كيف يستوي الماء المالح بالماء الحلو في تسعيرة فاتورة وزارة المياه؟! هذا سؤال قد آن أوان طرحه علنا بمرارة وملوحة صارخة ووزارة المياه تتجه لدمج فاتورتها مع فاتورة الكهرباء، متخذة من مدينة الدمام المكان الأول لتجربة هذا الدمج. هل ستضحكون والملح يملأ أشداقكم من مكان الدمج؟! افعلوا قبل أن تغسلوا أيديكم، لأنكم إن فعلتم لن تضحكوا بعدها والهموم المالحة القالحة تجتاح عذب قراح هنائكم. لماذا يبدأ دمج مال الماء بمال الكهرباء في الدمام؟ هذا السؤال يستدعي منا جوابه أن نبحث في قطرات هذا الملح رفيق حنفياتنا وصديق حساسياتنا. قد تكون الوزارة سبقتنا لقراءة كتب تراثية وطبية رأت في الملح عظيم الفائدة للإنسان، فآثرتنا الوزارة به ماء ومالا. فقد جاء في كتب ابن القيم الجوزية أن الملح يصلح أجسام الناس وأطعمتهم، ويصلح كل شيء يخالطه حتى الذهب والفضة-لم يرد ذكر الستانلس ستيل-، وفيه جلاء وتحليل وإذهاب للرطوبات الغليظة وتنشيف لها وتقوية للأبدان ومنع من عفونتها وفسادها وهو نافع من الجرب المتقرح ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار. قبل أن نعتقد أن هذا الماء المذاب في الملح وراء جعل نساء الشرقية "ملح وقبلة"، علينا أن نتساءل أملح وزارتنا هو ذاته ملح ابن القيم؟. بالطبع لا، فماؤنا مسحوب من البحر مباشرة لبيوتنا، يخالط ملحه مواد كيمائية تجعلنا نحلم كل يوم بالثراء العريض والناس تنبهنا بأن مالا سيأتينا لأننا حككنا أيدينا، حتى إذا طال علينا رجاء المال تنبهنا للماء فقلنا: ما حككنا يدنا من مال نرجوه، ولكنه الملح قد أدمى بطون راحتنا. @ @ @ متى تلجأ وزارة مياهنا المالحة للتفريق في تسعير نوعية مياهها المقدمة للمواطن؟ سؤال طال جوابه على منتظريه بعد أن يئسوا من انتظار حلو الماء من سيارات نقل وأجهزة نقية وتحلية تشغر من الدار مساحة ماتشغره من النفس هماً.