تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. انطلاق أعمال النسخة الرابعة لمؤتمر التعدين الدولي    نائب أمير مكة يدشن (أجرة مكة)    إشادة برلمانية بالمبادرات السعودية السبَّاقة في التعامل مع الأزمات في المنطقة    "تلال العقارية" تشارك كراعٍ بلاتيني في منتدى العمران الرابع    برئاسة السعودية.. إبراز الهوية على طاولة «إذاعات العرب» في تونس    الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية لمواجهة جدري القردة في سيراليون    الدولار يقترب من تسجيل أعلى مستوى في عامين    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن أربعة مشروعات طبية تطوعية في الكاميرون    أكثر من 600 خدمة في "توكلنا"    استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على منزلين جنوب قطاع غزة    مستشفى الملك بالمجمعة يستقبل 8 حالات طارئة إثر حادث مروري    17 نصيحة من «المساحة الجيولوجية» لمواجهة مخاطر الزلازل    محترف الهلال: اللعب في السعودية تجربة ممتعة.. وانتقالي ليس من أجل المال    استمرار الرياح النشطة مع توقع أمطار خفيفة وضباب على بعض المناطق    شتات «الميرينغي»    إنجاز علمي جديد.. «محمية الملك عبدالعزيز الملكية» تنضم للقائمة الخضراء الدولية    مدير تعليم جدة: نتعامل بدقة مع البلاغات الطارئة    وزارة الداخلية في مؤتمر ومعرض الحج .. الأمن في خدمة ضيوف الرحمن    «الشورى» يناقش مقترح مشروع «نظام رعاية الموهوبين»    مرحلة التصويت تغلق.. وإعلان الفائزين في حفل ل"Joy Awards 2025" السبت المقبل    «إسرائيل» تطالب بترحيل الأسرى إلى الخارج    ولي العهد يتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية    الهلال يغري نونيز نجم ليفربول براتب ضخم    بعد انقضاء 16 جولة من دوري" يلو".. نيوم في الصدارة.. والعدالة يواصل المطاردة    " الضوضاء الإعلامية وحارس الفيحاء"    "عدنان حمد" يقود أول حصة تدريبية للعروبة .. والسومة يشارك في التدريبات    مترو الخرج    ترشيد الإنفاق الأسري    محمد بن عبدالرحمن يقدم التعازي للحميدان و بن حشر و بن نوح    أمير الجوف يشيد بدور "حقوق الإنسان"    برعاية الأمير فيصل بن خالد.. إطلاق جائزة الملك خالد لعام 2025    "محمية الملك عبدالعزيز الملكية" تنضم إلى القائمة الخضراء الدولية    إقامة ملتقى إضاءة عسير للأشخاص ذوي الإعاقة    مقترح للدراسة في رمضان    ميزة لإدارة الرسوم المتحركة بمحادثات «واتساب»    700 ألف إسترليني لتحرير غوريلا مسجونة    تواصل ارتفاع إجمالي الطلب العالمي للشحن الجوي للشهر 16 على التوالي    قرية "إرث".. تجربة تراثية    تطلق وزارة الثقافة مسابقة "عدسة وحرفة" احتفاءً بعام الحرف اليدوية2025    تشوه المعرفة    بمشاركة عربية واسعة.. «إثراء» يطلق النسخة الرابعة من ماراثون «أقرأ»    لا ناقة لي ولا جمل    الصناعة تطلق 15 ممكناً وحافزاً في برنامج "المشغل الاقتصادي"    نزيف ما بعد سن انقطاع الطمث    تناول الحليب يومياً يقي من سرطان القولون    النوم في الظلام.. يقلل مخاطر الاكتئاب    العراق وترمب.. لا منطقة رمادية    انطلاق دوري الفرسان التطويري بمشاركة 36 فريقاً    من إدلب إلى دمشق!    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان أثناء استقبال محافظ الداير له " على عاتقنا مسؤولية الوقوف كدرع منيع لحماية هذا الوطن "    هل أطفالنا على المسار الصحيح ؟!    تحديث وإنجاز    فيصل بن مشعل يزور محافظة أبانات ويلتقي الأهالي    ختام مؤتمر مبادرة رابطة العالم الإسلامي لتعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة    الأمير سعود بن نهار يلتقي مدير إدارة المساجد بالمحافظة    المسجد النبوي يحتضن 5.5 ملايين مصل    هل نجاح المرأة مالياً يزعج الزوج ؟!    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأميرة فهدة بنت فهد بن خالد آل سعود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المياه المالحة ترفع ضغط المواطنين
لأنها تسبب المتاعب المستمرة
نشر في اليوم يوم 26 - 10 - 2003

تسبب المياه غير المحلاة الكثير من المشاكل لأصحاب البيوت سواء الصحية حيث انتشار بعض الأمراض الجلدية، أو المادية حيث تهدر الكثير من الأموال لإصلاح الشبكات والتمديدات التي يحرص المواطنون على أن تكون بدرجة جيدة من الكفاءة، لكن لكثرة ملوحة الماء وربما بسبب عوامل الطبيعة كالرطوبة والحرارة الشديدة لا تستطيع هذه الشبكات المقاومة فتنهار أو تصاب بالتصدع والصدأ مما يؤدي إلى تغييرها أو صيانتها كل سنة أو كل ستة أشهر حسب قوتها وحسب مقدار التصدع ومقدرته على الصمود فترة أطول.
