قبل يوم واحد من مجيء رامسفيلد كان بول بريمر الحاكم المدني الأعلى في العراق قد صرح بان ثمة معلومات لدى قواته تشير الى احتمال ان تكون المقاومة قد خبأت أسلحة كيماوية وبيولوجية تستعد لاستخدامها ، وقد جاءت المعلومات بعد اعتقال عدد كبير من أنصار النظام السابق في حملة المداهمات في كركوك التي أدت لاعتقال 150 شخصا اتهموا بالتعاون مع المقاومة ، وبعد يوم واحد كانت طائرة رامسفيلد القادمة من جورجيا تحط في مطار كركوك في زيارة مفاجئة. الزيارة التي وصفت بالمفاجئة شهدت حماية لم يألفها العراقيون في كل الأزمنة التي مروا بها حتى في زمن صدام ، حيث أحاط سرب من الطائرات المروحية بطائرة رامسفيلد الخاصة من كركوك الى بغداد حتى لا تكاد تبين خوفا من استهدافها من قبل المقاومة العراقية التي أتقنت اسقاط الطائرات بشهادة رامسفيلد في زيارته الماضية الى العراق وزيادة في الحيطة والحذر تهبط طائرة رمسفليد كما هو المعتاد في مطار بغداد الدولي بل حطت في مطار عسكري آخر قرب بغداد ، حيث تشير المعلومات المتوافرة لدى القوات الأمريكية الى ان عناصر المقاومة الوطنية العراقية غالبا ما تستهدف مطار بغداد وانه حسب تلك المعلومات فان إحداثيات لا يمكن ان تخطئها أسلحة المقاومة . وفي بغداد وقبل ساعات من وصول رامسفيلد انتشرت مئات المدرعات وآلاف الجنود الأمريكان في شوارع بغداد وأحاطوا بالقصر الجمهوري السابق الذي وصله رامسفيلد ليبلغ بعد وصوله بدقائق مجلس الحكم الانتقالي العراقي بضرورة إنهاء كافة القضايا المتعلقة بنقل السلطة للعراقيين في حزيران - يونيو المقبل. وان يتم تحجيم الخلافات التي ظهرت على الساحة بشأن آليات تلك الانتخابات ، وفي همسة كما تقول مصادر مطلعة نبه رامسفيلد الى عدم الالتفات كثيرا الى أراء الآخرين في هذه المسألة، في إشارة الى الاعتراضات على آلية الانتخابات المقبلة لنقل السلطة التي صدرت من مراجع دينية في العراق . غير ان زيارة رامسفيلد المفاجئة لم تكن تدور في هذا الإطار فحسب بل ان الرفض الأمريكي لتشكيل قوة مسلحة من ميليشيات الأحزاب جاء متزامنا مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي للعراق رامسفيلد وبعد يوم واحد من التصريح الذي أدلى به بريمر ، فرامسفيلد الذي حرص على تفقد أفواج الدفاع الوطني العراقي المشكلة حديثا والتي يشرف على تدريبها ضباط أمريكان خلال زيارته الى بغداد ، عده المراقبون إشارة الى ان رامسفليد هو وراء قرار إلغاء فكرة تشكيل قوة من الميليشيات العراقية ، وانه لا يحبذ ذلك لانه يمنح القوة للأحزاب العراقية ، ويزيد من انتشار السلاح في العراق بأيد غير أمريكية مع توقعات غير معلومة مستقبلا عن مدى قدرة تلك الميليشيات في ضبط الوضع الأمني واحتمال استخدام السلاح في أغراض أخرى غير ضبط الأمن كتمردها على الامريكيين ومع تزايد خسائر القوات الأمريكية في العراق . ولكن زيارة رامسفيلد بقيت في محتواها العام محاولة لسد الفجوة التي أحدثتها حملة القوات الأمريكية على مدينة الحويجة قرب كركوك والتي أعلن فيها عن اعتقال او مقتل عزة إبراهيم نائب صدام والمتهم بقيادة المقاومة ثم لم تثبت صحة المعلومات مما أوقع القوات الأمريكية في حرج كبير يبدو ان رامسفيلد غطى عنه في زيارته الأخيرة الى العراق وحين قال في كركوك أمام حشد من الجنود الأمريكان والمسؤولين المحليين ان فرص القبض على عزة إبراهيم ضئيلة.