التقويم هوية الامم وذاكرتها وتاريخها ومرآة ثقافتها وابداعها وحضارتها ومظهر من مظاهر عزها وقوتها ووحدتها. فلماذا لا تتحد دولنا الاسلامية على الاقل في التقويم الهجري (إن هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون) نتفق فقط دائما على الا نتفق فلنحاول ولو لمرة واحدة ان نتفق على شيء من المفترض بديهيا ان نتفق عليه وبدون ادنى تفكير، نوحد كلمتنا كمسلمين في تقويمنا الهجري وتاريخنا المشرف في الحدث الاسلامي العظيم هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. هجرة الحق وانتصار الاسلام وانتشار دعوته لماذا لا نتفق كما اتفق المسلمون في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما اشار عليهم بوضع تقويم خاص بهم وعزف عن تقاويم الامم الاخرى واختار سنة هجرة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام قال عمر: (هجرة الرسول فرقت بين الحق والباطل فارخوا بها وبالمحرم لأنه منصرف الناس من حجهم) وشهر محرم ايضا كان في العهد القديم اول شهور السنة عند العرب وتغيره قد يسبب ارباكا لهم وهو اول هلال استهل بعد بيعة العقبة التي تمت بين النبي ووفد يثرب وفيه ايضا اذن الحق لسيد البشر بالهجرة لماذا لا نعتز بتاريخ الحضارة التي انطلقت نحو الآفاق ومزجت شعوبا وقبائل بتعاليم وعلوم ارتفعت فيها الارض وعانقت السماء، (التقويم الهجري) تقويم الأهلة التي جعلها الله مواقيت للناس فليس من الحكمة ترك الحكمة الالهية والبحث عن بديل.. دعوة ورجاء للاتحاد في هويتنا في التقويم القمري الهجري الذي حافظ على نقائه عبر الدهور، التقويم الرباني السماوي الكوني (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) وقد وردت بعض اسماء هذه الشهور في القرآن الكريم مثل رمضان وبقيتها وردت في السنة النبوية واستمر العمل بالتاريخ الهجري الى ان غزا الاستعمار الدول الاسلامية وما تبعه من تغريب وفقدان للهوية وبسقوط الخلافة الاسلامية على يد اتاتورك الذي الغى التاريخ الهجري واستبدله بالتاريخ الميلادي عام 1344ه 1926م تنفيذا لمخطط استعماري. نحن أمة مستهدفة حتى في تاريخها ولكن الله معنا.