على أعتاب كل صيف وتعدد مناسبات الزواج يتكرر هاجس ارتفاع أسعار فساتين الأفراح الباهظة التي أرهقت أسعارها كاهل الأسرة عامة والفتيات خاصة لرفضهن تكرار ارتداء فستان الزفاف في أكثر من مناسبة، وبالرغم من الخطط المبتكرة من قبل الفتيات لتبادل فساتين الأفراح فيما بينهن وخاصة الصديقات ممن لا ينتمين لأسر واحدة شريطة أن تُجرى على الفستان بعض التعديلات البسيطة والتي تخرج الفستان بصورة جديدة، إلا أن مشكلة الظهور بفستان جديد لا تزال تؤرق الكثير من الفتيات وتستنزف جيوبهن ومداخيلهن المالية. وقد ساهمت خطوة أخرى بالحد من الهدر المالي الذي يشهده الصيف إذ أصبح بإمكان أي فتاة أن تقتني فستان زفاف غير مكلف وبسيط ومن ثم تقوم بوضع تعديلات إضافية عليه بيديها أو الاستعانة بمراكز متخصصة للخياطة، ويظل اللون الأبيض هو الغالب على فساتين الأفراح بالرغم من ظهور الألوان الأخرى المتعددة، إلا أن موضة اللون الأبيض تظل هي السائدة بين الألوان عامة. تقول المعلمة موضي الحارثي إنها من المؤيدات لخياطة فستان الزفاف حيث قامت في الصيف الماضي بخياطة فستان زفافها، مشيرة إلى أنها تقوم بتأجيره على صديقاتها حال زواجهن، وبينت أنها خاطت فستان زفافها عندما عجزت أن تجد الشكل المناسب لها وبسعر معقول فما كان منها إلا أن صممت فستان زفاف. وأكدت أنها ترضى أن تدفع ولو قيمة عالية في خياطة فستان زفاف وتستطيع فيما بعد أن تستفيد منه، لكن أن تهدر مالها على فستان زفاف جاهز دون أن يكون مناسبا أو نحو ذلك فلا. وأشارت إلى أن الخياطة أحيانا تكون باهظة الثمن وأحيانا لا، بحسب التصميم الذي تختاره العروس. وذكرت أن هناك فساتين أفراح تكلف في خياطتها 5000 و8000 و10000 وهي معقولة مع الارتفاع الحالي لأسعار فساتين الزفاف التي تجدها غالية وغير مناسبة. وقد أكد عدد من الفتيات أن كثيرا من فساتين الزفاف المختلفة التصاميم والألوان لا تتناسب مع التصاميم اللاتي يتمنين أن تكون على فساتين زفافهن. مشيرات إلى أن اللجوء لخياطة فستان الزفاف بالصورة والموديل والإضافات اللاتي يتمنينها أفضل بكثير من شراء الفساتين الجاهزة. وأكدت مريم الشهري أنها قامت بخياطة فستان زفافها بما يقارب من 15000 ريال. وبالرغم من أنها لم ترتده إلا ليلة الزفاف، إلا أنها حققت بخياطته التصميم الذي كانت تتمناه وتريده وفي نفس الوقت يعجب زوجها. وقال إبراهيم سالم بائع بإحدى محلات فساتين الأفراح إن المؤيدات من النساء لخياطة فساتين الأفراح بأسعار غالية يواجهن عدم وجود مراكز متخصصة لتأجير فساتين الأفراح مما دفع بهن إلى هذه الخطوة، وخاصة أن الفساتين باهظة الثمن تشترى لتلبس مرة أو مرتين، وأكدن أنهن يتفقن مع الصديقات وخاصة اللاتي تربط بينهن علاقة صداقة على تبادل تلك الموديلات الحديثة من الفساتين. وأشار إلى أن الكثير من محلات فساتين الأفراح تقوم ببيع فساتين زفاف جاهزة بأسعار