وفي القطيف حيث كان هذا التحقيق أعرب مجموعة من الأهالي عن امتعاضهم وتذمرهم بسبب المشاكل التي يتعرضون لها من جراء عدم وصول مياه عذبة كافية لمنازلهم رغم أنهم يدفعون فواتير يقولون أنهم لا يتمتعون بمزايا يفترض أنهم يحصلون عليها.
صيانة سنوية
في البداية يقول عبد الله اليوسف أن من أهم المشاكل التي يواجهها جراء عدم وصول المياه غير المحلاة إلى منزله هو الصدأ والتآكل الذي يلحق شبكة المياه التي يجري عليها صيانة وتبديلا كل سنة تقريباً، ويضيف أنه مهما أجهد نفسه في عملية تنظيف البلاط والأرضيات فإنه يفتقد اللمعان.
ويقول أن هناك الكثير من البقع التي تلازم هذه الأرضيات في جميع أنحاء المنزل مهما وضع من معقمات وتبقى الألوان دائماً باهتة. وأحضر في سبيل ذلك أكثر من شركة متخصصة في تنظيف الأرضيات وتلميعها ولكن دون فائدة فسرعان ما يزول اللمعان بعد فترة قصيرة، ونحن نحرص دائماً على أن يكون منزلنا نظيفاً وبراقاً ولكننا لا نحظى بهذا الأمر سوى لفترة قد لا تتجاوز الشهور القليلة، فحتى متى يستمر هذا الأمر؟
ترسبات مستمرة
ويتناول عبد الله درويش المسألة من جانب آخر قائلاً بأن خزانات المياه التي وضعها في منزله مليئة بالترسبات الملحية الأمر الذي يدفعنا نحو صيانتها وتنظيفها مرة أو مرتين كل سنة. وإني أخشى أن تتأثر عائلتي جراء استخدام هذه المياه رغم حرصنا الدائم على استخدام المياه النقية في عملية الشرب والطبخ مهما كلفنا ذلك من عناء في سبيل إحضارها.
كما تؤثر المياه غير المحلاة على عموم الشبكة وتصيب الفلاتر التي نضعها في صنابير المياه وفي المغاسل بالضرر الشديد وتتلفها. فقد وضعت في جميع أنحاء المنزل فلاتر لتنقية المياه من الشوائب والترسبات الملحية في سبيل الحصول على ماء نظيف نوعاً ما، ولكن للأسف الشديد فإن هذه الفلاتر لا تصمد لفترة طويلة فتصاب بالاهتراء والتلف وأقوم بتغييرها كل عدة أشهر.
ويضيف قائلاً: والأكثر من ذلك أن هناك تأثيرا كبيرا على التربة حيث يتم سقي المزروعات الموجودة في المنازل بالماء العادي مما يؤثر على قوة وسلامة المبنى من الترسبات الملحية التي تزحف نحو المبنى مع مرور السنين فقد تحدث بعض التصدعات التي لا نستطيع الجزم فيما إذا كانت جراء استخدام المياه المالحة أم من أسباب وظروف طبيعية أخرى.
