قررت أن أقضي ساعة مفيدة مع ابنتيّ صباح الخميس الماضي وهو اليوم الوحيد الذي يكسر روتين الأسبوع. بدأنا بالتمارين الرياضية وإفطار سريع، ومن الرياضة إلى زيارة إحدى حدائق الحي الراقي الذي نقطنه والتي أقامتها الأمانة بشكل جميل ومتناسق. لعبت البنتان في المراجيح و”الزحاليق” وقررنا العودة إلى المنزل مشياً. تخيلوا هذا المنظر: الشوارع الجانبية نظيفة (نسبيا) لكنها لا تخلوا من الأكياس البلاستيكية والمناديل ملقاة في كل جانب أما علب المياه والعصير الفارغة فتزين الطريق كالإكسسوار حتى العطشان يفقد عطشه من رؤيتها. الطريق معبّد بالإسفلت لتمشي فوقه السيارات بينما هو لا يمت للشارع بصلة حيث الحفر والمطبات والكدمات الأرضية كل عشرة سنتيمترات. وانيت جمع المخلّفات يقف مفتوحاً ليمتع أعين المارّة ناهيك عن الرائحة. أما الصرف الصحي فهو غير موجود أصلاً والأرصفة كلها مكسّرة وغير متساوية وليس بها مساحة كافية للمشاة. نسيت أن أذكر أن الحديقة التي أعجبتني فعلاً زخرت بصنوف القمامة داخل أشجارها ومزروعاتها، ومنطقة الجلوس ينام بها حارس بأحد البيوت المجاورة التماساً للهواء العليل. وفي الطريق رأينا أعمال بناء لعدة فلل حديثة وبها عمّال يجوبون الحيّ، ثم أحسست فعلاً أن أهل البلد لا يملكونها، بل تملكها العمالة الوافدة. لماذا؟ لأنهم يستيقظون مبكراً ويمشون في شوارعها ويستخدمون مرافقها ويقدمون الخدمات لأهلها، أما أهلها الكرام فتكفيهم الفلل الفخمة (التي يبنيها الوافدون) والسيارات الفارهة (التي يغسلها الوافدون) والندوات الاقتصادية والحكي الفاضي والخطط الورقية التي لا تفضي إلى شيء. ابنتي الكبرى علقت قائلة: ماما، في نيويورك (كنّا فيها الشهر الماضي) الشوارع نظيفة والناس لا ترمي القاذورات، أما الصغرى فقالت: ماما، الناس في جدة naughty people أي أناس مشاغبون! للمعلومية: سعر المتر المربع الواحد في هذا الحي يفوق الخمسة آلاف ريال. للأسبوع المقبل: ما الذي ترغبون تحقيقه في مدينتكم؟ أرجو إرساله نصياً على حسابي بتويتر @reem_asaad