«هل كتب علينا أن نعيش على نهر من الصرف الصحي الكريه.. من يضرب على أيدي سائقي ناقلات الصرف الذين يلقون فضلات شاحناتهم على ضفاف الأودية».. صرخات أطلقها أهالي محافظات صبيا وضمد والعيدابي والقرى الواقعة في محيط أودية صبيا وقصي في منطقة جازان.. معلنين بذلك رفضهم وقلقهم من تصرفات عمال وافدين درجوا على تفريغ حمولة شاحناتهم في مجاري الأودية والشعاب ومناطق الرعي الأخضر.. متضامنين في دعوة البلدية لوضع حد لمثل هذه التجاوزات الخطيرة والمرفوضة التي تهدد سلامة البشر والشجر والبيئة والحياة الآمنة. «عكاظ» رصدت في متابعتها عمالا يعملون على تفريغ مياه الصرف الآسن في الأودية والشعاب دون أن يقف أمامهم أحد.. وعندما واجهناهم برروا تصرفهم ببعد مسافة المرمى المخصص لذلك. والأخطر من كل ذلك وجود أحواض كبيرة ومكشوفة على مساحات واسعة متفرقة ممتلئة بمياه الصرف، وتحوي كميات كبيرة من المخلفات والإطارات المستخدمة وبدا الأمر وكأنه آثار مشروع عشوائي جمع حوله الحشرات والهوام فضلا عن الروائح غير المستحبة التي تنبعث عن الموقع في مشهد غير مقبول. فشل البلدية مشعل حنبشي أحد سكان قرية المطلي الواقعة على ضفاف وادي قصي قال إن البلدية فشلت في اختيار موقع المرمى والمواقع المناسبة لتفريغ مياه المجاري ويزداد الأمر سوءا عندما يلجأ العمال في التفريغ العشوائي وتشكيل أنهار كريهة تمتد إلى مسافات طويلة لا يضمن معها عدم اختلاط المياه الحلوة بالآسنة. مخاطر الرعي خطر آخر يتهدد الرعاة في مصدر رزقهم، حيث ترعى المواشي في تلك المناطق حيث المراعي الخضراء والشعاب والجبال المخضرة وفي حال حدوث أي خطر على الغطاء النباتي من تلوثات الصرف الصحي فإن الخطر يمتد إلى الثروة الحيوانية التي قد تتعرض إلى الهلاك بسبب نواتج وآثار الصرف الصحي السام ويعلق على ذلك العم أحمد أحد كبار السن والمالك لعدد كبير من المواشي: هذه المواقع يكثر فيها رعاة الماشية خصوصا الإبل التي تشرب وتقتات في الغالب من المياه الملوثة ويمتد ضررها إلى الإنسان بشكل غير مباشر، ونعلم أن المنطقة تعتمد بالدرجة الأولى على المياه الجوفية كمصدر رئيس واحتمال تلوثها قد ينذر بكارثة بيئية وأعتقد أن ضعف الرقابة من البلدية ومديرية المياه هو سبب تفاقم الأزمة. من جهته، علي الذروي يشير إلى أن السيول التي شهدتها المنطقة مؤخرا جرفت المياه الملوثة في طريقها إلى الشعاب والمطلوب تحليل المياه والتربة وإقامة محطات لمعالجة لمياه الصرف الصحي وطمر تلك الأحواض ومنع العمالة من تفريغ الملوثة. مرمى الوادي التفريغ العشوائي أدى إلى تكاثر البعوض والذباب وانتشار أسرابها بشكل مخيف قد تسبب في إصابة السكان بالأمراض حيث استغلت العمالة ضعف الرقابة من الجهات ذات العلاقة لتعيث فسادا في الأودية وسبق للمواطنين في صبيا تقديم شكاوى للبلدية والمحافظة بلا طائل. إلى ذلك أبدى عدد من الزائرين والسكان استغرابهم من اختيار المرمى قريبا من الوادي الذي يعتبر من أهم الأودية وأكبرها في المحافظة ويعبر بعدد كبير من القرى والمزارع ويحد محافظة ضمد من الجهة الشمالية. وعبر المتحدثون عن قلقهم من ضعف الرقابة والملاحقة برغم الشكاوى المتتالية. تعاونوا معنا في المقابل، أوضح المتحدث الإعلامي في أمانة جازان طارق الرفاعي أن الأمانة تؤكد على محاسبة ومعاقبة العمال المخالفين في تفريغ شاحنات الصرف الصحي في غير المواقع المخصصة لها داعيا كل من يرصد مثل هذا السلوك إلى التعاون مع البلدية والجهات ذات العلاقة والإبلاغ الفوري. من جهة أخرى، حاولت «عكاظ» التواصل مع محافظ صبيا لكن المحاولات لم تنجح.