الكل في الولاياتالمتحدةالأمريكية لم يكن يتوقع قيام البليونير الأمريكي "دونالد ترامب" بترشيح نفسه للرئاسة الأمريكية. وبيت القصيد هنا أن دونالد ترامب ليس بالسذاجة التي يعتقدها الكثير عنه. وعندما صرح بأمور عنصرية واضحة ضد دولة المكسيك وسكانها استغرب الكل، ولكن البعض يعلم ما يرمي إليه، وهو أنه يعرف صعوبة فوزه كمرشح عن الحزب الجمهوري، ولكن من الممكن أن يقلب سير الانتخابات مثلما فعله المرشح المثير للجدل "روس بيرو" قبل أكثر من 20 عاما. وقد يكون هذا ما يصبو إليه. وزاد من تلك الظنون قيامه بتبني هجمة ضد المسلمين، وضرورة منعهم من دخول الأراضي الأمريكية، وذلك بعد الجهوم الإرهابي الذي حدث بولاية كاليفورنيا. ورغم أنه تعرض لحملة مضادة في الداخل الأمريكي من مسلمين ومسيحيين ويهود وغيرهم إلى درجة وصلت إلى المطالبة بمنعه من دخول بعض المدن الأمريكية. وهذا أمر يعتبر قرارا إذا ما أصدره عمدة المدينة، إلا أن بعض المجموعات المتطرفة قد أيدته مثل النازيين الجدد (نيونتسزي) وكذلك مناصرو العرق الأبيض (وايت سبريمست). ولا ننسى إعلانه قبل عدة أيام تأجيله لزيارة إسرائيل إلى أن يتم انتخابه كرئيس للولايات المتحدة. فهو في هذه الحالة قد كسب مؤيدين، مع أنهم من مجموعات متضادة. وفي هذه الحالة من الممكن لو لم يفز بترشيح حزبه فسيقوم بتأييد مرشح آخر ليقوم مناصروه بإعطاء أصواتهم للمرشح الآخر. وتكمن خطورة الوضع في أن "دونالد ترامب" يتوقع أو يعول على أنه وقبل التصويت للرئاسة الأمريكية في شهر نوفمبر سيكون هناك عمل إرهابي في أمريكا أو اأوربا مثلا سينفذه من يدعي الانتماء للإسلام. وفي هذه الحالة سيتضح أن ما طالب به دونالد ترامب حيال منع المسلمين من دخول أمريكا لم يأت من فراغ أو كونه زلة لسان، بل سيتضح أنه نصب فخا للمسلمين؛ لزيادة جرعات الكراهية ضدهم، وبالتالي سيطالب آخرون بمنع المسلمين من دخول أمريكا. وهذا يأتي في وقت الكل يعلم أن هناك من المساعدين لدونالد ترامب ممن يتابع ما يجري في محيط المجتمعات الإسلامية والتي -وللأسف- يكثير فيها تبادل خطابات الكراهية وإبعاد الآخر. بل يتعدى الأمر بالدعاء على كل من هو ليس فقط يختلف عنهم في الديانة، بل ومن يختلف معهم في المذهب. ولهذا ففي الوقت الذي رأينا فيه الكل تقريبا من داخل أمريكا وخارجها يقف في صف المسلمين ضد مرشح رئاسة أقوى دولة عسكرية واقتصادية في العالم، فإن أي عمل إرهابي تقوم به جماعة تتسمى بالدين وتقوم بالتقتيل باسم الدين سيكون أثره أخطر على المسلمين وخاصة من يعيش في الخارج. ففي هذا الوقت بالذات استطاعت أياد مخربة -قليلة- تشويه المسلمين في أرجاء الأرض؛ من خلال استباحة دماء بريئة في بلاد مسلمة وغير مسلمة. فلا تعطوا من أراد المساس بهذا الدين فرصة لتشويه الإسلام السمح.