ويتساءل فيما إذا كان بالإمكان تجاوز هذه الأمور وهل هناك خطط بالنسبة لوزارة المياه لإنهاء هذه المعاناة التي نعاني منها طوال أكثر من خمسة عشر عاماً.
فلتر خاص
ويعرف محمد حمود (أخصائي مختبر) الماء المالح بأنه الماء الذي يحتوي على نسب متوسطة او عالية نسبيا ( بين 60 ملجم لتر إلى 120 ملجملتر ) من المعادن الذائبة (الحديد, الرصاص , النترات, المنغنيز, والفلورايد...) والأملاح ( الصوديوم والماغنيزيوم ) والذي قد يحتوي على نسب بسيطة جدا من الكلورين المضاف والمتعارف عليه بالمياه الجوفية أو مياه الصنبور.
ويتميز الماء المالح عادة ببعض المواصفات التي تميزه عن الماء الغير مالح أو (الماء المنقى من الأملاح) والذي يحتوي على كمية اقل من الأملاح والمعادن (أ قل من 17.1 ملجم لتر ) بأنه أقل قابلية لتذويب الصابون عند غسيل اليدين والاستحمام وغسيل الملابس والأدوات المطبخية وغيرها مما يؤدي إلى صعوبة الغسيل والتنظيف.
إلا أن المياه الجوفية الغير محلاة قد تحتوي على الكثير من الشوائب بسبب مرورها بعدة كيلومترات من الأنابيب القديمة أو المتسربة الأمر الذي يتطلب الحذر عند استخدام هذه المياه خصوصا عند استخدامها بغرض الطهي أو ما شابه, ففي هذه الحالة يجب استخدام فلتر خاص للشوائب والملوثات.
نسبة املاح عالية
ويقول فاضل آل حسين بأنه شاهد ذات مرة مندوب إحدى الشركات المختصة في مجال تحلية المياه وهو يجري تجربة في إنائين ماء أمامه في منزله حيث كان يحاول أن يدفعه نحو تركيب شبكة مياه خاصة بالمياه العذبة والتي يسوقونها في محافظة القطيف بسبب انتشار المياه المالحة في أغلب المنازل فكانت التجربة واضحة في أن الإناء المجرى عليه التجربة يحمل فروقات كثيرة وقد دهش حينما رأى أن نسبة الرواسب في الماء المالح تصل إلى 6 من 10 وهي نسبة عالية بل وخطيرة حسب كلام المندوب الذي أخبره أيضاً أن أغلب المياه الصحية التي تباع في الأسواق هي غير صحية ما عدا نوعين أو ثلاثة.
ويضيف آل حسين بأن المندوب وضع المرشح في إناء الماء المالح فزالت الترسبات وانعدمت إلى الصفر. ثم أحضر فانيلة وغسلها في الماء المالح بالكثير من الصابون فبانت أنها نظيفة ثم وضعها في الماء المرشح مع قليل من الصابون فظهرت الأوساخ التي بقت في الفانيلة رغم ما يتضح من أنها أزيلت.
وسألناه كما سألنا أغلب الذين التقينا بهم لماذا لم تشتر هذا الجهاز فأشار بأنه مرتفع الثمن حيث تتراوح قيمته من 20000 إلى 25000 ريال وهو مبلغ ضخم بالنسبة لمتوسطي الدخل.
تشكيك
ويشكك محمد خليفة في التزام اصحاب هذه الأجهزة بالجودة والضمان ويقول اننا لا نثق في هذا الأمر مهما أعطونا من مواثيق خاصة وأن الكثير من الشركات في مجالات أخرى تعطي ضمانات مشابهة وبمجرد أن يصاب الجهاز بالعطب أو بخلل ما، فإنهم يتنصلون من المسئولية وينحون باللائمة على المستخدم.
ويضيف معللاً صحيح أنني لم أجرب هذه الشركات ولكني لن أضع أموالي في هكذا تجربة غير مأمونة وبعد ذلك أندب حظي على خسارة 20000 أو أكثر دون أن أحصل على الفائدة المرجوة.
ويؤكد فاضل آل حسين هذا الكلام قائلاً، ربما أدفع ألفين أو ثلاثة أو خمسة آلاف على أكثر التقادير، خصوصاً وأن المغامرة غير مأمونة.
ضرر اكثر
حسن الحرز ينتقل إلى موضوع آخر ويقول بأنه استبدل السخانات أكثر من مرة خلال عدة سنوات، فقد أصابها الصدأ من خارجها ومن داخلها وأن الماء الذي يأتي منها أصفر ومليئ بالصدأ وكبدنا ذلك خسائر مادية كثيرة. وبالنسبة لخلاطات المياه سواء في المطبخ أو في الحمامات فإننا نستبدلها كل ستة شهور إذا كانت من ماركات عادية أما إذا كانت من ماركة جيدة فإننا نستبدلها كل سنة على أكثر تقدير.
كما أنه يشعر بالأسى تجاه الملابس التي يستعملونها خصوصاً البيضاء منها إذ تفقد نصاعتها خلال فترة بسيطة من الزمن، فقد لاحظ أكثر من مرة بعض البقع اليابسة التي لا يمكن أن تشاهد إلا بعد المعاينة الدقيقة ويقول بأن لديه أصدقاء أيضاً يواجهون هذه المشكلة.
ويضيف بأنه في حالة كوي الملابس تبرز بعض التكسرات التي يصعب التعامل معها بعد مرور فترة على استعمال المياه المالحة في غسلها، وذلك يشعره بالحرج في أحيان كثيرة خصوصاً في موقع العمل حيث يتطلب أن يكون مظهره جيداً أمام المتعاملين معه في مقر عمله.
عسر الماء
ويتناول فهمي المسكين (مهندس كيميائي) المسألة من الناحية العلمية فيقول: بداية فإن الماء المالح يستهلك ضعف كمية الصابون التي يمكن أن يستهلكها الماء العذب، ذلك أن عسر الماء المالح يتفاعل مع الصابون فيستهلك كمية أكبر من الصابون حتى يزول العسر ثم تزول الأوساخ.
ومن ناحية الجسم تتفاعل الأملاح الموجودة في الماء المالح مع الصابون فتكوّن طبقة على الجسم ربما أدت إلى انسداد المسامات الجلدية.
ويعلق على الصدأ الذي يحدث في السخانات قائلاً:
إننا نستخدم في المصنع الذي نعمل به طريقة مشابهة لما يحدث للسخانات المنزلية حيث نحتاج إلى تبريد المكائن والمعدات الضخمة التي تسير كثيرا من أعمالنا، فنضخ لها مياه مالحة لتقوم بعملية التبريد عن طريق المبادلات الحرارية، ولكن عسر الماء الموجود في الماء المالح وهي مواد تتكون من الكالسيوم والمغنيسيوم يؤدي إلى ترسب الأملاح وبعض الشوائب على مناطق التبادل الحراري، ولكي نتخلص من ذلك نضع بعض المواد الكيماوية لمعالجة المياه من العسر بهدف حماية المعدات ومن ثم لتخرج عبر منافذ معينة تابعة للأنظمة التي نستخدمها.
أما في السخانات المنزلية فإنها تمر تقريباً بهذه المرحلة ولكن بدون مواد كيماوية تعالج الأملاح، فتصدأ بسرعة ويضطر المستخدم لاستبدالها أو إصلاحها كل سنة تقريباً.
امراض جلدية
ويتناول عبد الله اليوسف جانبا آخر ويقول إنه يشعر بالراحة والعذوبة عندما يذهب للاستحمام خارج المنزل ويؤثر ذلك على الشعر فيصبح ناعماً وسلساً، إلا أن هذا الشعور سرعان ما يزول عندما يرجع إلى منزله ويواجه المياه غير المحلاة.
ورغم أنه لم يلاحظ أي أمراض أصابته هو وأفراد عائلته إلا أنه يشعر بأهمية المياه العذبة في منزله بالنسبة لسلامة الجسم عموماً وبعض أجزاء الجسم مثل العين ومطلق الوجه وكذلك بالنسبة للشعر الذي لا شك سيصبح أكثر نعومة.
