حقق الائتمان البنكي في المملكة خلال العشرة اشهر الاولى من عام 2002م, نموا بلغ 11.8% بقيمة 210.3 مليار ريال (56 مليار دولار). @ اوضح تقرير صادر عن مؤسسة النقد العربي السعودي ساما ان متوسط نمو هذا الائتمان الشهري من يناير الى نوفمبر 2002م هو 5.2%. @ ان نمو الائتمان البنكي السعودي يعد واحدا من المؤشرات الهامة لقياس النشاط الاقتصادي فهو يعني توسع الصرف الداخلي للحكومة مع معدلات اسعار البترول. @ والى اي مدى يعني هذا كله من تأثيرات على نشاط القطاع الخاص في بلادنا.. ان التوسع في الاسهام في المشروعات التنموية الجديدة يعد واحدا من العناصر الانمائية التي وردت في خطة التنمية الخمسية السابعة 2000 2005م. @ ويظل السؤال قائما: الى اي حد تسهم بنوكنا السعودية العشرة في النشاطات الاقتصادية الصناعية والتجارية القائمة والقادمة؟ ان هذه البنوك والتي تدعمها وتراقب انشطتها ساما بعيدة عن واقعنا المعاش لماذا لا تلزم ساما هذه البنوك التجارية بتمويل الانشطة الصناعية الجديدة مشروعات الغاز الطبيعي والمشروعات التعدينية فضلا عن المشروعات التصنيعية في كل من ينبع والجبيل وما اكثرها واضخمها لا شيء يذكر في هذا المجال.. @ ان الدراسات للجدوى الاقتصادية لعشرات المشروعات التنموية وضمان الربحية المعقولة باتت امرا مؤكدا ومضمونا بيد ان مجالس ادارات البنوك السعودية لا تزال مكانك سر لا تحرك ساكنا ولا تسهم بملايينها المكدسة في خزائنها او في محافظها الاستثمارية الخارجية فقط وما تخصصه وما تدفع به في صناديق الاستثمار بشتى انواعها لا يعدو ان يكون قطرة في بحر. @ بيد ان خبرا قرأته مؤخرا في صحيفة سعودية حول هذه الصناديق الاستثمارية اثار تعجبي حقا.. يقول الخبر: تعتزم بعض البنوك السعودية طرح صناديق استثمار جديدة خلال العام الميلادي 2003م بحيث تستثمر اصولها المالية في ادوات استثمارية متنوعة بين قصيرة الاجل في النقود والمتاجرة واخرى طويلة الاجل في الاسهم وبعملة اليورو الى جانب الدولار والريال.. ان السيولة المتوافرة لدى بعض رجال المال والاعمال السعوديين تعد بالملايين ان لم يكن بالمليارات فلماذا تحجم البنوك عن استثمارها في مشروعات تنموية قائمة وقادمة مضمونة وبربحية معقولة. @ ان مالحق من خسائر مالية ضخمة تجاوزت ال 20% من مدخرات السعوديين في الخارج دعت البعض منهم الى سحب اموالهم بعد 11 من سبتمبر 2001م واحضارها الى المملكة املا في استثمارها في مشروعات تنموية مضمونة من الحكومة وبفوائد سنوية او شهرية معقولة. @ ان العديد من مجالات الاستثمارات في المملكة مفتوح لهؤلاء واؤلئك اصحاب رؤوس الاموال الضخمة كمجال المقاولات، الصيانة والتشغيل، الخدمات العامة فلا تترددوا..