فيما باتت مدينة الموصل محاصرة من عدة جهات لخنق آخر معقل لمتشددي تنظيم داعش المتبقي لهم في العراق، أكدت مصادر أمنية عراقية أمس، أن أكثر من 50 شخصا قتلوا وأصيب العشرات أغلبهم من عناصر داعش، إثر هجوم واسع شنه الأخير بمحافظة الأنبار -غرب البلاد-، واستهدف القوات العراقية والحشد العشائري، مشيرة إلى أن الهجوم استخدمت فيه نحو 10 سيارات مفخخة، واستمر منذ مساء الأربعاء وحتى فجر أمس. وأبانت بعض المواقع التابعة للتنظيم المتطرف، أن مقاتلي التنظيم انسحبوا من منطقة الكبيسة التابعة للأنبار، بعد تنفيذ مهمة عسكرية لهم، نافية وقوع أية إصابات في صفوفهم، إلا أن نائب قائد الحشد العشائري اللواء أحمد البيلاوي، أكد ل"الوطن"، أن المواجهات أسفرت عن سقوط العشرات من مسلحي التنظيم، فضلا عن إجبار آخرين على الهروب نحو الصحراء، مطالبا القوات العراقية والتحالف الدولي بوقف زحف المتمردين من وإلى الأراضي السورية. حرب الشوارع أعلنت ميليشيات الحشد الشعبي في الموصل، أنها ما زالت تواصل تقدمها نحو مطار تلعفر -غرب المدينة-، لافتة إلى أنها بمساعدة الفريق الهندسي المصاحب لها، قامت بتفكيك عدد من العبوات الناسفة، المزروعة من قبل التنظيم في مطار تلعفر بهدف إعاقة التقدم نحوه. يأتي ذلك، بعد يوم من إعلان حركة منضوية تحت ميليشيا الحشد، أنها سيطرت على قاعدة تلعفر الجوية، بعد انسحاب عناصر التنظيم منها، في وقت تخوض القوات العراقية حرب شوارع مع الدواعش لاسيما في حي عدن، الوقع شرق المدينة. وأكدت المصادر الميدانية، أن فرق مكافحة الإرهاب تخوض معركة دامية مع مسلحي التنظيم، بعد أن تحصنوا بالأبنية والمنازل وتوغلوا داخل الأحياء السكنية الملأى بالمدنيين، الأمر الذي يعيق تقدم القوات ويؤخر من حسم المعركة. كما انتقدت عدة جهات دور الغطاء الجوي الذي يقدمه التحالف الدولي المساند للقوات العراقية على الأرض، مشيرة إلى أنه غير دقيق ولا يعمل على تسريع نجاح القوات المقاتلة، بسبب أن الحرب الدائرة هي حرب شوارع في أغلب أحياء الموصل، فضلا عن تمكن التنظيم من استهداف القوات العسكرية بالعربات المفخخة دون اعتراضه من طائرات التحالف.
ازدواجية التعامل تزامنا مع تكرار هجمات التنظيم على مدن الأنبار الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية، طالب عضو مجلس المحافظة جاسم العسل، رئيس الوزراء حيدر العبادي بتزويد أفواج العشائر، بأسلحة ومعدات حديثة، من أجل تعزيز قدراتهم القتالية لمواجهة أي عدوان سافر على الأهالي والمدنيين، مشددا على ضرورة أن يكون دعم الحكومة المركزية لمتطوعي العشار بقدر الدعم الذي توليه لميليشيا الحشد، التي زودت بأحدث الأسلحة والآليات العسكرية.
إعدامات التنظيم أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس، خلال تقرير لها، بأن مسلحي داعش قد أعدموا أكثر من 300 عنصر من أفراد الشرطة العراقية، قبل نحو 3 أسابيع، وتم دفنهم في مقابر جماعية قرب بلدة حمام العليل، الواقعة جنوب الموصل. وأوضحت المنظمة، أن المتشددين انتزعوا بعض رجال الشرطة السابقين، من مجموعة كانت تضم نحو 2000 شخص من قرى وبلدات مجاورة، قبل إجبارهم على السير معهم ونقلهم عبر شاحنات ضخمة بحسب شهود عيان ثم تم إعدامهم، مطالبة بمحاكمة ومعاقبة كل من تورط في مثل هذه الجرائم.