تلقت الوئام تعقيبا من الشيخ حمود بن نافع العنزي على الخبر الذي نشرته الصحيفة في وقت سابق تحت عنوان (السعودي الذي يدعو الثوار لطاعة القذافي .. مدير مدرسة بالأسياح) والذي كشفت فيه عن ظهور العنزي في خطبة بأحد مساجد طرابلس ودعوته الثوار للعودة إلى الطاعة للنظام . وكشف العنزي من خلال البيان الذي خص به الوئام. وننشره كماورد إلينا أن ذهابه لليبيا كان بدعوة من الشيخ علي ابوصوة كما تحدث العنزي عن موقفه من القذافي وأسباب دعوته لوقف القتال ورأيه فيما يجري في ليبيا من واقع مشاهدة . وفيمايلي بيان العنزي كماورد للوئام : سعادة / رئيس تحرير صحيف الوئام الألكترونية السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهفقد اطلعت على مانشر في صحيفتكم عن شخصي المتواضع أثناء زيارتي ليبيا وذلك بعد وصولي إلى المملكة العربية السعودية وقد سائني ماقام به المحرر هداه الله من صياغة الخبر بشكل أوحى إلى القارئ أنني أقف مع الظالم ضد المظلوم وماتبع ذلك من تعليقات في المنتديات وغيرها من الطعن والتشكيك في النوايا والقدح في، وقد انبرى بعض الأخوة وفقهم الله للدفاع عني ، ويعلم الله أنني لا أكتب هذه السطور لأدافع عن نفسي لا وكلا وإنما أريد إيضاح حقائق رأيتها وسمعتها وعايشتها في ذلك البلد العربي الشقيق الذي لولا مروري بتونس لم أشعر أنني فارقت بلدي فقد رأيت فيهم التمسك بدينهم وتقاليدهم العربيه الأصيله ، أما من خاض في عرضي وتكلم في بغير وجه حق فأذكرهم بقوله تعالى ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامه فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثفال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) الأنبياء 47 لقد كنت أتمنى أن يقوم بهذا العمل غيري من أهل العلم ممن لهم مكانة في قلوب الناس وقد هاتفت بعضهم فاحتج علي بما يرد من الأخبار ، وما آفة الأخبار إلا رواتها ، لقد قام الإعلام بحمله منظمه ومخطط لها لقلب الحقائق وتشويهها حتى صار الخلاص بيد حلف الناتو ، هل رأيتم كيف أصبح حالنا وواقعنا وكيف يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل . ولهذا فإنني سأذكر بعض الأمور عن حقيقة الوضع ومايجري هناك ، فأقول مستعينا بالله تعالى :- الأمر الأول : لقد كان الواجب على من شرع للثوار الخروج بالسلاح وسفك الدم أن يسعى إلى حقنه تعظيما للدم المسلم وعملا بقوله تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله فإن فائت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين . إنما المؤمنون إخوة ) الحجرات 9،10 ولما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) لكن رأيت ورأى غيري أنه لم يكن هناك نصح وإنما غش لهم بتحريضهم على سفك دمائهم وتمكين العدو الصليبي من ديارهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون. - الأمر الثاني : لايشك مسلم عاقل بأن حلف الناتو قد جاء وفي نفسه أطماع تجاه ليبيا الغنية بنفطها وثرواتها فوضع أسبابا هي أوهى من بيت العنكبوت ليبرر تدخله كما فعل في العراق الأسير الذي جاء يزعم تحريره من أهله ونشر الديمقراطية فيه فكانت النتيجة أكثر من مليون ونصف قتيل وخمسة ملايين مشرد وبلد عاد إلى القرون الوسطى , - الأمر الثالث : عاب علي ناشر الخبر ومن وافقه أنني وصفت العقيد القذافي بولي الأمر في ليبيا وكأنني أمتدحه وهذا سوء فهم لمصطلح ولي الأمر ، فولي الأمر قد يكون صالحا برا وقد يكون غير ذلك ويبقى وليا للأمر لأنه قد انعقدت بيعته ، وهذا ما رأيته ورآه غيري من اجتماع القبائل الليبية التي تشكل معظم السكان في ليبيا ومبايعتها له وبالتالي أصبح وليا للأمر هناك وجبت طاعته وهذا مذهب أهل السنة و الجماعة حيث قرر علماء المسلمين قديما وحديثا في كتب العقيدة قولهم ( وجوب الصلاة خلف كل إمام برا كان أو فاجرا ووجوب الجهاد معه ) إلا من شذ من الخوارج الذين يرون تكفير الحكام بارتكاب الكبيرة . - الأمر الرابع :إن من سمع كلامي في المحاضرات واللقاءات التي عقدتها هناك علم أنني لم أفت بشيئ من عندي وإنما إستندت إلى كلام علمائنا وعلى رأسهم سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز والذي من جاء بعده فهو عالة عليه رحمه الله رحمة واسعة :حكم الخروج على ولي الأمر العاصي المفتي العلاّمة/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز السؤال سماحة الشيخ، هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم ومحاولة التغيير؛ وإن ترتب عليه ضرر للمسلمين في البلد، والأحداث التي يعاني منها عالمنا الإسلامي كثيرة، فما رأي سماحتكم؟ الجواب بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59]. فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر؛ وهم الأمراء والعلماء، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة وهي فريضة في المعروف. والنصوص من السنة تُبين المعنى، وتفيد بأن المراد: طاعتهم بالمعروف، فيجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي، فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية، لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئًا من معصية الله؛ فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة)) [1] ومن خرج من الطاعة وفارق الجماعة، فمات مات ميتة جاهلية[2]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)) [3]. وسأله الصحابة لما ذكروا أنه سيكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون قالوا: فما تأمرنا؟ قال: ((أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم)) [4]. قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: “بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة؛ في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرَة علينا، وأن لا تنازع الأمر أهله) وقال: ((إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان)) [5]. فهذا يدل على أنهم لا يجوز منازعة ولاة الأمور ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان، وما ذاك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يُسبب فسادًا كبيرًا، وشرًا عظيمًا، فيختل به الأمن، وتضيع الحقوق، ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم، وتختل السبل ولا تأمن، فيترتب على الخروج على ولاة الأمر فساد عظيم وشر كبير، إلا إذا رأى المسلمون كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان، فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة، أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا، أو كان الخروج يسبب شرًا أكثر؛ فليس لهم الخروج، رعاية للمصالح العامة، والقاعدة الشرعية المجمع عليها (أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه، بل يجب درء الشر بما يزيله ويخففه). وأما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين، فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي كفرًا بواحًا؛ وعندهم قدرة تزيله بها، وتضع إمامًا صالحًا طيبًا، من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين وشر أعظم من شر هذا السلطان؛ فلا بأس. أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد واختلال الأمن وظلم الناس واغتيال من لا يستحق الاغتيال، إلى غير هذا من الفساد العظيم، فهذا لا يجوز، بل يجب الصبر والسمع والطاعة في المعروف ومناصحة ولاة الأمور والدعوة لهم بالخير، والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير، هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يُسلك؛ لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة، ولأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير، ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية”. ****** ([1]) رواه أحمد (6/ 24، 28)، ومسلم (1855) وغيرهما من حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، وأوله: ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم...)). ([2]) رواه