أرجع مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، رئيس اللجنة الوطنية للإيكوموس السعودي، أستاذ النقد المعماري في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، الدكتور مشاري النعيم، سبب التقرير الأولي للجنة المجلس الدولي للمعالم والمواقع «الإيكوموس» السلبي في حق واحة الأحساء، إلى سوء فهم وعدم وضوح ناتجين عن المساحة الكبيرة، التي تقدر ب 8 آلاف هكتار، وتنوع العناصر المسجلة في ملف التسجيل، موضحاً أن «الإيكوموس» اكتفى في زيارته لتقييم واحة الأحساء بمقيّم واحد فقط، وكان متخصص في التراث العمراني فقط. أكثر من 5 آلاف سنة وسط الصحراء أبان النعيم ل«الوطن»، على هامش احتفالات تسجيل واحة الأحساء في قائمة التراث الإنساني العالمي باليونيسكو، أن مقيّم «الإيكوموس» لم يستطع استيعاب الموقع، ونقل الصورة الحقيقية، عما تملكه الأحساء من تراث، وبالتالي كل التقييمات التي بنيت على المقيّم الأساسي كانت غير إيجابية، مضيفاً أن «الإيكوموس» كانت لديها تحفظات بخصوص اللبس في كلمة «متجدد» في عنوان ملف التسجيل: «مشهد ثقافي متجدد»، باعتبار أن اعتماد التسجيل للمواقع التراثية، موضحاً أن الأحساء موقع حي الناس، في جوانبها الاقتصادية، وهي مرتبطة بالواحة، وهي محافظة على ثقافتها وتراثها، وهو المؤشر الإيجابي في التسجيل، بجانب أن الأحساء أحد أبرز المواقع على مستوى العالم مقاومة للصحراء والتصحر، وبقاءها أكثر من 5 آلاف سنة في وسط الصحراء، مؤكداً أن تسجيل الأحساء في التراث العالمي هو أنجح ملف سعودي مسجل في اليونيسكو، واستغرق دراسة وتقييم الملف 3 أعوام. وأشار إلى أن المندوب الكويتي في اليونيسكو ركز، خلال تقديمه لمشروع تسجيل واحة الأحساء في اليونيسكو، على نقاط القوة في الملف، التي أهملها تقرير «الإيكوموس»، مبيناً أن «الإيكوموس» ليس له الحق في اتخاذ قرار التسجيل، وإنما من يحق له التصويت واتخاذ القرار هي ال21 دولة الأعضاء في اليونيسكو، وبالفعل جميع الدول الأعضاء صوتت لصالح التسجيل، مبيناً أن هناك معالجة مستقبلاً في بعض المباني التاريخية، وكذلك إعادة بناء وسطي الهفوف والمبرز التاريخيين. المتاحف الإنسانية استعرض السفير، والمندوب السعودي الدائم في اليونيسكو، الدكتور إبراهيم البلوي، ل«الوطن» 4 مزايا إيجابية لتسجيل واحة الأحساء في لائحة التراث، وهي: الاستمرار في الحفاظ على التراث وحمايته وتنميته، القيمة الاقتصادية والترويج له والاستثمار فيه للمواقع المسجلة، الإبداع في الاستفادة من التسجيل «المسؤولية» في تطوير المكان، التفكير في تسجيل الحرف اليدوية إلى تراث غير مادي في لائحة التراث العالمي. ودعا المجتمع في الأحساء إلى تبني تطوير الحرف اليدوية، التي تشتهر بها الأحساء لإدراجها ضمن التراث غير المادي في اليونيسكو، ومن بينها ثقافة صناعة البشت الحساوي، ثقافة زراعة التمور، وغيرها من الحرف اليدوية والثقافة المرتبطة فيها، لاسيما وأن الأحساء شهدت عدة حضارات مرت فيها، والتي من بينها حضارة الإنسان الذي هو جوهر هذا المكان. وقال: إن التسجيل سيسهم في صناعة السياحة، وما يحققه من عوائد مالية كبيرة، واصفاً مدن المملكة بالمتاحف الإنسانية والحضارية، المليئة بالمواقع التي تستحق التسجيل في قائمة التراث العالمي. شبكة الأعضاء المبدعة قال مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الدكتور علي الغبان ل«الوطن»: إن الأحساء واحدة من أبرز المناطق في المملكة التي فيها مقومات للحرف اليدوية، وفيها عدد كبير من الممارسين للحرف، لذا يجب العمل على إنتاج صناعة حرفية اقتصادية متطورة من خلال تطوير المنتج، حتى يكون المنتج قابلا للتسويق بشكل كبير، مؤكداً أن تسجيل واحة الأحساء في اليونيسكو، ومن خلال برنامج تنمية الحرف والصناعات الوطنية السعودية «بارع» في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأن الأحساء مبدعة في شبكة الأعضاء المبدعة في اليونيسكو، يساعد على تقوية مسار الحرف اليدوية في الأحساء، مشدداً على أن الحرف من أساسيات التراث الوطني في المملكة، وهناك خطط عديدة لتنمية الحرف اليدوية في المملكة، ومن بينها الأحساء.
* مزايا لتسجيل الأحساء في لائحة التراث: 1 - الاستمرار في الحفاظ على التراث وحمايته. 2 - القيمة الاقتصادية والاستثمار. 3 - الإبداع في الاستفادة من التسجيل بتطوير المكان. 4 - التمهيد لتسجيل الحرف اليدوية في قائمة التراث غير المادي بلائحة التراث العالمي.