ويؤكد ذلك حسن الحرز حيث يقول بأنه واجه بعض الأمراض لدى أفراد عائلته وإن كانت أمراضا جلدية بسيطة مثل تساقط الشعر والقشرة والتقصف، ويخشى من الإصابة بالصلع الجزئي أو الكلي جراء تفاقم هذه المشكلة. ويتساءل فيما إذا كان هذا الأمر سيستمر طويلاً أم أن المشكلة ستزول وستأتينا المياه العذبة قريباً.
ملح وسكر
ويرجح أخصائي المختبر (محمد حمود) قائلا: بالنسبة للاستخدامات الخارجية (مثل الاستحمام) لهذه النوعية من المياه فإنه قد يكون لها بعض السلبيات أو الأضرار الغير مباشرة والتي تكون عادة بسيطة أو متفاوتة وتتمثل في جفاف طبقة الجلد الخارجية والشعر بسبب الأملاح والمعادن الأمر الذي قد يؤدي إلى تهيج الجلد وتقصف الشعر عند بعض الأشخاص مما يساهم في عملية تساقط الشعر خصوصا عند الأشخاص الذين لديهم ضعف البصيلات الشعرية أو لديهم استعداد وراثي ( جيني) لتساقط الشعر.
كما يتناول حسن الحرز جانباً آخر قائلاً بأنه خلال تناول الشاي في بعض الأحيان عندما يغسل الأكواب يشعر بالملوحة عند تناول أول كوب وذلك لوجود التكلسات الملحية التي لا تزول بسهولة.
ويؤيد محمد خليفة ذلك قائلاً بأنه شعر بالإحراج أكثر من مرة أمام ضيوفه حين يقولون له هل استبدلت السكر بالملح ويشعر بالقلق ولكنه يتذكر الأمر فيضحك قائلا: سيزول هذا الشعور لديكم بعد تناول الكوب الثاني. إنها مشكلة المياه!!
مناشدة
ويذكر الحرز ميزة جيدة وعلى سبيل المزاح يقول بأنه في حال تنظيف اليد بالصابون فإنه يزول بسرعة بعكس الماء الحلو الذي يحتاج لفترة طويلة حتى يزول الصابون.
وبمرارة يقول عبد الله اليوسف أنه يكفي قرابة عشرين عاماً من المياه المالحة في منازلنا وناشد وزارة المياه وعلى رأسها الوزير غازي القصيبي أن ينهوا هذه المعاناة ويحلوا مشكلة المياه غير المحلاة في بلادنا.
ويذهب محمد خليفة إلى أن الخزانات تحتاج إلى علمية تنظيف مستمرة حتى يحمي الأطفال من الأمراض التي قد تحدث إذا أصبح الماء غير صالح، ولقد قام بتنظيف الخزان أكثر من مرة بل وأنه استبدله في إحدى المرات لكثرة ما وجد به ليس من الترسبات الملحية فقط بل وبعض الطحالب.
ويشير فاضل إلى أهمية العناية بالخزانات وتركيب الأنواع الجيدة التي تحافظ على سلامة ونظافة المياه قدر المستطاع وحمايتها من الهواء والشمس وعوامل الطبيعة الأخرى كالغبار بواسطة إحكامها بشكل جيد، فقد لاحظ أكثر من مرة أن بعض الجيران يهملون هذا الجانب. وإن كان ذلك سيكلف المزيد من الأموال إلا أن ذلك هو الحل الوحيد في سبيل تلافي الأضرار التي يمكن أن نصاب بها إذا قصرنا في الأمر.
رأي (المصلحة)
ويقول: عبد الرحمن المانع المدير العام لمصلحة المياه حول ما جاء عن هذه المشاكل، وخاصة في مدينة سيهات حيث تكثر المياه غير المحلاة رغم أن الكثيرين يدفعون فواتير على استخدام المياه العذبة إن المياه التي تضخ إلى هذه المدينة وجميع مدن محافظة القطيف هي على مستوى عال من النظافة وفيها كميات مناسبة من الكلور والمعقمات الطبية وأن الشبكة التي أقمناها في هذه المناطق محكمة وعلى مستوى متقدم من ناحية المواد المستخدمة وتحمل مواصفات جودة عالمية، ولكننا لا نستطيع الجزم بأن المواد التي يستخدمها الأهالي هي على نفس الجودة التي نستخدمها نحن.