معقولة أو تقوم بإيجارها على الزبونة، ولكن بشروط قد تناسب الزبونة وقد لا تتفق معها. وأضاف أن الكثير من الفتيات بحكم ملازمتهن للمحل فإنهن يفضلن الإيجار متى ما وجدن التصميم المناسب. وقال إن أي بائع في أي محل لفساتين الأفراح يحاول قدر المستطاع أن يكسب الزبونة بشراء الفستان لا إيجاره، فالأفضل للمحل بيع الفستان ومحاولة إقناع الزبونة بجودته وإجراء أي تعديل تراه مناسبا على الفستان. وقالت "أم صالح" إنها تقوم بتأجير فساتين أفراح وسهرة في عائلتها فقط فهم عائلة يصل عدد أفرادها فوق 80 شخصا، وهي المسؤولة عن تأجير هذه الفساتين من أفراح وغيره بين فتيات العائلة، على أن تقوم كل فتاة بدفع رسوم مقابل كل فستان قيمتها 50 ريالا لفستان السهرة و100 ريال لفستان العرس، وبينت أنها تسعى دائما إلى جذب فتيات العائلة لتبادل الفساتين فيما بينهن وتحاول تجنيبهن قدر الإمكان الشراء وخاصة مع غلاء الأسعار في الوقت الراهن؛ حيث يكلف فستان السهرة العادي عند شرائه جاهزا ما يقارب 2000 و3500 كأقمشة، مضيفة أن هذا المبلغ يقوم بهز ميزانية الأسرة فما بالك بفستان الزفاف. ويشير محمد الحارثي معلم إلى أنه تزوج قبل عامين وأنه لا يؤيد مطلقا أن تقوم الفتاة بخياطة فستان زفاف فمتى ما توفر الإيجار وكان الفستان مناسبا فلماذا الشراء وهدر المال؟. وأشار إلى أن زوجته خاطت فستان زفافها ب25000 ريال علما بأن التصميم لا جديد فيه وأن زوجته لم ترتده إلا ليلة الزفاف، ولم يتكرر أن ارتدته مرة أخرى، وأنها قامت بتأجيره على إحدى صديقاتها مرة والأخرى لشقيقتها، ومرة وضعته بأحد المشاغل ليقوم المشغل بتأجيره ولكن يعود الفستان ليقبع بدولاب الملابس حتى أنه أصبح يسبب ضيقا في المكان فأخذته ووضعته في المخزن، إذ لا فائدة تذكر من خياطة فستان زفاف بهذه المبالغ المادية الكبيرة ومن ثم لا يتم الاستفادة منه. يقول المختص النفسي الدكتور عدنان عاشور إن الفتيات عادة ما يتمسكن بحجج واهية في موضوع فستان الزفاف وشراؤه فليس المقصد هو أن التصاميم الموجودة لفساتين الأفراح والمنتشرة هنا وهناك غير مناسبة بل الهدف لماذا ترتدي فلانة من الناس فستانا خاص بالزفاف وهي لا؟. وبين أن الخطأ هو خطأ التفكير الذي نعيش به، وكذلك التبعية التي تلاحقنا في كل شيء. وأشار إلى أنه من السفه أن تخيط المرأة فستانا للزفاف بقيمة عالية وباهظة الثمن في حين أنه يمكنها أن تقوم باستئجار فستان تقل قيمته عن ذلك بكثير. وقال إن الكثير من السيدات ينقصهن الوعي الكافي في كيفية تدبير الأموال وخاصة فساتين الأفراح والسهرات، فكثير من الأموال تهدر في فستان لا ترتديه المرأة إلا ساعتين أو ثلاث، علما بأنه يمكنها أن تستفيد من تلك المبالغ المهدرة بأن تقتني بها ذهبا أو تدخرها لحاجة، لكن وللأسف كثير من النساء لا يفكرن بتلك الطريقة فالمهم لديهن هو المباهاة وحب الظهور والتكاليف التي لا داعي لها.