة واستضافتهم ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة. أزمة مخططة من جهة أخرى، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش تعليقا على ما كشفته البحرين من تآمرِ الدوحة لقلب نظام الحكم في المنامة: إن هذا دليلٌ على أن سياسات قطر اتجاه جيرانها كانت مشروعَ أزمة مخططة ومبيّتة. وشدد قرقاش على أن التوجهَ القطري الداعم للتطرف والإرهاب وتقويض استقرارِ الجار واضح جدا. كما ذكّر بتسريبات تآمرِ قطر مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي على السعودية، معتبرا أن ذلك يتجاوز المراهقة السياسية إلى الانقلاب المخطط. وكانت البحرين قد كشفت، الأربعاء، عن تسجيل لاتصال بين مسؤول في القيادة القطرية وأحد المتهمين بالإرهاب. وفي السياق، ثمّن رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل بن فهم السلمي، توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بالموافقة على دخول الحجاج القطريين إلى المملكة العربية السعودية عبر منفذ سلوى الحدودي دون تصاريح إلكترونية لأداء مناسك الحج، ونقل الحجاج القطريين جواً على ضيافة مقامه السامي الكريم. وأكد رئيس البرلمان العربي، في بيان صحفي امس الخميس، أن هذا الأمر الكريم يعبر عن شهامة الموقف ونبل الأخلاق ونخوة العرب، منوهاً بأن كلها خصال حميدة اتسمت بها شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. وأوضح أن هذا التوجيه يُعبر عن حرص خادم الحرمين الشريفين على جمع الكلمة ووحدة الصف ولمّ الشمل في ظل الظروف الاستثنائية والصعبة الحالية، التي تشهدها منطقة الخليج العربي والعالم العربي. وشدد رئيس البرلمان العربي على أن هذا الأمر الكريم يعبر عن متانة العلاقات وعمقها ورسوخها بين قادة وشعوب دول الخليج العربي، ويأتي امتداداً للنهج المبارك الذي يسير عليه ملوك المملكة العربية السعودية في تقديم المبادرات والدعم والتأييد والمساندة لكل ما يخدم قضايا العرب والمسلمين ويعمق الوحدة والترابط والتضامن بين قادة وشعوب العالم العربي والإسلامي. مبادرة أبوية قال الكاتب الصحفي إبراهيم باحاذق إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بفتح منفذ سلوى للحجاج القطريين وتسيير رحلات جوية لهؤلاء الحجيج على نفقته الخاصة وبدون تصاريح جاءت لتثبت للعالم اجمع انها وطوال تاريخها لم تستخدم فريضة الحج لاهداف سياسية للحصول على مكاسب سياسية في علاقاتها مع دول العالم، وان هذه الشعيرة العظيمة، التي شرفها الله من خلالها بخدمة ضيوفه وحجيجه أسمى من أي خلاف وانها الراعي الامين، الذي تقوم قيادته ليل نهار في البحث عن كل ما ييسر اداء هذه الفريضة على المسلمين باذلة الغالي والنفيس من المال والجهد دون منَّ على احد وليثبت خادم الحرمين بهذه المكرمة انه الاب الحنون على الجميع، الذي يسمو عن كل اساءة وخلاف، وان اياديه البيضاء ممتدة بكل مكان راجيا بها رضاء ربه حفظ الله خادم الحرمين وامد في عمره سباقا لكل خير ومتّعه بالصحة والعافية. وأضاف باحاذق إن المتتبع للخطاب القطري يلتمس ازدواجية واضحة بين ما طرحه أمير قطر في خطابه من جهة، وما نراه ونلمسه في وسائل اعلام الدوحة من جهة أخرى. وأضاف: بينما تقوم وسائل إعلام تابعة لقطر أو ممولة منها بالتعرض للشؤون الداخلية للدول العربية والتحريض عليها وعلى نسيجها الاجتماعي والسياسي بدعوى حرية التعبير، فإننا لا نرى أثرا لهذه التغطية على الإطلاق عندما تتناول تلك الوسائل الشأن القطري. وزاد باحاذق: من الملاحظ أن الخطاب، الذي طرحه أمير قطر يخلو تماما من أي مبادرة حقيقية أو مسعى منطقي لحل المشكلة، التي وضع نفسه بها والشعب القطري الشقيق بدون ذنب، مشيراً إلى أن المتلقي للخطاب الذي ألقاه امير قطر يدرك ان السلطات القطرية انما تسعى الى محاولة الهروب للأمام من أجل الالتفاف على التعهدات والالتزامات، التي التزم بها امير قطر في عام 2013 لقادة دول مجلس التعاون، وذلك بقوله إن أي مسعى لحل المشكلة يكون من خلال احترام السيادة الداخلية لقطر، متجاهلاً ان دولة قطر هي مَنْ استمرأت التدخلات في الشأن الداخلي ليس للدول الخليجية فحسب، بل التدخل في الشؤون الداخلية لكثير من الدول العربية، وما اظهرته وسائل الاعلام في الفترة الاخيرة من تسريبات لبعض المكالمات او الوثائق يظهر ذلك بوضوح ويدحض الحجج الواهية لليّ عنق الحقائق المؤسفة، التي حولت الشقيق المفترض إلى عدو يحيك المؤامرات لجيرانه ليل نهار. الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني (واس)