كشفت مصادر عن مخاطر بيئية يواجهها حاليًّا سكان القرى الواقعة على ضفاف وادي بيشة والأودية الفرعية التي تصب فيه نتيجة تعمد تفريغ مياه الصرف الصحي التي تقوم بها إدارة المياه بفرع عسير على ضفاف تلك الأودية منذ عام ونصف العام تقريبًا. وقالت المصادر: "هناك عدةُ لجان متخصصة وقفت على الوضع حينما أُخذت عينات من مياه وادي بيشة، وكذلك بحيرة السد، وقامت بإجراء تحليل مخبري لتلك العينات، وأصدرت تقارير أثبتت خلالها أن هذه المياه ملوثة، وغير صالحة للاستخدام، بالإضافة إلى وجود روائح كريهة تنبعث منها، وهو الأمر الذي ساهم في نفوق الكثير من الكائنات الحية ومنها الأسماك التي تعيش وسط مياه بحيرة سد بيشة في مشهد ينذر بتفاقم مشكلة الخطر الصحي والبيئي إذا لم تسارع الجهات المعنية بتداركه، ووقف فوري لعمليات تفريغ مياه الصرف الصحي على ضفاف الأودية التي تصب جميعها بمجرى وادي بيشة الكبير كخطوة أولى ومهمة". وأشارت إلى أن "أكثر من 250 ألف نسمة من سكان محافظة بيشة وقراها التابعة لمنطقة عسير أبدوا تذمرهم الشديد، واستياءهم من عمليات تفريغ مياه الصرف الصحي على ضفاف أودية فرعية تصب مباشرة في وادي بيشة الكبير، ووصول مياه الوادي بمياه الصرف الصحي المختلط إلى بحيرة سد بيشة الذي يُعد أكبر سد في السعودية، وثاني أكبر سد في الشرق الأوسط بعد السد العالي". وأعرب عددٌ من سكان محافظة بيشة المتضررين عن استغرابهم من مشكلة اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأودية، ووصولها إلى بحيرة السد مع التزام الصمت من الجهات المسؤولة رغم رفع الخطابات إليهم من الأهالي والمشايخ، وتسجيل اعتراضات رسمية على هذه التصرفات التي ضاعفت من معاناة القرى المتضررة، سواء من الروائح الكريهة، أو من تلوث مياه الأودية بمياه الصرف الصحي. وتساءل الأهالي في الوقت ذاته عن مشروع يقال إنه سيقام شرق بيشة جهة الصحراء سيتم صب مياه الصرف الصحي التابع لعسير به ومعالجته، ولكن وبحسب ما يتم تناقله من أنباء فإن هناك بطئًا يشهده المشروع ربما أدى إلى وجوب تفريغ وصب مياه الصرف الصحي بوادي بيشة. وناشدوا أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز الوقوف إلى جانبهم من أجل إنهاء معاناتهم ومشاكلهم مع المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي، وإصدار توجيهات بتشكيل لجنة متخصصة وعاجلة لمعاينة الوضع وحله بالطرق التي تحفظ الأمن الصحي والبيئي لكافة أبناء محافظة بيشة وقراها.