اذا كان الاخطبوط الارهابي قد امتد مؤخرا الى جزيرة بالي الإندونيسية فسقط في واحدة من عملياته الاجرامية عشرات القتلى والجرحى، فقد عانت دول عديدة من امتداد هذا الاخطبوط في الشرق والغرب، فالولايات المتحدة لا تواجه وحدها تلك العمليات الاجرامية لأنها ذاقت الأمرين منها في احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، فمعظم دول العالم بما فيها المملكة تعرضت لهذه الموجة الاجرامية المدمرة، وبالتالي فان مواجهة هذه الظاهرة يجب ان تخرج عن شكلها الأحادي المتمثل في واشنطن، ولابد من العودة الى الدعوة الصادقة التي اطلقتها المملكة قبل وقوع العديد من الأحداث الارهابية في كثير من دول العالم بأهمية وضع استراتيجية دولية موحدة لمواجهة هذا الخطر الداهم, فامتداد الاخطبوط الارهابي سيظل ساري المفعول لبث الرعب والفوضى بين المجتمعات البشرية دون استثناء، ويخطىء من يدبر وينفذ لتلك العمليات الاجرامية مرور حججهم وادعاءاتهم الباطلة بدعم اي قضية او مبدأ, فظاهرة الارهاب لاتخدم الا اعداء الأديان السماوية والأعراف الانسانية والاخلاق القويمة, وقد حان الوقت لتحرك دولي شامل لابد أن يكون في مستوى تحرك تلك الجرائم الارهابية، فالخطر لا يحدق بدولة بعينها وانما يطال الجميع، والمجتمعات البشرية، تواجه ظاهرة لا دين لها ولا وطن ولا جنسية، وبالتالي فان المكافحة لابد ان تكون جماعية لا فردية، والتفكير بعقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب اضحى ضرورة يقتضيها واقع الحال.