القذارة لا تصدر من قطعة جامدة، ما لم تحركها يد تكتسب منها صفة القذارة هذه، ولا يوجد وصف أكثر تهذيبا مع ما ترتكبه هذه الكاميرا من مصائب أليمة تبقى متداولة بين الناس لعقود طويلة من الزمن. مائة ألف شريط أعراس نسائية تم ضبطها الأسبوع الفائت في محل لتصوير الأفراح بالدمام بعد أن حولها عاملو المحل لأحزان يبيعونها على شباب يقطر من فمه وجيبه سعار هتك الخصوصية، 100ألف شريط لو بيع منها عشرة فقط قبل مصادرتها، لكفى أن تصل من الدمام لنجران في ظرف ثلاثة أيام. لماذا لا نتحرك إلا بعد وقوع الفأس في الرأس؟ إنها حالة فأسية مزروعة في رؤوسنا المعتادة على الفؤوس. إتخاذ إجراءات حاسمة حيال محلات التصوير لا يكفي، فوجود عمالة أجنبية في مجال التصوير النسائي والرجالي يترك الوضع سائبا مهما تشددنا. تسيب رأيته في إستديو -ملحق بمشغل أو العكس لا فرق إلا في التراخيص- متمثلا في أشرطة فيديو مكتوب عليها أسماء عائلية معروفة موضوعة في مكتب مفتوح وشبه خال على الدوام، جرأني هذا التسيب لسؤال العاملة كيف تترك هذه الأشرطة وقد يدخل أحدهم ويسرقها، فكان الرد نظرة مرتابة وصوت ينكر حالة تلبس لتسيب. هناك مصورات فوتوغرافيات غير سعوديات يعملن من منازلهن بأجهزة كمبيوتر يساعدهن أبناء مراهقون ببرامج معالجة صور يتم إنزالها من النت، وان أراد أحدكم تلك النظرة الحارقة فليسألهن إن كانت هذه الأجهزة متصلة بإنترنت يسبح فيه الهاكرز بحثا عن الملفات الخصوصية، وإن أردتم لأنفسكم مزيدا من الألم فتذكروا أن بعضهن قد تحتفظ بهذه الصور لحين سفرها ثم تفعل بها هناك ما تريد أن تفعله. ليس كل الرجال مثل والد عروس ذهب بزوجته فجرا بعد إنتهاء العرس بثلاث ساعات لمنزل المصورة لتأخذ الشريط منها، بعد أن جلست معها وهي تنهي مونتاجه لتخرج به مع جميع النسخ لزوجها. ولا كل النساء مثل عروس رفضت أن تضع فرحتها في مهب ريح تتقاسمه مصورات فيديو ومصورات فوتوغرافيات. تدور الآن بين الشباب قصص مصورة بجوال الكاميرا لهتك أعراض وصراخ عفيفات و غير عفيفات، فمن المسئول؟ وقبل عقود من الزمان بعد ظهور الكاميرا دارت قصص مماثلة لمشاهير ومجاهيل وبقيت المسألة رواية تروى بزيادات تختلف حسب المناطق، إلى جانب شريط لا ينفك يدور في أجهزة تسجيل الناس وذاكرتهم، ولم يحاسب احد. ألا زلتم تأمنون جانب الكاميرا وهي تستكين بخبث في هواتفكم الجوالة وفوق كمبيوتراتكم وبين طاولات أفراحكم قبل أن تصاب بمس شيطاني؟ إذ كنتم مستأمنين لغدر عدستها فلا تبتاعوا مناديل ورقية تمسحون بها دموعكم بعد وقوع فأس لا تختار لها مكانا سوى الرأس، تحسسوا رؤوسكم فالضربة قادمة ما لم تنزعوا تلك الكاميرات الشيطانية من حولكم، وتنزعوا أنفسكم من غفلة وتغافل وجهل وتجاهل. أما زلتم تتساءلون أهي الكاميرا من تنصب فخاخ القذارة لثيابكم البيضاء؟