اعلن كولن باول وزير الخارجية الامريكي انه لا ينتظر من الحكومة الاسرائيلية الاستجابة للضغوط الامريكية بشأن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية الى ان تحمل السلطة الفلسطينية على النشطين. وفي برنامج (تشارلي روز) التلفزيوني تعاطف باول مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون فيما يتعلق بقضية المستوطنات وقال انه من المستحيل على اي زعيم اسرائيلي ان يبدو وكأنه يرضخ للضغوط الامريكية. ويقول منتقدو السياسة الامريكية والاسرائيلية انه على عكس ذلك تماما على اسرائيل ان توقف الآن الانشاء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية لانها لا تساهم في الأمن الاسرائيلي بل وتستعدي الفلسطينيين الذين يعيشون في تلك الاراضي. ويقول المجتمع الدولي ان المستوطنات غير مشروعة لكن اسرائيل لا تعترف بذلك. وقالت الولاياتالمتحدة مرة انها غير مشروعة لكنها تكتفي الآن بوصفها بانها غير مفيدة. وقال باول في البرنامج ان الاسرائيليين سيتجاوبون حين يظهر ان الجانب الفلسطيني يفعل شيئا بشأن التفجيرات والارهاب. واضاف من الصعب بل من المستحيل على رئيس وزراء اسرائيل او اي امة في مواجهة انشطة فيما يبدو ان السلطات الحكومية لدى الطرف الآخر تقرها ان يقول لشعبه انه سيخضع للضغط من جانب الامريكيين او آخرين. وقال باول ان الادارة الامريكية تعمل بجد في دبلوماسية الشرق الاوسط لكن عليها ان تنتظر حتى ترى الحكومة الفلسطينية التي يشكلها رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف احمد قريع. وصرح باول بانه اذا لم تستجب هذه الحكومة لثلاثة شروط منها الحمل على النشطين سيستحيل تحقيق اي تقدم في خارطة الطريق لاقرار السلام . واضاف وزير الخارجية الامريكية قوله: اذا كانت حكومة قريع لا تملك سلطة سياسية مستقلة عن آليات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واذا لم تعزز كل الاجهزة الامنية تحت سلطة رئيس الوزراء الجديد واذا لم يلتزم رئيس الوزراء بانهاء الارهاب فلن نستطيع ان نمضي قدما في خارطة الطريق. وترفض واشنطن التعامل مع عرفات وتتهمه باذكاء العنف وهو ما ينفيه الرئيس الفلسطيني. وفي نفس الاطار ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس ان مبعوثي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون توصلا الى تسوية مع الامريكيين بشأن مسار الجدار الذي تقوم اسرائيل ببنائه على طول الخط الفاصل بين الدولة العبرية والضفة الغربية. وتقضي التسوية بان يكون الجدار متنقلا عند مستوطنة ارييل اليهودية، مع الاحتفاظ بموقع الجدار المرسوم اصلا والذي يتوغل في هذه المنطقة بعمق عشرين كيلومترا داخل الضفة الغربية، حسب وسائل الاعلام الاسرائيلية. وقد توصل الى هذا الترتيب دوف ويسغلاس مدير مكتب شارون وعاموس يارون المدير العام لوزارة الدفاع في لقاء مع كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون الامن القومي. ويطالب الجناح المتشدد في الحكومة الاسرائيلية بان يمتد هذا الجدار داخل الضفة الغربية خلف مستوطنة ارييل. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن اكثر من مرة عدم رضاه عن هذا المشروع واعرب عن خشيته من أن يؤدي الي تعقيد المفاوضات التي يفترض ان تجرى مستقبلا حول حدود الدولة الفلسطينية. واكدت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الامريكيين قبلوا وجهة النظر الاسرائيلية التي ترى في هذا الجدار حاجزا امنيا لا يرسم سلفا خط الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية مستقبلا.موضحة ان ادارة بوش قررت بعد التوصل الى هذه التسوية الابقاء على كل ضمانات القروض الممنوحة لاسرائيل والبالغة 9 مليارات دولار. وقد انهت اسرائيل في نهاية يوليو تشييد جزء اول من الجدار بطول 140 كلم. وحسب الخطة الموضوعة فإنه سيتم خلال عام بناء قسم اخر من الجدار يشمل القدسالشرقية التي احتلتها اسرائيل في 1967 بينما يبلغ الطول الاجمالي لهذا الجدار 350 كلم ويمتد من شمال الى جنوبالضفة الغربية بمحاذاة الخط الاخضر. ولكن وسائل الاعلام الاسرائيلية ذكرت ان هذا الجدار قد يمتد لمسافة تتراوح بين 800 الى 900 كم. وتبلغ كلفة الكيلومتر الواحد من الجدار مليوني دولار وقد تصل كلفته الاجمالية الى 8.1 مليار دولار.