علقت فصائل المعارضة السورية مشاركتها في محادثات أستانا التي انطلقت أمس، وذلك حتى يتم وقف قصف نظام الأسد للمدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. وقال مصدر في وفد الفصائل المعارضة لوكالة فرانس برس: «فصائل الثورة قامت بتعليق الجلسات بسبب القصف العنيف لطيران الأسد على المدنيين». وأضاف: «علقت الفصائل المعارضة مشاركتها في الاجتماعات في أستانا الى حين الالتزام الكامل بوقف القصف في سوريا». في المقابل قال مسؤول بوزارة الخارجية الكازاخية: «إن بلاده تتوقع عودة المعارضة المسلحة إلى طاولة المفاوضات اليوم الخميس». وقال أيدر بك توماتوف للصحفيين في العاصمة: «آمل أن تشارك المعارضة مرة أخرى غدا (اليوم) في المحادثات». ويأتي الإعلان فور انطلاق جولة جديدة من المباحثات بين وفدي الفصائل المعارضة والنظام، في العاصمة الكازاخية برعاية روسيا ونظام إيران الداعمتين لنظام الأسد، وتركيا الداعمة للمعارضة، وبمشاركة مبعوث الأممالمتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا. الوثيقة الروسية قالت مصادر قريبة من وفد المعارضة لوكالة فرانس برس: «إن وفدي الفصائل المعارضة ونظام الأسد كانا بدآ التباحث في وثيقة روسية حول مناطق تخفيف التصعيد». وعنونت الوثيقة الروسية باسم «مذكرة بشأن إنشاء مناطق لتخفيف حدة التصعيد في سوريا»، وتقترح إنشاء مناطق لتخفيف حدة التصعيد في محافظة إدلب (شمال غرب) وفي شمال حمص (وسط)، وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق وفي جنوبسوريا. والهدف من ذلك هو «وضع حد فوري للعنف وتحسين الحالة الإنسانية». وبحسب الوثيقة، سيتم العمل في مناطق تخفيف التصعيد على «ضبط الأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة» و«توفير وصول إنساني سريع وآمن» و«تهيئة ظروف العودة الآمنة والطوعية للاجئين». ولم تحقق ثلاث جولات تفاوضية سابقة في كازاخستان تركزت على تعزيز هدنة هشة أعلنت في ديسمبر أي اختراق على طريق حل النزاع السوري الذي خلف أكثر من 320 ألف قتيل في ستة أعوام. تفجير إعزاز قتل خمسة أشخاص في تفجير سيارة مفخخة قرب مقر الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية، في مدينة إعزاز شمال سوريا وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: «وقع تفجير بسيارة مفخخة أمام مسجد في مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي وقرب مقر الحكومة المؤقتة، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين وشرطي». وأشار إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات خطرة. ونشر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية صورا للتفجير الذي أكد وقوعه «أمام مبنى الحكومة السورية المؤقتة». وعلى صعيد غوطة دمشقالشرقية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بمقتل 146 شخصا على الأقل جراء استمرار القتال لليوم السادس على التوالي بين كبرى الفصائل. وقال المرصد: «إن القصف المتبادل والاشتباكات بين فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر تجري على محاور عدة في مدن وبلدات ومزارع زملكا وعربين وحزة وبيت سوى ومزارع الأفتريس والأشعري ومناطق أخرى». وأشار المرصد إلى أن الشلل لا يزال مستمراً في حركة المواطنين في غوطة دمشقالشرقية، حيث تعاني مئات العائلات المتواجدة في المنطقة الواقعة بين مدينة زملكا وبلدة حزة، أوضاعًا إنسانية صعبة مع استمرار القتال بين الطرفين. محادثات حول سوريا تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس، للمرة الأولى منذ الضربات الجوية الأمريكية على قاعدة جوية للأسد في 4 أبريل، وقالا: «إنهما سيعملان على تعزيز وقف إطلاق النار في سوريا. وأوضح بيانان من البيت الأبيض والكرملين أن الزعيمين أجريا محادثة بناءة شملت أيضا كوريا الشمالية والحرب على الإرهاب. وقال البيت الأبيض: «إن الزعيمين اتفقا على أن جميع الأطراف ينبغي أن تفعل ما في وسعها لإنهاء العنف في سوريا». وأضاف البيت الأبيض: إن واشنطن أرسلت ستوارت جونز القائم بأعمال مساعد الوزير لشؤون الشرق الأدنى؛ إلى محادثات أستانا بصفة مراقب. من جهة أخرى، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن الأزمة السورية ستتصدر المحادثات التي سيجريها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي، قبل المغادرة إلى مدينة سوتشي الروسية: «بدون شك، فإن العنوان الأهم على جدول أعمال مشاوراتي مع بوتين سيكون سوريا». وتسعى روسياوتركيا، اللتان تدعمان طرفي النزاع، إلى استعادة العلاقات التي كانت توترت في أعقاب إسقاط تركيا مقاتلة روسية على الحدود التركية السورية أواخر عام 2015. وفيما أكد أردوغان من أنقرة «أن بلاده ستستمر في التعاون مع روسيا من أجل حل الأزمة»، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين في وقت سابق أمس: «سيتم بالطبع بحث الأزمات السورية خلال المحادثات».