أحمد (2/ 296)، ومسلم (1847) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ([3]) رواه مسلم (1839)، والنسائي (7/ 160) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. ([4]) رواه البخاري (7052)، ومسلم (1843) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. ([5]) رواه البخاري (7056)، ومسلم (1709). مصدر الفتوى: فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة – (ص61) - الأمر الخامس : إن الشريعة الإسلامية جائت لتحقيق المصالح وتكميلها ودفع المفاسد وتقليلها ولا مصلحة أعظم للليبين من الامن والأمان والإجتماع ووحدة الكلمة ولا مفسدة أعظم من تفكك هذا البلد وتمكين الأعداء كحلف الناتو وغيره من ليبيا وخيراتها وبالتالي كان هدفنا وغايتنا في ليبيا وقبلها في بلدي هو تلك المصلحة ولهذا رأينا حرمة المظاهرات سلمية كانت أو غير سلمية وأن الإصلاح لا يكون إلا بالطرق الشرعية والأدلة في هذا الباب كثيرة جدا من أرادها فليطلبها في مظانها . - الأمر السادس : نحن معاشر طلبة العلم نرجو من علماء المسلمين وعلى رأسهم سماحة شيخنا ووالدنا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حفظه الله أن يصدروا فتوى عامه توقف هذه الفوضى التي تعم العالم العربي والمسماه زورا (الربيع العربي) التي سلم منها الغرب وصدرها لنا . - الأمر السابع : قال تعالى ( ستكتب شهادتهم ويسألون ) وا نطلاقا من هذه الآية الكريمة فأشهد الله تعالى أن ليبيا التي زرتها غير ليبيا التي صورها لنا الإعلام فقد رأيت السنة ظاهرة ولله الحمد ولم أجد مايخدش حياء المسلم من الأمور التي عمت معظم العالم العربي إلا مارحم الله . - الأمر الثامن : ذهابي كان بدعوى من وزارة الأوقاف الليبية ممثلة بالشيخ علي أحمد أبو صوة وهو خريج الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة ،والدعوة كانت بصفة شخصية فأنا ذهبت أمثل نفسي فقط وناقلا لفتاوى العلماء الكبار من أمثال الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين رحمه الله والشيخ صالح الفوزان حفظه الله وسماحة مفتى عام المملكة عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حفظه الله بخصوص حرمة المظاهرات والخروج على الحكام وإن جاروا وإن ظلموا . فأنا لم أذهب ممثلا للأوقاف ولا لأي جهاز حكومي في المملكة وقد أعلنت ذلك صراحة في أكثر من لقاء . هذا وقد زعم البعض أني أثني على القذافي في بعض كلماتي واتحداهم أن يأتوا بحرف واحد أثني فيه على القذافي بل قلت صراحة في ندوة ( والصلح خير ) أنكم أيها الثوار بين شرين أصغر وأكبر النظام أو الفوضى ودخول الكفار إلى بلادكم فأين الثناء ؟! وأما من زعم أني ذهبت إلى ليبيا من باب العصبية القبلية أو طمعا في دنيا فيكفي للرد عليه أني لو أردت ذلك لذهبت هناك يوم أن كانت سخاء رخاءا وليس الآن وهي تقصف صباحا ومسائا لقد ذهب غيري هناك يوم أن كانت ليبيا آمنة مطمئنة وألقوا المحاضرات وأثنوا على بلد المليون حافظ وعلى الدعوة وعلى النظام وعلى سيف الإسلام خصوصا ثم لما ثارت هذه الفتنة إنقلب المدح قدحا و(س) سيف الاسلام ( ز) فأين المصداقية ولم تكن المدة بين السين والزاي سوى أشهر قليلة . لقد أغناني الله ثم من أعيش تحت حكمهم عن أن أحتاج إلى أحد من خلقه أدام الله حكمهم وهذا من باب لايشكر الله من لا يشكر الناس وأما من شكك في كوني من تلامذة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله فهذا الشرف لا أتنازل عنه فقد درست عليه في جامعة الإمام مدة سنة كاملة وفي جامعه أربع سنوات ولا أزعم أنني من البارزين من تلامذته فقد كان طلابه بالمئات . ويعلم كل طلابه أنني لم أخرج عن رأيه في المظاهرات والخروج على الحكام ومن زعم خلاف ذلك فعليه الدليل وأخيرا وبعد هذا التوضيح فليقل في من شاء ماشاء فالله الموعد ( الله يجمع بيننا وإليه المصير ) الشورى 15 أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يجمع كلمتهم ويوحد صفهم