في الوقت الذي تضخ فيه وزارة البيئة والمياه والزراعة المياه من سد وادي ثراد جنوب محافظة العقيق بمنطقة الباحة إلى المستفيدين، يقع مرمى أمانة المنطقة أعلى وادي الجوف وغثران، حيث يتم رمي المخلفات والقمامة إضافة إلى تصريف مياه الصرف الصحي التي تصب في السد نفسه، محدثة بذلك تلوثا يهدد ثاني أكبر تجمع مائي بالمنطقة، والذي يعد رافدا أساسيا للمياه لمحافظة العقيق والمنطقة بأسرها. خطر صحي وبيئي عبر عدد من الأهالي الساكنين على ضفاف وادي الجوف، عن استيائهم من مرور مياه الصرف عبر الوادي. وقالوا ل"الوطن" إن ذلك يشكل خطرا صحيا عليهم، وعلى ثروتهم الحيوانية ومزارعهم، التي هي مصدر رزقهم، مطالبين أمانة الباحة بنقل المرمى، وإيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة. وفي هذا السياق، قال سعد العويد إنه مع بداية تصريف مياه الصرف في الوادي تنبعث روائح كريهة، تمنعهم من الجلوس على ضفة الوادي، التي كان يقصدها الكثير من السكان للتنزه. وطالب العويد أمانة الباحة بمنع وايتات الصرف الصحي من تفريغ حمولتها في وادي الجوف أو بالمرمى أعلى ضفاف الوادي، خصوصا أنه مع دخول موسم الأمطار تنتقل هذه الملوثات إلى بحيرة سد وادي ثراد، ملوثة في طريقها مواطن طبيعية للحيوانات ومتنفسا للأهالي حتى تصل إلى بحيرة السد. مياه غير صالحة أما عبدالله الغامدي، أحد سكان محافظة العقيق، فقال إن مياه الشرب التي تصلنا من سد وادي ثراد غير صالحة سواء للشرب أو الطبخ، مؤكدا أن الأهالي يستخدمونها في الغسيل فقط، وذلك لعدم جودتها رغم تحليتها وتنقيتها. وأكد علي بن رشود أن نحو 30 رأسا من أغنامه نفقت على مدار العام الماضي، وذلك لشربها من مياه الوادي الملوثة بالصرف الصحي. وطالب بتعويضه عن هذه الخسارة، وإبعاد مرمى الأمانة عن هذا الموطن الطبيعي، الذي يعتبر مرعى للأغنام والمواشي ومرتعا للصيد منذ زمن طويل. "الوطن" وقفت مع عدد من الأهالي على وادي الجوف، حيث أكدوا أن هذا المرمى يشكل خطرا بيئيا كبيرا على حياة الإنسان والحيوان، موضحين أن بحيرة سد وادي ثراد، التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن أعلى الوادي تتلوث بمياه الصرف الصحي ومخلفات الأمانة والمسلخ بفعل الأمطار، خصوصا أن السيول تسحب برفقتها هذه المخلفات لتحط رحالها أخيرا في بحيرة سد وادي ثراد، الذي تعتمد عليه المنطقة في مياه الشرب. وأشار الأهالي إلى قيام الأمانة بإشعال النيران في مرمى النفايات الأمر الذي يدفع الأدخنة السامة إلى منازل الأهالي، ومنهم من يعاني من مرض الربو، سواء من كبار السن أو الأطفال. الأمانة تتنصل من جهته، قال المتحدث الرسمي لأمانة الباحة صديق الشيخي ل"الوطن"، إن صهاريج نقل مياه الصرف الصحي تقوم بتفريغ المياه التي لا يتم استقبالها في محطة المعالجة، وذلك لزيادة الأملاح بها، مؤكدا أنه ليس للأمانة أي دور في ذلك.