في عدد أمس الأول الثلاثاء طالعنا مقالة للأخ العزيز عبدالله إبراهيم المقهوي، وصفني من خلالها بالمتحامل على شركة الكهرباء في مقالتي التي كتبتها في هذه المساحة يوم الخميس 16من شهر جمادى الآخرة الماضي، تحت عنوان (القصيبي يخجل من جازانوالأحساء). ولا ادري على أي المعطيات بنى الأخ المقهوي ذلك النعت؟ هل هو لحب الوطن بشموليته واتساعه؟ وعلى العموم يكفيني السيل العارم من المكالمات التي تلقيتها من أبناء الوطن، تأييداً لما كتبت، لتكشف لي عن مدى التصاق هذه التهمه بشخصي من عدمها، وغالبية أولئك من موظفي الكهرباء، كما أخشى أن يكون حديثي اليوم عن المياه في الأحساء يعتبر تأكيداً على التحامل، ولكني سأكتب فيه ومبرري حبي لوطني ولكافة أبناء الوطن، حيث أن الكل يدرك المعاناة التي يعاني منها المواطن الأحسائي في بعض المواقع السكنية والمزارع، خاصة في فصل الصيف. والمشكلة تتفاقم يوما بعد آخر، وقد نشرت (اليوم) استطلاعات صحفية، سواء في هذا الملحق في باب الجولات وغيره، ولكنها لم تحرك ساكناً في وزارة المياه والكهرباء، وأخيراً طالعنا يوم السبت الماضي تعليقاً للوزير الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي على سؤال الزميل حسين البلوشي، الذي قال له: قرأنا في الصحف المحلية عن كثير من شكاوي أهل الأحساء حول نقص المياه، ولأن معاليكم أحد أبناء هذه المنطقة الطيبة هل هذا صحيح؟ وهل حقاً حفرت العديد من العيون؟ وهل هناك خطة للمعالجة؟ فأجابه (واحة الأحساء أكبر واحة نخيل مروية في العالم، وكان يتم ريها من قبل بواسطة التدفق الذاتي للعيون, وقد تسبب هذا في تكوين أراض رطبة، ما لبثت أن تحولت إلى أراض مالحة، ولذلك كان لابد من وضع نظام ري وصرف لهذه الواحة، حتى يؤدي إلى ري المزروعات، في نفس الوقت يتم غسل التربة، وتصريف المياه الزائدة عن الري إلى خارج الواحة. وقد كان هذا المشروع مخصصا للمزارع القائمة في ذلك الوقت، ولكن الذي حصل ان زادت المساحات المزروعة، مما أدى إلى قيام الكثير من أهل المنطقة بحفر آلاف الآبار بطريقة عشوائية، وبدون تراخيص، مما تسبب في حدوث هبوط مفاجئ لمستويات المياه، وتوقف تدفق العيون التلقائي، الأمر الذي جعل الدولة تقوم بحفر العديد من الآبار، لتغذية قنوات الري والصرف بالمياه، والمحافظة على واحة النخيل من الهلاك . وسوف تقوم الوزارة بدراسة وضع الآبار المحفورة بطريقة عشوائية، إضافة إلى ترشيد استخدام المياه، واستخدام طرق الري الحديثة، كما ان هناك نية لإمداد شبكة الري والصرف الصحي المعالجة ثلاثيا، وتقليل الاعتماد على المياه الجوفية. وكل هذه المشاريع تتم بالتنسيق الوثيق والتشاور الدائم مع وزارة الزراعة). نجد في الإجابة إسهاما في التشخيص لخصائص تربة أكبر واحة في العالم، وتبريرا لقيام مشروع الري والصرف، وانتقادا للحفر العشوائي للآبار، والملح بإجابة دبلوماسية لمعالجة المشكلة، ولكن دون ذكر للتوقيت الزمني أو البرامج والمشاريع. وليعلم الوزير أن كثيرا من الأهالي غير راضين عن استخدام المياه المعالجة ثلاثياً، أي ان ذلك يحتاج إلى برامج تثقيفية للمزارعين وتوعية حتى يقبلوا هذا المشروع، والأمر سيظل جسيما ما لم يحل بشكل جذري وسريع، وان كانت مشكلة المياه عامة، ولكن أمام رجل الصعاب والبارع في إدارة الأزمات والقائد المحنك في وزارة المياه والكهرباء الوزير الدكتور غازي القصيبي تزداد الثقة، لأن الأمر نصب عينيه ويستحوذ على جل تفكيره. شمال شرق سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن أحسن الدعاء، فقالت (اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين).