صيف بارد استشعرته نخيل واحة الاحساء وتوثب غير معهود لسيقان ارزها الأسمر.. انها الاحساء محل العين والفؤاد يدمي القلب عطش نخيلها ويورق الروح ارتواء مزارعها.. فكان اليوم تدفق مياه جديدة في قنوات الري بالواحة, بعد عطش شديد رسمت آثارة على ملامح الاحساء, فلا الخدود هي الخدود ولا عين ام سبعة تمد انهارها بعذب المياه ولا عين النجم غدت مقصدا, فشح المياه وشحت الخطوات الى هناك, وتقاصرت روح الاهتمام بالنخلة الا ما ندر بدافع الانتماء والطبيعة المتلاحمة بخصائص هذه الواحة, قنوات الري بان قاع اغلبها فما تحتاجه الواحة يوميا من حياة وفقا لتقارير زراعية تقدر حجم تدفق المياه من العيون الطبيعية التي تمد قنوات مشروع الري هذا الانجاز العملاق الذي دشنه جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1392ه, ليكون رافدا لاستمرارية نماء الواحة الزراعي وحفاظا على طابعها فكان من اكبر المشاريع العملاقة انذاك حيث شقت الطرق واستخدمت ارقى الاساليب الهندسية في ادارة توزيع المياه, الا ان للزمن دوره غالبا, فتراجع حجم تدفق المياه من الآبار والعيون التي يعتمد عليها الري في تغذية قنواته فكانت البدائل تطرح دائما, فكان مشروع اعادة استخدام مياه الصرف الزراعي لاغراض الري بعد معالجات اولية, ليغذي قنوات الواحة بما يقدر ب 25 الف متر مكعب من المياه. ثم جاء الدعم الاكبر وهو تحويل تدفق مياه الصرف الصحي بعد المعالجة الثلاثية لتصب في قنوات الري بما مقداره 20 الف متر مكعب من المياه وفق مراحل بدأت مع هذا الصيف تباشيرها ليتوفر امام الادارة المعنية بتوزيع المياه بما مقداره 150 الف متر من المياه المكعبة ومع قليل من الوعي والارشاد وتغيير طرق الري يكون للواحة القدرة على المحافظة على تدفق كميات ثابتة لمزارعها. وبيت القصيد في حديثنا هنا عن مياه الري هو اكتمال مشروع محطة تنقية مياه الصرف الصحي ومعالجتها الثنائية والثلاثية والذي تكلف حسب تقديرات فرع وزارة المياه والكهرباء بالاحساء ما يفوق 140 مليون ريال. ثم تولت هيئة الري والصرف بالاحساء مد خط انابيب بطول يفوق 10كم لتصب تلك المياه المعالجة وفقا للمعايير الدولية في قنوات الري لتمد الاحساء بمياه اوفر وحياة افضل لذلك صيف الاحساء ابرد هذا العام معنويا على الأقل مع تباشير هذا الانجاز.