من أجل أن تكون الصورة في ليلة العمر جميلة جذابة، تفرض بعض المصورات المتخصصات في تصوير الأعراس اشتراطات لابد منها، لتخرج صور العروسين أكثر جاذبية، إلا أن هذه الاشتراطات التي تفرضها المصورة لتضمن صورا جذابة للعروسين توقع العريس أو عروسه أحيانا في حرج. بعض المصورات ذوات الخبرة يشترطن أن يكون العريس مهيأ نفسيا لالتقاط الصور التذكارية مع عروسه في ليلة العمر، فيرفضن التقاط الصور وهو في حالة توتر أو قلق أو اضطراب، حيث تنعكس هذه الانفعالات على الصورة التي ستلام عليها المصورة فيما بعد، إن لم تخرج بالشكل المطلوب. جميلة سالم تذكر أن المصورة رفضت تصويرها ليلة زفافها أكثر من مرة، نظرا لكون الزوج يظهر عليه القلق وعدم التركيز، وطلبت تهيئته نفسيا لالتقاط الصور التذكارية، إلا أن العريس رفض اشتراطات المصورة، وطلب منها التصوير على عجل، وأمام إصرار المصورة على أن يكون أكثر استعدادا للتصوير، فاجأ عروسه بإحضار كاميرته الخاصة وطلب من شقيقته التقاط صورة مع عروسه. وقالت فاطمة الزهراني (ربة منزل) إن صور الزفاف تجسد ذكرى مهمة في حياة العروسين، وأمر جميل أن تعود العروس وزوجها فيما بعد لتذكر تلك اللحظات الجميلة، والمواقف التي جمعتهما أثناء التصوير وقبله أو بعده، مشيرة إلى أنها في يوم عرسها تزوجت برجل متزوج، وهو يرى أن هذه القيود التي تفرض في التصوير لا داعي لها مطلقا. وتضيف "حينما بدأت جلسة التصوير، أخذت المصورة تعطي تعليماتها بأنه ينبغي أن يكون له وضع معين أثناء الوقوف أو الجلوس، وعندما طلبت المصورة من زوجي أن يقبلني حتى تعبر الصورة عن الرومانسية، انقلب الوضع رأسا على عقب، وبدأ زوجي يزمجر، ويسألني لماذا كل هذه الأوضاع وما الداعي لها. وأوضحت فاطمة أن زوجها سبب لها القلق لمدة أسبوعين وحتى طبعت الصور، مشيرة إلى أنه حينما تم استلام الصور أصر على أخذ شريحة الذاكرة بالكاميرا، خوفا من أن يتم طبع الصور مرة أخرى، وإرسالها إلى إحدى المجلات أو الصحف. وذكرت سلوى أنها وزوجها اتفقا على توثيق حفلة عرسهما بالتصوير الفوتوجرافي والفيديو، لكنهما وجدا رفضا كبيرا من والدها وأشقائها الذين رفضوا مطلقا أن يتم تصوير شقيقتهم على هذه الصورة التي يرونها مخلة بالذوق العام، إضافة إلى خوفهم وقلقهم من تسرب الصور من مكان الاحتفال، وتحميضها وإعدادها في مكان آخر. وبينت أنه على الرغم من موافقة زوجها على التصوير، إلا أنها قوبلت برفض قاطع من قبل والدها، الذي لوح أمامها بأنه سيبطل هذا الزواج إذا تم التصوير، مشيرة إلى أنها سارعت بإيقاف التصوير، واتفقت مع زوجها على إكماله في الفندق بعيدا عن أعين أسرتها. وتقول المصورة أم زينب (مصورة امتهنت التصوير في الأعراس) "كل عروس تأتي إلي تشترط أن تخرج صورها بالشكل المطلوب والجميل الذي يجعل هذه الأيام تبقى ذكرى جميلة بالصور مدى الحياة، وبعض العرائس يطلبن خلفيات وكليبات معينة كما في القنوات الفضائية، وعند تنفيذ ما تطلبه العروس، لابد أن يكون شريكها متجاوبا ومتفهما، حتى تخرج الصور وتسجيل الفيديو كما تريد العروس، أو على الأقل كما ينبغي أن تكون عليه الصورة بجماليتها المعهودة". وأوضحت أن من الطلبات التي تفرضها على العريس أن يتم التصوير بعد العشاء، وليس قبل العشاء، حيث يكون ذهنه مشغولا مع العشاء واستقبال الضيوف. والأمر الآخر أن يكون قد أكمل الترحيب بضيوفه، وخاصة أصدقاءه، حتى لا ينشغل أيضا بذلك. ومن الاشتراطات أيضا أن يكون جواله صامتا طوال مدة التصوير، حتى لا يواجه إزعاجا من الجانب الرجالي الذين يطالبونه بالخروج، أو عدم الإطالة، أو الترحيب بأحد الضيوف أو نحو ذلك. وقالت أم زينب "أحيانا نضطر لأن نضع على وجه بعض العرسان شيئا من أدوات الزينة البسيطة جدا، والتي تتطلبها الصورة، إلا أنه كثيرا ما يرفض بعض العرسان ذلك الأمر، كما نواجه صعوبة من بعض العرسان أثناء تنفيذ بعض الحركات الرومانسية في التصوير، حيث يعترض الكثير منهم على تنفيذها"، مما يجعها تواجه وقتا عصيبا حتى تقنع العريس بأن ذلك مهم حتى تظهر صورتهما بشكل جميل، مشيرة إلى أنها تعلمت من خلال دورة تدريبية طرق الإقناع التي تستخدمها لتقنع هؤلاء العرسان بأهمية الانصياع لهذه الطقوس، للخروج في النهاية بصورة جميلة توثق لأهم مناسبة في حياة العروسين.