لا شك في أن الموقف الدولي الجماعي الرافض للإرهاب بكل صوره وأشكاله وأهدافه الإجرامية الذي تمثل في التأييد المطلق للمملكة في سعيها الدؤوب لمكافحة الإرهاب وتقليم أظافر رموزه, وهو موقف جاء في أعقاب تعرض احد المجمعات السكنية بالرياض لاعتداء بمتفجرات أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء من فئة ضالة كانت تستهدف بعملها الإجرامي المشين زعزعة أمن واستقرار هذا الوطن وترويع آمنيه وتقويض منجزاته الحضارية. ولا شك في أن ذلك الموقف العالمي الرافض لذلك العمل الإجرامي بكل تفاصيله وجزئياته يشكل دافعا لوقفة متأملة لا بد منها لتراجع الأسرة الدولية بأسرها ما حدث ويحدث في العالم من أحداث إرهابية فظيعة, فتقف ازاءها وقفة جماعية لتدارسها وتمحيص دوافعها والعمل على اجتثاثها من مجتمعاتها دون استثناء, فتلك الظاهرة الخبيثة لها صبغة عالمية واسعة بدليل انها وقعت في كثير من الأمصار والأقطار غربية وشرقية, فتلك ظاهرة لا وطن لها, ومن يمارسونها لا ينتمون الى أي دين أو عرف أو وازع أخلاقي أو إنساني, وهذا يعني أهمية عودة المجتمع الدولي الى المبادرات المطروحة على الساحة لمكافحة تلك الظاهرة ومقاومتها واجتثاثها من جذورها وعلى رأسها تلك المبادرة التي طرحتها المملكة من خلال دعوتها الصادقة للعالم كله بالتصدي جماعيا لتلك الآفة ومحاولة احتوائها قبل ان يتوسع اخطبوطها الدموي فيلتهم الأخضر واليابس على هذه البسيطة التي أمر الله عز وجل بزرعها وحرثها وعمارتها, فالمكافحة الجماعية أضحت ضرورة ملحة لا بد منها دعما لكل القرارات الدولية والعربية والإسلامية لمقاومة تلك الآفة ومحاصرة رموزها.