يشارك مرمى النفايات في المنطقة أهالي بهر والمزرع، حياتهم ونشاطاتهم اليومية حتى أنه أصبح يشكل مصدر خطر داهم، حيث زادت أعداد الإصابات بالأمراض الصدرية بدرجة كبيرة. اشتكى الأهالي من تفريغ صهاريج الصرف الصحي في المرمى، ومن تسرب المياه المبتذلة إلى سد وادي ثراد الأمر الذي يشكل خطرا عليهم على مواشيهم وعلى البيئة أيضا. وأكدوا أنهم رفعوا شكواهم إلى الجهات المعنية للعمل على حل سريع لهذه «الكارثة»، مستنجدين بهيئة حقوق الإنسان التدخل لإعادة حقوقهم الصحية. وقال مطلق بخيت الغامدي من بهر، إن مرمى النفايات أصبح يمثل كارثة على الصحة، مشيرا إلى كثرة المصابين بأمراض الربو أو الحساسية أو السرطان في قريتي بهر والمزرع، حيث لا يكاد يخلو بيت من هذه الأمراض، كما تجاوزت حالات الإصابة بمرض السرطان ال 11 إصابة، فيما تسبب هذا المرض في 11 وفاة من سكان القريتين، ومنهم والدي، متهما بذلك في المقام الأول أمانة منطقة الباحة ومطالبا هيئة حقوق الإنسان بإعادة حقوقنا الصحية. وأشار إلى أنه بعد وفاة والده تقدم بشكوى منذ أكثر من سنتين، لأمانة منطقة الباحة ووعده أمين المنطقة أن يرى بديلا لهذا المرمى، وحتى الآن لم تحرك الأمانة ساكنا. من جانبه قال سعد بن مبارك العويد أن هناك الكثير من المتضررين، مشيرا إلى أن أسرا فقدت معيلها بسبب هذه المخلفات. وأوضح أن الأمانة تتحكم في الأبخرة حسب الرياح، فإذا كانت الرياح شرقية ومتجهة إلى الباحة بادرت الأمانة إلى إطفائها على وجه السرعة وإذا اتجهت الرياح صوب القرى التي تقع شرق المرمى تتركها كما هي وكأن هؤلاء الناس ليس لهم قيمة. وقال إن والده وأعمامه الثلاثة توفوا جميعا بمرض السرطان. وأضاف أن ما زاد من الطين بلة تفريغ صهاريج الصرف الصحي في المرمى، والتي تنتقل من المرمى إلى سد وادي ثراد، متسائلا هل يرضي ذلك أي مسؤول؟ أما علي رشود بن ركبان فأوضح أن الابل والأغنام نفقت بسبب مياه الصرف الصحي والتي تفرغ في المرمى لتصل إلى الأودية مسببة بذلك بركا ومستنقعات أصبحت مصيدة للمواشي.من جانبه قال علي بن عبدالله سويد تقدمنا بعدة شكاوى إلى إمارة منطقة الباحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية، وصدرت أوامر وتعليمات بمنع الحرق بتاتا، واستخدام الطمر الصحي كحل بديل والبحث عن موقع آخر لهذا المرمى، متهما قسم النظافة في الأمانة بأنه لم يلتزم بهذه الأوامر والتعليمات، حيث أصبح الإحراق شبه يومي بدون اكتراث بالمواطن وما يلحق به من أذى وضرر. إلى ذلك أفادت أمانة منطقة الباحة على لسان مدير العلاقات العامة والإعلام عبدالرحمن عبدالخالق الغامدي، أن مرمى النفايات مازال البحث جارياً عن موقع لنقله، علما أنه كلما وجدت الأمانة موقعا مناسبا اعترض عدد من المواطنين عليه. تأثيرات خطيرة ذكر استاذ البيئة النباتية في جامعة الملك سعود البروفيسور سالم سفر الغامدي أن مصادر تلوث الجو متعددة، ويمكن القول أنها تشمل المصانع ووسائل النقل والانفجارات الذرية والفضلات المشعة، مشيرا إلى أن أعدادها تزداد يوميا، ومن أمثلتها الكلور، أول ثاني أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، أكسيد النيتروجين، أملاح الحديد والزنك والرصاص وبعض المركبات العضوية والعناصر المشعة، محذرا من أنه إذا زادت نسبة هذه الملوثات عن حد معين في الجو أصبح لها تأثيرات واضحة وخطيرة على الإنسان وعلى البيئة.