أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المملكة تشهد حالة غير مسبوقة في الاهتمام بالتراث والعناية به، بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله رجل التاريخ والحضارة. وأشار سموه في اللقاء السنوي للجنة الوطنية للمجلس الدولي للمعالم والمواقع ( الآيكوموس السعودي) الذي عقد اليوم في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض إلى أن التراث الحضاري ليس مشروعا لهيئة أو وزارة أو بلدية، بل إن التراث الحضاري الوطني هو اليوم مشروع للوطن يملكه الجميع والجميع مسؤولون عنه، ويحافظون عليه. وعبر عن تقديره للجنة الوطنية للمجلس الدولي للمعالم والمواقع (الآيكوموس) على منح سموه الرئاسة الفخرية للمجلس، مشيرا إلى اعتزازه بهذه الرئاسة الفخرية وحرصه على الإسهام في دعم رسالة وأنشطة (الآيكوموس) في المملكة. وأضاف: "ننظر بالكثير من الاعتزاز والتقدير للآيكوموس كمؤسسة عالمية لها دور كبير في خدمة مواقع التراث، وبالنسبة لنا فإن خدمة التراث الحضاري الوطني هي قضية أساسية وليست قضية شخصية أو بحث عن إنجازات، ونحن اليوم نمر بمرحلة حساسة في عمر بلادنا، وإذا أردت أن تقف شامخا بين الأمم لابد أن تعرف موقعك بين حضاراتها وهذا شيء مهم جداً، وحالة الفراغ الذي يعيشه كثير من المواطنين خاصة الناشئة تجاه موقعنا بين الحضارات لابد أن تنتهي ، وهذا ما تعمل عليه الهيئة وشركاؤها بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله". وأشار إلى أن ما تشهده المملكة من حراك في مجال التراث هو حالة هو غير مسبوقة، لذلك فان من المهم حضور ودعم الإيكموس لهذه الجهود خاصة مع دعم الدولة الذي ينطلق من إيمان ويقين من أن التراث الحضاري الوطني هو مكون أساس لا يتجزأ من مستقبلنا، وهذه المرحلة الانتقالية تحتاج جهود الجميع، ونرجو من الجميع أن لا ينظر التراث الحضاري على أنه مشروع لهيئة أو وزارة أو بلدية، بل إن التراث الحضاري الوطني مشروع يملكه الجميع والجميع مسؤولون عنه والجميع يحافظون عليه ونحن كمؤسسات دورنا ان نتعاون مع الجميع ونعمل معهم حتى ننطلق. وأكد سموه على أن أهمية تراث الوطن تنطلق من أهمية هذه الأرض الشامخة، ونحن لسنا تجار نفط او شعب يعيش على هامش التاريخ وهامش الحضارات، وإذا لم نعرف كمواطنين تراثنا ونعتز به كما ينظر إليه غيرنا فإن خطواتنا في المستقبل سوف تكون خطوات متعثرة كالذي يمشي بخطوات متعثرة على أرض صلبة، هذه الأرض الصلبة الجزء المكون الأساسي فيها هو تاريخنا وتراثنا وحضارتنا ومعرفة مكانتنا بين الأمم. بدوره أوضح الدكتور مشاري النعيم، المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني، رئيس اللجنة الوطنية للمجلس الدولي للمعالم والمواقع ( الآيكوموس السعودي) في كلمته، أن الآيكوموس السعودي لجنة وطنية طموحة تحاول أن يكون لها دور كبير في المحافظة على تراث المملكة، مشيرا إلى أن موافقة سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على أن يكون الرئيس الفخري للجنة بداية للطريق الصحيح للعمل بشكل منظم ومهني للمحافظة على تراثنا الوطني. وبين أن اللجنة تهدف إلى أن يكون في المملكة "10" لجان تهتم بالتراث العمراني في المملكة والتراث الثقافي بشكل عام، وأن يكون لها دور كبير في صناعة الخبراء في المملكة، إضافة إلى مشاركة خبراء من المملكة للجنة العالمية للآيكومومس في تقييم مواقع تراث خارج المملكة.، منوها بدعم الهيئة القوي للجنة. وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز قد تجول في المعرض الذي احتوى صورا للقصور والمساجد التاريخية الخاضعة لعمليات ترميم، بعدها تسلم سموه الرئاسة الفخرية للجنة من الدكتور مشاري النعيم، رئيس اللجنة الوطنية للمجلس الدولي للمعالم والمواقع (الآيكوموس السعودي)، ثم كرم سموه رئيس وأعضاء لجنة الآيكوموس السعودي السابقين، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث " نحن تراثنا". ويعتبر المجلس الدولي للمعالم و المواقع (الآيكوموس ) من خلال لجانه العلمية، الذراع الفني لمركز التراث العالمي باليونسكو، ويقوم بتقييم المواقع المرشحة للتسجيل بقائمة التراث العالمي بالإضافة إلى مهامه الأخرى كهيئة عالمية مستقلة وغير ربحية تسعى للحفاظ على التراث العالمي.