قالت مصادر سياسية أمس الاحد إن اسرائيل ادخلت تعديلات على مسار الجدار العازل الذي تشيده في الضفة الغربية لازالة نتوءات اثارت جدلا واسعا لتوغلها كثيرا في الأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف تطويق مستوطنات يهودية. وذكرت المصادر ان التعديلات التي سيترتب عليها تقليص مسافة الجدار تستهدف ضمان التأييد الامريكي للمشروع. وقالت ان المسار الجديد سيقدم لمسؤولين امريكيين من المتوقع أن يزورا اسرائيل هذا الاسبوع للاستماع الى خطة ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي لفك الارتباط مع الفلسطينيين. ويتوقع على نطاق واسع ان يطرح شارون الخطة خلال زيارة قادمة لواشنطن. ويقول الفلسطينيون ان الجدار ليس سوى مشروع لسلب اراضيهم وتعقد محكمة العدل الدولية في لاهاي جلسات للنظر في القضية هذا الشهر بناء على طلب من الاممالمتحدة. وقال مصدر في مكتب شارون اذا صدر حكم ضد اسرائيل في لاهاي فسيتم الاقتراع عليه على الارجح في مجلس الامن... نحتاج الى التأكد من ان الامريكيين يساندوننا ومن ثم فان جهدا مبذولا الان للاتفاق معهم بشأن المسار. ونقلت صحيفة هاارتس الاسرائيلية عن دوف فايسجلاس مدير مكتب شارون قوله انه يعتقد ان المسار النهائي سيكون بطول 600 كيلومتر اي اقل بمئة كيلومتر مما جاء في الخطة الاولى التي طرحت عام 2002. وقال يوسف لابيد وزير العدل الاسرائيلي وعضو المجلس الوزاري المصغر المعني بشؤون الامن للصحفيين اؤيد بشدة فكرة تقليص الجدار لجعله اقل توسعا واقل تكلفة واسرع بناء. وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني ان الجدار مع تقليص امتداده سيظل يشكل مصاعب تضاف الى مصاعب حياة الفلسطينيين. وقال سواء كان 700 كيلومتر او 600 كيلومتر هذا الجدار لن يفصل الفلسطينيين عن الاسرائيليين الا انه سيفصل الفلسطينيين عن الفلسطينيين... سيدفن ذلك حل الدولتين ويقوض خارطة الطريق. ويكاد يكون هذا المسار هو نفسه تقريبا حدود عام 1967 بين اسرائيل والضفة الغربية الا انه يخوض في عمق الاراضي المحتلة لتطويق تكتلات استيطانية مما أثار اتهامات من جانب الفلسطينيين بأن اسرائيل تهدف للاستيلاء على اراض فلسطينية. وفجر شارون الذي طالما اعتبره المستوطنون نصيرا لهم قنبلة سياسية في اسرائيل الاسبوع الماضي عندما اقترح تفكيك 17 من 21 مستوطنة يهودية في قطاع غزة ومستوطنات اخرى في الضفة الغربية في خطة من جانب واحد للانفصال عن الفلسطينيين اذا ما فشلت خارطة الطريق التي تدعمها الولاياتالمتحدة لاحلال السلام في الشرق الاوسط. واقترح شارون نقل 7500 مستوطن من غزة الى الجيوب اليهودية الباقية في الضفة الغربية. وقال مستشار لشارون ان من المتوقع ان يزور ستيفن هادلي نائب مستشار الامن القومي الامريكي وايليوت ابرامز المدير البارز في مجلس الامن القومي اسرائيل هذا الاسبوع لبحث الاقتراح. ولن تترك خطة شارون الاحادية الجانب للفلسطينيين الا مساحة من الاراضي اقل بكثير مما يريدون لاقامة دولتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتشير اسرائيل الى عمليات الاخلاء المحتملة للمستوطنين من غزة وكذلك حاجز الضفة الغربية على انها جزء من خط أمني في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية الناشبة منذ ما يزيد على ثلاثة اعوام. ويقول الفلسطينيون ان اسرائيل تفرض بذلك حدود امر واقع. وناشدت القيادة الفلسطينية امس الاول السبت الولاياتالمتحدة دعم خارطة الطريق وعدم التعامل مع خطة شارون.