في الوقت الذي أعلنت فيه محافظة حماة كافة مدنها وبلداتها الشمالية مناطق منكوبة، بسبب سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها الأسد والروس والميليشيات الطائفية، تتجه المعارضة السورية المسلحة للمشاركة في مفاوضات «أستانا 4»، بعد ضم أطراف إقليمية جديدة لضمان تنفيذ الاتفاق. وتنوي الفصائل العسكرية المشارَكة في لقاءات أستانا، المنعقدة ليومين بالعاصمة الكازاخية ابتداء من يوم غد الأربعاء، بعد تأكد ضم دول إقليمية محورية لضمان اتفاق وقف إطلاق النار ومراقبته، وهو ما تعتبره المعارضة يحدث توازنًا في القوة بين معسكرها والنظام في المفاوضات، التي لا تزال تميل بشكل كبير لمصلحة الأسد، نسبة لوقوف أنقرة وحيدة في مواجهة موسكو وطهران. من جهته، أكد عضو الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس أن جميع الفصائل المسلحة اتخذت قرارا بالمشاركة في أستانا، بحسب مواقع إعلامية. وكانت المعارضة السورية المسلحة قد قاطعت «أستانا 3» احتجاجًا على عدم التزام النظام وضامنيه باتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار سياسة التهجير المتعمد للسوريين، خصوصا في محيط دمشق وحمص. وتسعى روسيا إلى توسيع دائرة الدول المراقبة لعملية المفاوضات. دخول دول محايدة أكدت المعارضة وجود مقترحات من الجانب الروسي فيما يخص محادثات أستانا؛ تظهر جديته حيال تثبيت وقف إطلاق النار وإقامة مناطق تخفيف التصعيد وضم بعض اللاعبين الدوليين إلى هذه الاتفاقيات الجديدة. وقال فاتح حسون عضو وفد الهيئة العليا للتفاوض في تصريح صحفي «طرحت موسكو فكرة إنشاء مناطق خاصة للتخفيف من حدة التوتر بين قواتهم وعناصر الأسد، وكذلك إدخال قوات من دول محايدة إلى خطوط التماس». وأضاف حسون «لم يتم تحديد الدول التي ستشارك في تلك القوات التي سيتم نشرها على خطوط التماس بين طرفي الصراع في سوريا»، لكنه أكد «أن الدول المشاركة بقواتها ستكون محايدة وغير مشاركة بالمعارك الجارية حاليا في البلاد». وأكد عضو وفد الهيئة العليا للتفاوض أنه لم يكن هناك أي طرح لأسماء دول، وفي حال تمت الموافقة من قبل أطراف الصراع على اقتراح موسكو، فسيتم إنشاء مجموعة عمل لتختار بدورها الدول التي ستشارك في تشكيل تلك القوات. وتابع حسون قائلا «روسيا ضامن لبدء العملية السياسية والاتفاقات التي تم التوصل إليها مع النظام، وذلك يتطلب من المجتمع الدولي تدخلا أكبر في محادثات أستانا، كما أن روسيا تطالب بتدخل دولي أكبر في مؤتمرات أستانا، وحقيقة هذا شيء مشجع». وأكد حسون في تصريحه لوكالة «نوفوستي» الروسية أن هناك مقترحات من الجانب الروسي تظهر جديته حيال تثبيت وقف إطلاق النار وإقامة مناطق تخفيف التصعيد وضم بعض اللاعبين الدوليين إلى هذه الاتفاقيات الجديدة. وتعقد الجولة الجديدة للمحادثات غدا الأربعاء ولمدة يومين، وكانت الجولة الأخيرة من هذه المفاوضات قد جرت في 14 و15 مارس الماضي، والتي جرت بخلاف الجولتين السابقتين، بغياب المعارضة المسلحة. حماة المحافظة المنكوبة أوضح مجلس محافظة حماة في بيانٍ له أمس، أن كافة مدن وبلدات «الريف الشمالي» للمحافظة مناطق منكوبة بشكلٍ كامل، داعيا المنظمات والهيئات للوقوف إلى جانب السكان المهجرين من أحيائهم وقراهم جراء القصف العشوائي الجوي والمدفعي المكثف للنظام والميليشيات الطائفية المدعومة من إيران، بجانب روسيا؛ وهو ما يعرف بسياسة الأرض المحروقة. وأوضح المجلس في البيان أن قوات النظام والميليشيات المدعومة إيرانيا شنت منذ نحو شهرين حملة عسكرية ضخمة مدعومة بالدبابات والراجمات، وتحت غطاء جوي من الطيران الروسي ومقاتلات الأسد الحربية. في هذا الوقت، أحصى المرصد السوري عدد قتلى سوريا الذين قضوا بغارات روسية منذ بدء التدخل العسكري في 30 ستبمبر 2015. وبحسب الإحصائية، فإنّ ما يقارب 12 ألفًا قُتلوا بطائرات موسكو منذ 17 شهرا. وفي شأن آخر، يتواصل الاقتتال لليوم الرابع على التوالي، بين مقاتلي جيش الإسلام من جانب، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جانب آخر، على محاور في محور عربين باتجاه مدينة زملكا التي تعد معقل فيلق الرحمن. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أطلقت عناصر من جيش الإسلام النار لتفريق مظاهرة بالمدينة، ما أسفر عن إصابة 12 متظاهرا بجراح، وذلك بعد تقدمه في مزارع الأفتريس التي كانت خاضعة لسيطرة فيلق الرحمن بغوطة دمشقالشرقية، فيما تتواصل الاشتباكات بين الطرفين عند أطراف مدينة سقبا وبلدة جسرين. وفي سياق بعيد، تدور معارك عنيفة في آخر حيين يسيطر عليهما تنظيم داعش الإرهابي، في مدينة الطبقة التي تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من استعادة أكثر من 80 % منها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وتتقدم القوات التي تضم فصائل عربية وكردية، في أحياء مدينة الطبقة شمال سوريا منذ دخولها اليها بداية الاسبوع الماضي بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.