شاعرة تنحاز بقوة لإبداع المرأة في جميع المجالات واثقة من قدراتها ، تحمل قلبا يسع الكون ، تتمتع بذكاء وفطنه وقدرة عالية على الحوار, عندما طلبت منها أن تكون ضيقتنا عبر هذا الملحق قالت لي : يا حنين لا أريد حوارا ممن لا يعرف من هي منيرة الحمد ، وهنا شعرت بحماس لهذا اللقاء الذي سيجعلني أبحث وأنقب في تاريخ هذه الشاعرة لكي أصل لما أريد الوصول إليه من خلال حواري معها ، فكان لها ما أرادت وكان لي ما أردت ولكم الحكم ! لابد أن هناك من شجع منيرة الحمد ووجهها في بداياتها ، فهل لنا أن نتعرف من الذين وقفوا بجانبك وتدينين لهم بذلك ؟ كانت إجابتها مغلفة بالحزن حيث قالت : والدي .. ووالدتي رحمها الله وأسكنهما فسيح جناته . حيث كانا خير موجه .. واصدق مشجع لي في كل جوانب حياتي وعطاءاتي الإيجابية . هل لظهورك بالاسم الصريح علاقة بنوعية القصائد التي تطرحينها مما جعلك بعيدة عن دائرة اللوم والانتقاد ؟ وبذكاء أجابت بقولها : قبل أن تولد القصائد .. هناك ثوابت وأسس تغذي الشعر في أكنان المشاعر قبل انطلاقها إلى الفضاء الخارجي أعطتني الثقة وأوجدت في داخلي توافقا بنسبة عالية بين ما أفكر فيه وما أشعر به !! أياً كان غرض القصيدة ، من هنا فرضت منيرة الحمد وجودها لدي صراحة بعيدا عن أي لقب أو تلميح . @ أقمتِ العديد من الأمسيات الشعرية ومنها أمسيتك بالدمام قبل أكثر من عام ، هل مازالت الأمسيات النسائية بعيدة عن تحقيق النجاح المأمول ؟ وماهي العوامل التي ترين أنها قد تساعد في سبيل نجاحها ؟ أجابت مؤكدة ذلك بقولها : نعم ! لا تزال الأمسيات الشعرية النسائية بعيدة عن تحقيق النجاح المأمول . طالما هناك تجاهل تام من قبل الجهات المنظمة للعوامل التي تساعد على نجاحها .. وتتحمل الشاعرات جزء من المسؤولية لموافقتهن على إقامة الأمسيات دون حرص على ضمان توفر العوامل المؤدية لنجاح الأمسية والتي منها : - التخطيط المسبق والإقرار المبكر لإقامة الأمسية . التنسيق المنظم بحيث يتم الاتفاق مع الشاعرات ودعوتهن لإقامة الأمسية في وقت مبكر من خلال توجيه خطابات مكتوبة توضح اسم الجهة المنظمة والراعية ومناسبة الأمسية ، ووقتها ، ومقرها وأسماء الشاعرات المرشحات للمشاركة ، ومقدمة الأمسية - الاختيار الدقيق للأسماء الشعرية . - الحصول على كافة النصوص الرئيسية والإضافية المتوقع تقديمها لأن عملية ترك (( اللاقط )) المايك بيد الجميع بلا ضوابط مدعاة لوجود الخلل ! - الاهتمام الإعلامي اللائق بالشاعرة السعودية . - الاختيار الأمثل لمكان إقامة الأمسية تتوفر فيه كافة المتطلبات سواء (( الأمنية أو التقنية المتعلقة بالتجهيزات الصوتية حتى لا تضطر مديرة الأمسية أو الشاعرة إلى ( هز المايك والنفخ المستمر ) لمحاولة استعادة الصوت ؟ مما يفسد الجو الشعري ومتعة المتابعة !! - أن تقوم مقدمة الأمسية بالتنسيق المبكر مع الشاعرات ومحاولة الاجتماع بهن قبل الأمسية بوقت كاف للتحاور حول الأمسية واستلام نصوصهن وسيرهن الذاتية وخلق جو ودي تعارفي . هذا ما سمحت به المساحة والخلاصة أنني أناشد الشاعرات بعدم قبول إقامة أمسيات طابعها العشوائية والارتجالية مهما تكن ( الشعارات ) التي يلوح بها المنظمون !!! من أجل الحفاظ عل الحقوق الأدبية للشعر والشاعرات . @ لك موقف أشاد به العديد من المتابعين في أمسية الدمام ، حدثينا عن تفاصيل ما حدث بالضبط ؟ لعلك تقصدين الموقف الذي سجلت فيه الشاعرة تذكار الخثلان حضورها بتميزها خلقا وشعرا كان موقفا تلقائيا وطبيعيا لم أتصور أنه سيلفت الانتباه بتلك الصورة التي ترينها بعد الأمسية . . كل الحكاية أنني أمام الظرف الصحي الذي كانت الشاعرة تذكار الخثلان تحاول التغلب عليه حتى آخر لحظة حيث أعلنت اعتذارها عن الحضور للمنطقة والمشاركة وجدتُ نفسي أمام مسؤولية أدبية تجاه الشاعرة نفسها والتي كنت أدرك حرصها على المشاركة تقديرا للجهة المنظمة ولأهالي المنطقة الشرقية ، وليس لمصالح أخرى ، ومسؤولية أدبية تجاه المتابعات لإبداع الشاعرة تذكار الخثلان من الحاضرات .. وتقديرا لحضور شقيقتها( سارة الخثلان ) تلك المسؤولية التي حتمت علي أن تكون الشاعرة تذكار الخثلان حاضرة رغم غيابها بقصائدها التي من محاسن الصدف أنني كنت أحتفظ ببعضها وأحضرتها معي لها لأنها لم تكن لديها ! ونص آخر أجبرتها على أن أخذه منها عبر الهاتف ! هذا كل ما في الأمر .. @ وهل كنتِ ستقفين نفس هذا الموقف المشرف مع أي شاعرة أخرى ؟ بالتأكيد سأتصرف نفس التصرف مع أي شاعرة تميزها سلوكياتها وقصائدها ونبل مقاصدها ! @ كيف تصفين علاقتك بشاعرات الساحة الأخريات ؟ ولماذا لا يكون هناك لقاءات تجمعكن ، وان تستغل تقنيات الأنترنت على سبيل المثال لتحقيق هذا الهدف ؟ علاقتي بشاعرات الساحة تقف عند خطوط الزمالة المغلفة بالكثير من الاحترام والود والتقدير . باستثناء الشاعرة تذكار الخثلان فقد تخطت علاقتي بها خطوط الزمالة إلى حدود الصداقة الصادقة إن شاء الله . وبالنسبة للقاءات تحدث أحيانا في حدود ضيقة ومع عدد قليل ، وهناك أكثر من عامل قد يساعد على تحقيق الهدف الذي تقصدينه ، ولست أرى ( النت ) المكان الملائم لمثل تلك اللقاءات . @ غيابك عن مجلات الشعر هل يعني رفضك لما يطرح فيها وبالتالي إحجامك عن التعامل معها ؟ أم أن هناك أسباب أخرى ؟ يكفي أن تعرفي أنني أسميها( مُخِلات الشعر !! ) لتدركي عدم اقتناعي للتواجد من خلالها ! مع احترامي للمجتهدين بإخلاص من بعض المنتمين إليها . @ يقال أن الشاعرة منيرة الحمد لم تتغزل بقصائدها فهل هذا صحيح ؟ وما رأيك بالغزل الذي يتطرق لصفات المحبوب المادية الذي تكتبه بعض الشاعرات ؟ من قال ذلك ؟ إذا كان مفهوم الغزل .. هو مخاطبة الجمال الحقيقي بكل جوانبه في داخل الذات أو فيما يحيط بالإنسان الشاعر ! واستثارة مواطنه ؟ فإن (( منيرة الحمد )) غزلت من كل بيت .. بل من كل شطر .. بل من كل حرف من قصائدها .. نسيجا اسمه (( الحب )) مادة روحية لا روحا مادية ؟! @ علاقتك بالشعر لازالت قوية ومتأصلة فما سر ذلك ؟ لأنها علاقة حقيقية أمنحه الصدق فيحتويني بكل صدق . البعض يؤكد أن منيرة الحمد شاعرة مثقفة ولها قدرة عالية في الكتابة ، فلماذا لم تنشري كتاباتك كما تفعلين مع قصائدك ؟ أم أنه يهمك الظهور كشاعرة فقط ؟ منذ أن اكتشفت ذاتي الشعرية كان كل همي ( الحضور ) المشرف .. ولم أسعَ قط ( للظهور ) وقد كان لي كتابات مقاليه غير إلزامية ؛ لأنني لا أميل للالتزام الزمني والمكاني للكتابة .. وأرجو أن أكون كما ذكرت في سؤالك ( شاعرة مثقفة ) وعياً فأنا أرى أن كل وأعٍ مثقف وليس كل مثقف واع . @ كشاعرة شعبية هل ترين أن بالإمكان توظيف الشعر الشعبي لخدمة قضايا المرأة ومعالجة همومها في المجتمعات الخليجية ؟ ولم التخصيص ؟ ! فالكلمة والحرف سواء كان شعرا بشقيه الفصيح والشعبي أو نثرا .. الخ .. رسالة نستطيع من خلالها التشخيص والمساهمة في علاج قضايا وهموم الإنسانية في العالم . @ تردد بعض الشاعرات أنهن يتعرضن لمضايقات من قبل مشرفي الصفحات وملفات الشعر في المجلات ، هل مرت منيرة الحمد بشيء من هذا القبيل ؟ بكل صدق . أبدا لم يحث لي شيء من ذلك . @ هل للشاعرات يد فيما يثار حولهن من أقاويل ، وما يعانيه الشعر النسائي من تهميش البعض ؟ بلا أدنى شك أن هناك يد (( للمستشعرات )) وقلة من الشاعرات فيما يثار ، ولكن اليد الطولى هي يده )) هو ... وليست يدها ؟ هل تؤيدين ظهور دواوين صوتيه للشاعرات ، ولو كان الإلقاء فيه بصوت مؤدية وليس بصوت الشاعرة نفسها ؟ مع احترامي .. ذكرني هذا السؤال بالمثل القائل ( صبّه احقنه ...... لبن ؟ ) فما الفرق بين أن تلقيه الشاعرة نفسها أو مؤدية ؟ وعلى كل لا أؤيد الدواوين المسموعة سواء للشاعرة أو الشاعر .. @ كيف السبيل إلى محو الفكرة السائدة في مجتمعنا والتي ترفض أن تكون الزوجة أو الأخت أو البنت شاعرة ؟ يا عزيزتي .. الشعر موهبة وليس مهنة أو وظيفة ، ولا يمكن لأحد أن يلغي هذه الموهبة سواء الرجل أو المرأة ؛ لأنها من الله عز وجل ..ومجتمعنا لا يرفض الإبداع وقد قلتها مرارا والدليل تخليد قصائد الشاعرات منذ القدم وبأسمائهن الحقيقية .. ولكنه يرفض الإسفاف والابتداع المخل بالقيم بدعوى الفن للفن ؟ فقط . وهذه فكرة لا نريد محوها بل نؤكد عليها ، وإن وجد حالات أسرية استثنائية ترفض إبداع المرأة أياً كان فهذه لا حكم لها ولا تمثل عامة المجتمع ، ويجب أن لا يكون المجتمع شماعة يعلق عليها البعض إخفاقه في إقناع مجتمعنا المتذوق بعطائه المتدني . * هل كتبت منيرة الحمد شعر التفعيلة ، ومن برأيك أفضل من كتب القصيدة التفعيلة ؟ كتبت مشاعري بكل أسلوب .. ولكن المتحدث المحبب لي والرسمي هو الأسلوب الذي تقرءونها به ، ولست من متابعي التفعيلة . @ ماذا يعني لكِ اعتزال خضير البراق الصحافة الشعبية ؟ الأستاذ خضير البراق من القلة الذين حفظوا للقصيدة هيبتها أمام تيار المجاملات والمصالح .. لذا كان اعتزاله ضربة لها في الصميم .. يا ليته يخرج عن صمته ويبرر لنا تخليه عن زملائه المعدودين على الأصابع الذين يحاولون حماية الساحة من الدخلاء ؟ @ ما هي الأشياء التي مازالت الصفحات الشعبية تفتقدها ؟ هذا السؤال يا حنين .. طويل القامة .. عريض المنكبين . فأين المساحة !! ثلاث رسائل لمن توجهها منيرة الحمد ؟ الأولى .. إلى روضة التنهاة : هل تذكرين وأنت تعانقين بثراك زخات المطر من كان يفرح لفرحك .. ويسعد لارتوائك .. وتضفي إشراقتك على محياه ابتسامة عريضة تحتوي كل ذرات رمالك ووريقات زهراتك . وأغصان شجيراتك ؟ رحمهما الله كم كانا يعشقان صحراءك ورياضك وصياهدك .. وفيك وهجيرك . الثانية إلى الساحل الشرقي : أتراك يا بحر (( رأس تنوره )) نسيت من رمى في أعماقك همومه التي حركت أمواجك وأثارت مكامنك عندما قالت : ==1== رميت همي في البحر ثار وأهتز ==0== ==0==وارتجت أمواجه وكلٍ سمعها ==2== الثالثة إلى منيرة الحمد : دعيهم يفرحون .. ليحتضنوا قدومك بدفء الابتسامة . @ ماذا تقول منيرة الحمد لقراء جريدة اليوم ؟ لقراء جريدة اليوم .... كنت سعيدة بكم ومعكم .. إن أعجبكم الحوار فاشكروا حنين الشمال ، وإن لم يعجبكم !! فاعتبوا عليها !! وشكرا لكم .