"للبيع فستان زفاف جديد بتصميم مميز، مع طرحة فاخرة وجيبون للجادين الاتصال على الرقم ..."، إعلان عرضته "أم مهند" رغبة منها في بيع فستان الزفاف الذي يختص بابنتها، وتقول إن تفصيله وخياطته كلفاها 30 ألف ريال وترغب في بيعه ب 10 آلاف ريال على أقل تقدير. وبرغم مرور عام على زفاف ابنتها، إلا أنها ما تزال تشعر بالندم حتى الآن، فعند خياطته لم تفكر إلا في إدخال الفرحة والسرور في نفس ابنتها، وحتى لحظة الإعلان لم تجد من يرضى بسعر البيع المطلوب. أما أم وسام فاضطرت إلى شراء دولاب زجاجي لتحتفظ بفستان فرح ابنتها فيه حيث كلفها 16 ألف ريال ولم تجد من يشتريه بالسعر المناسب. والواقع أن فستان الزفاف يمثل إشكالية كبيرة للبعض ليجد نفسه يتساءل هل يستحق فستان الزفاف الذي لن يرتدى إلا لليلة واحدة أن ننفق من أجله عدة آلاف من الريالات؟ أم من الممكن قضاء الليلة بأقل التكاليف واستغلال تلك الأموال في أشياء أخرى قد تكون أكثر أهمية وجدوى لحياة الزوجين؟ وتقول أماني سلطان: كلفني فستان الزفاف 9 آلاف ريال ارتديته لفترة لم تتجاوز الساعتين فقط، وها هو الآن قابع في مخزن البيت وقد عرضته للبيع ولم يأت بسعر مناسب، وسأقوم قريبا بتقديمه كصدقة جارية لإحدى الجمعيات الخيرية. أما أبرار التي سيكون زفافها أول أيام الإجازة الصيفية لا تتقبل فكرة ارتداء فستان العرس بسعر باهظ، وتقول: لجأت إلى استئجار فستان للفرح. أما منى الخزاعي فتقول "لن أشتري فستانا جديدا أو أتفق مع المصممين لخياطته لأن هناك أولويات كثيرة لا بد أن أقدمها على الفستان، فرأيت أن أستعير فستان صديقتي التي تماثلني في المقاسات تقريبا. وحرصت إقبال متولي (طالبة جامعية) على التوفير باقتناء موديل منخفض التكلفة، واتفقت مع إحدى الخياطات على أن تختار لها فستانا تظهر عليه الفخامة، ولكن خاماته زهيدة. وترى نجلاء المولد أنه ليس من المنطق أن تفصل فستانا جديدا للزفاف ولا ترتديه أكثر من ثلاث ساعات، مشيرة إلى أن ذلك من الإسراف المنهي عنه شرعاً. وعن دور الجمعيات الخيرية في تسهيل الحصول على فساتين الأفراح للعرائس المحتاجات، تقول مديرة جمعية أم القرى بمكة المكرمة إحسان مكي: يصل إلى الجمعية من 10 إلى 15 فستانا كتبرع للجمعية كل عام، وتتراوح أسعارها بين 5 إلى 25 ألف ريال، حيث يحضر للجمعية الكثير من الأسر المحتاجة التي ترغب في استعارته دون مقابل، ومن ثم إعادته للجمعية. وتقول مصممة الأزياء فاطمة قربان: إنها تصمم عددا من الفساتين التي تتناسب مع الأذواق العامة على أن تكون زهيدة السعر، بحيث لا تتجاوز تكلفتها الخمسة آلاف ريال بجميع مستلزماتها مثل الطرحة والجيبون وغيره. ويقول مصمم الأزياء أبو بكر العامودي إن ظاهرة البحث عن بدائل غير مكلفة لفستان الزفاف تعتبر ظاهرة سليمة ومثالية موجودة في الكثير من الدول الأوروبية والعربية، فلا تلجأ العروس إلى التفصيل والخياطة مهما كانت حالتها المادية مرتفعة طالما أنه لن يلبس إلا لساعات محدودة فلا داعي للتكلفة. وعن أسعار الفساتين قال "في المجتمع السعودي المتوسط العام لسعر الفستان مابين 3 آلاف إلى 10 آلاف ريال ترتفع لتصل إلى ثلاثين ألف ريال". وتقول الاختصاصية الاجتماعية في كلية الآداب والعلوم الإدارية أمال أبو العلا: إن الحالة المادية للناس عامة اقترنت والوعي السليم تجاه شراء فساتين الأفراح، فكانت قناعة الكثيرين أن استئجار فساتين الأفراح هو الأكثر عقلانية والأفضل اقتصاديا لكونها مكلفة ماديا، وتستهلك جزءا كبيرا من المهر المقدم للعروس. كما أن وعي الأسر بعدم تكليف الشاب المتقدم للزواج بالمهر المرتفع وقبولها بما يدفعه، جعل هناك موازنة ما بين الإنفاق والمهر، فكان لا بد من اللجوء إلى فساتين الأفراح المستأجرة أو منخفضة السعر". ونصحت كل عروس مقدمة على الزواج بأن تلجأ إلى هذه الطريقة.