ونفى أن يكون أحد في مدينة سيهات أو غيرها قد أصيب بأمراض من أي نوع وذلك للجودة العالية والتقنيات المستخدمة في إيصال هذه المياه إلى المنازل.
وأضاف بأن مدينة سيهات على سبيل المثال يوجد فيها استهلاك كبير للمياه وهناك تسربات في شبكات المياه الداخلية وأنظمة ري غير نظامية ومربوطة بطريق غير العداد الذي نضعه لهم. فالمفترض من المواطنين أن يهتموا بهذا الأمر ويحكموا شبكاتهم من التسرب، إذ يشكل مشكلة كبيرة في عملية إتلاف الشبكة.
تسرب الكيماويات
ويتساءل أخصائي المختبر محمد حمود هل الماء المالح يضر بالصحة أم لا ؟
وقبل أن نجيب على هذا السؤال يقول: يجب أن نعرف مصدر الماء المالح...حيث أن مصدر الماء ممكن أن يحدد نوعية الماء...فعلى سبيل المثال: المياه المالحة السطحية القريبة من المناطق الزراعية أو الصناعية عادة ما تحتوي على كميات عالية من المعادن الذائبة والتي تنتج عن تسرب الأسمدة الكيميائية (المستخدمة في معظم المزارع حاليا) أو مخلفات المصانع الكيميائية إلى التربة والتي قد يكون لها تأثيرات صحية سلبية مباشرة عند شربها أو عند استخدامها لأغراض الاستحمام أو التنظيف حيث أن هذه النوعية من المياه تصنف على أنها مياه سامة.
رأي مختلف
أما بالنسبة للمياه ( الغير محلاة ) أو مياه العيون الجوفية والتي تستخدم في البيوت لجميع الأغراض( عدا الشرب ) فإنها لا تصنف على أنها مياه غير صحية حتى ولو استخدمت لأغراض (الشرب والطهي) بل إن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن هذه النوعية من المياه قد تشكل جزءا من الاحتياج اليومي من الأملاح والمعادن للإنسان (أكاديمية العلوم الوطنية الأمريكية ) كما أن هناك بعض الدراسات التي لم تثبت صحتها بعد على نطاق واسع والتي تشير إلى أن هناك علاقة إيجابية بين انخفاض أمراض القلب عند استخدام هذه النوعية من المياه بغرض الشرب.
العذبة لاتكفي
وذكر موظف في (المصلحة) أننا نضطر لاستخدام مياه الآبار لأن المياه العذبة لا تكفي محافظة القطيف وأننا نعمل بجد من أجل إيصال المياه المحلاة لكل بيت ولكن ذلك يعتمد على الخطة القادمة والتي ستشمل أغلب المدن في محافظة القطيف رغم عدم إيضاحه أي المناطق التي لم تصلها هذه المياه.
وأضاف بأن هذا الأمر يرتبط بخطة المؤسسة العامة لتحلية المياه التي أفاد مصدر فيها بأن الكرة ليس في ملعبها وإنما في ملعب مصلحة المياه التي تتولى مثل هذه المشاريع. وقال بأننا مجرد مشرفين على توزيع المياه المحلاة ولسنا مسئولين عن شبكات المياه.
وحول هذا الموضوع يقول المانع بأنه مازالت هناك مناطق لم نستلمها من وزارة الزراعة مثل تاروت وبعض قرى القطيف والتي سوف نستلمها قريباً من الوزارة، وأما المناطق التي تسلمناها فإننا أقمنا الشبكات وقمنا بضخ المياه العذبة وإن كانت غير كافية بسبب الاستهلاك الكبير للمياه في محافظة القطيف عموماً.
وهناك خطة لإيصال كمية كبيرة من المياه العذبة قد تكون مخلوطة في بعض الأوقات وهو مشروع كبير، يحتاج لوقت كبير حتى يؤتي ثماره بشكل جيد. ورفض أن يحدد وقتاً لإنجاز أو حتى البداية في هذا المشروع.
أما بالنسبة لمدينة القطيف قلب المحافظة فإنها لا تعاني من هذه المشكلة لأن بها كمية كافية من المياه المحلاة، ونحن نسعى بكل ما أوتينا من جهد لتطبيق هذه الخطط والتي تسعى لإيصال المياه العذبة لجميع مدن وقرى محافظة القطيف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.