النهج الواضح الذي اتخذته المملكة للوصول إلى حلول دولية وقاطعة لدحر ظاهرة الإرهاب هو دافعها الحقيقي لإعلانها الأخير حول عقد مؤتمر دولي شامل بالرياض حول الإرهاب بمشاركة الدول التي تضررت من جرائم رموز تلك الظاهرة الشريرة وغيرها من دول العالم ، فالأخطبوط الإرهابي تمرس على الزحف إلى كل مكان ، ولا توجد دولة في العالم بمنأى عن خطره المحدق بالجميع ، وإزاء ذلك فإن المكافحة لابد ان تكون جماعية لا فردية ، فالجرائم الإرهابية ليست موجهة في واقع الأمر لدولة أو دول بعينها ، بل هي موجهة لسائر المجتمعات البشرية دون استثناء ، فلا بد من وقفة دولية شاملة للتفكير جديا في احتواء تلك الظاهرة واجتثاثها من جذورها ، وإزاء ذلك جاءت الدعوة الصادقة التي أطلقتها المملكة حول عقد المؤتمر الدولي حول الإرهاب في عاصمتها لتدارس أفضل وأمثل السبل الكفيلة بالقضاء على تلك الظاهرة وتقليم أظافر رموزها أينما وجدوا ، ولابد من إيجاد حلول دولية تجاه تلك الجرائم التي تفشت في العديد من دول العالم في السنوات الأخيرة بما يهدد سلامة البشرية وأمنها واستقرار شعوبها ، بل ويعطل تنميتها ودوران عجلة اقتصادها إلى الامام ، وتدارس احتواء تلك الأزمة المدمرة يقتضي من المؤتمرين في تجمعهم المقترح الذي دعت إليه المملكة النظر في الأسباب الحقيقية التي دعت إلى تفشي تلك الظاهرة والعمل على حلحلتها والتعاون بشكل جماعي لا فردي للوصول إلى حلول عادلة ومنطقية لكل الأسباب والمسببات التي أدت إلى ظهور تلك الآفة الشريرة بين العديد من المجتمعات البشرية ، ومتى ما تم الوقوف على تلك الأسباب والمسببات فإن الحلول ستغدو سهلة وميسورة ، والأمل معقود على المؤتمر الذي اقترحت المملكة عقده في فبراير المقبل بالرياض للتوصل إلى حلول حقيقية وحاسمة للقضاء على تلك الظاهرة واحتوائها وتخليص دول العالم قاطبة من شرورها.