التطاول على شوارع الأحساء حق مكتسب للبعض. وهناك حالات عديدةويمكن تصنيف أنواع التعديات على الشوارع إلى حزم متنوعة، ولها أبطال يتفننون في إخراج التطاول على هذه الشوارع بطرق شتى ووسائل مختلفة. شوارع تشتكي من هذا التطاول، ولكن الجميع يتفرج رغم المعاناة. إليكم نماذج من أنواع التطاول على شوارع الأحساء، بهدف التنبيه على البقية لتقليدها واتباعها، فهذه الشوارع ليس لها مالك، ولكنها شوارع سائبة. وكل سائب يغري بالسرقة والتطاول والتعدي، وعدم الاحترام، ويفقد هيبته، وأحيانا يفقد حتى كيانه. البعض يرى أن الشارع مُلك له مع البيت، خاصة الجزء المقابل لهذا البيت. فهم يحفرون فيه كما يشاءون.وعلى الإسفلت الأسود يضيفون طبقة أخرى منه وفقا لهواهم،ليتم تعديل ميول الشارع.وهم بتلك الإضافة، يسعون لزيادة ارتفاع طبقة الإسفلت المواجهة للبيت. كل شيء يجب أن يكون مرتفعا في شوارع الأحساء. هذه الإضافة من الإسفلت ربما كان هدفها التنكيل بالجار، عن طريق تجمع المياه أمام داره، نتيجة لتغيير ميول الشارع. على الجار هو الآخر خيار نشر طبقة جديدة من الإسفلت أمام بيته، ليتم نقل الماء إلى الجار الذي يليه، وهكذا حتى تصب في تجمع أمام مسجد أو ارض فضاء. أو يتحملها أحد المستحيين. البعض يبني سور البيت، ثم يستولي على الرصيف،ليبني جدارا عريضا على الرصيف، للحماية، كخط دفاع أول عن شيء يتخيله. ثم في مرحلة لاحقة، ينزل إلى الشارع ليستقطع منه جزءا ليغرس فيه بعض الأشجار وبشكل عشوائي. البعض يعتبر الشارع موقفا خاصا لسيارته. وقد ركبوا مظلات على جانب الشارع ليظلل السيارة. وتمتد المظلة مسافة تزيد على المترين في فضاء الشارع. ربما لمضايقة سيارة جمع القمامة، أو أنها جزء من التمهيد لغزو الشوارع، كظاهرة السلالم التي تحتل الأرصفة. البعض يضع مطبا صناعيا للحماية كما يقولون، هذه إحدى الطرق التي تتبع لتنفير الناس من المرور من هذا الشارع أو ذاك. بعض هذه المطبات تقصم الظهر والجيب والسيارة. وتجد أحيانا انه بين المطب والآخر مطبا له سنام طويل. ولا تعرف السبب. في النهاية، عليك اجتياز هذه الحواجز رغم انفك. لا يهم أن تلعن وتسب، مين ح يسمع. البعض يقوم بقطع الأشجار هكذا عيني عينك، ويقول: ما حد يشوف الدكان منها.وبعضهم يقول: تجيب لنا وساخة. وبعضهم يقول: لو كانت نخلة أحسن. وبعضهم يقول: ليش ما يزرعون شيئا مفيدا للأكل.وبعضهم يرى أن الشجرة أمام البيت قد تساعد على سرقة البيت.ولله في خلقه شؤون. وهناك التعديات الجوية للشوارع،تجد كل أصناف اللوحات الإعلانية، بعضها صغير لا يمكن قراءته.بعضها كبير،بعضها مركب بالطول وبعضها بالعرض. بعض هذه اللوحات مضاءة وبعضها معتم.لوحات معلقة في الهواء بالعرض،ولوحات معلقة في الهواء بالطول والعرض. لوحات يغطي بعضها البعض.وفي النهاية مناظر منفرة مقززة تنبئ عن فوضى بدون مبرر. هناك شوارع كانت غير تجارية، وفجأة تحولت إلى تجارية.البعض حاول توظيف هذه الميزة.قاموا بهدم سور البيت، وهدم جدران غرف النوم والمجالس والحمامات، تحولت إلى محلات، لكنها محلات مشوهة وغير مقبولة. البعض استغل سقف مدخل البيت كموقع لخزان الماء. بعضهم تجرأ اكثر،فوضع صندقة أيضا فوق سقف البوابة. عالم من المتناقضات لا ينتهواو عتقد انه لن ينتهي. البعض يبني في الارتداد،ليس دورا واحدا، ولكن غرفا من دورين. البعض يبني في كل زاوية من زوايا الارتداد، غرفة من دورين. فترى برج هنا وبرج هناك. البعض يعمل توسعة خارجية للكراج، فيستقطع من الرصيف مسافة، ثم يحيطها بصفائح من (الشينكو) ثم يثبت باب الكراج عليها.هكذا يصبح باب الكراج منتفخا بارزا على الرصيف، في تحد واضح حتى للهواء وللعوامل الجوية والمناخية. البعض لا يكتفي بدرجات السلم المطروحة على الرصيف بكاملةولكنه يضع سياجا على جانبي السلم، ليعزز عدم استخدامه من الآخرين، وأيضا للحماية من السقوط ويصبح ممسكا للعجزة، من الصغار والكبار، وقد يكون هناك مآرب أخرى، والله اعلم. البعض، ما زال يتفنن في التحدي. ولكن، أين أشهر شوارع الأحساء قاطبة؟ بحثت عنه ولم أجده. هذا الشارع هو شارع يؤدي إلى (الصالحية)،وهي أحد الأحياء الأكثر شهرة في الأحساء، حتى من مدنها وقراها. تغنى بهذا الشارع أحد فناني الأحساء القدامى، وقال: في شارع عبد ربه، قابلوني، ثلاثة، رايحين الصالحية. الصالحية موجودة، ولكني لم أجد (شارع عبد ربه) هذا. مثله مثل بقية الشوارع والقلاع التي أزيلت من الوجود وبشكل نهائي، نسمع عنها ولا نراها. السؤال: هل اختفى أيضا (شارع عبد ربه) بسبب التطاول؟