تمكّنت قوات «البيشمركة» أمس من طرد عناصر «داعش» من ناحية زمار التابعة لقضاء تلعفر شمال غرب الموصل، بعد ساعات من غارات للتحالف الدولي هي الأعنف على معاقل التنظيم في الموصل. وفي هذه الأثناء حذر فصيل «كتائب ثورة العشرين» (السني) من تزايد نفوذ الميليشيات الشيعية في البلاد، متهماً التحالف الدولي باستهداف أهل السنة، في وقت تواصل قوات من الجيش وأربع فصائل شيعية معارك ضد «داعش» في بلدة جرف الصخر جنوببغداد. وقالت مصادر أمنية كردية إن قوات «البيشمركة» شنت فجر أمس هجوماً واسعاً على ناحية زمار شمال غرب الموصل بدعم من الطيران الجوي للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش». وأوضحت المصادر أن «الهجوم نجح في طرد عناصر التنظيم من الناحية التي يسيطر عليها منذ تموز (يوليو) الماضي بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعات غلبت عليها حرب الشوارع. وأضاف أن «البيشمركة» تمكّنت أيضاً من تحرير عدة قرى، أبرزها كاني شيرينو والعين الحلوة وتل موس. وأشار المصادر إلى أن قوات أخرى من «البيشمركة» المدعومة بغطاء جوي مكثف، تمكّنت من بسط سيطرتها بالكامل على معسكر عين زالة ودوميز بعد قتل العشرات من عناصر «داعش». وجاء هجوم «البيشمركة» بعد ساعات على تعرض معاقل تنظيم «داعش» في الموصل إلى أعنف قصف جوي للتحالف الدولي استهدف أبرز مقراته، وطرق إمدادات جبهاته ضد «البيشمركة». وقال سعد البدران أحد شيوخ عشائر الموصل ل «الحياة» أمس، إن العشرات من التنظيم قتلوا وأصيبوا في قصف جوي على الموصل. وأوضح أن الغارات استهدفت معسكر الكندي الذي اتخذه التنظيم مقراً رئيسياً لعناصره، كما شمل القصف شارعاً مجاوراً للمعسكر كان يمثل خط إمدادات مهم لجبهات التنظيم ضد قوات «البيشمركة» شمال وغرب الموصل. وأشار البدران إلى أنه بعد ساعات على القصف الجوي، جابت سيارات تابعة ل «داعش» شوارع المدينة وهي تطلب عبر مكبرات الصوت من الأهالي الإسراع للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى إزاء الغارات الجوية. ولفت إلى أن «أرتالاً تابعة لداعش تجولت في الموصل وبدا عناصرها وهم يلبسون زي قوات الجيش والبيشمركة ويحملون الأعلام العراقية وعلم إقليم كردستان، وربما لتمويه الطائرات الجوية». وزاد أن داعش يواصل إعدام عدد من المعتقلين لديه بتهمة العمالة، مشيراً إلى أنه تم إعدام ضباط كبار في الشرطة المحلية وأفواج الطوارئ على رغم أنهم حصلوا على كتب توبة من التنظيم. واعترف تنظيم «داعش» على حسابه الرسمي في «تويتر» بحصول غارات أميركية عنيفة على الموصل، ونشر عدداً من الصور للدمار الذي خلفته الغارات، لكنه لم يذكر خسائره فيها. تقدم للجيش في الأنبار وفي الأنبار غرب بغداد، قال نائب رئيس مجلس المحافظة صالح العيساوي ل «الحياة»، إن «القوات الأمنية حققت تقدماً ملحوظاً في قاطع المعارك في الرمادي، فيما تحتاج القوات الأمنية في ناحية عامرية الفلوجة إلى تعزيزات عسكرية». وأوضح أن «الاشتباكات متواصلة في عامرية الفلوجة ويجب إرسال تعزيزات عسكرية من أجل فك الحصار المفروض عليها من قبل تنظيم داعش»، مشيراً إلى أن الاشتباكات في الناحية أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم. وأبلغ مصدر أمني في «قيادة عمليات الأنبار» «الحياة»، أن عشرات الأرتال التابعة ل «داعش» توجهت إلى قضاء حديثة ومناطق شمال هيت، ورجّح أن هذه الأرتال ستشن هجوماً جديداً على حديثة في غضون يومين. وفي بابل جنوببغداد، أعلن محافظ بابل صادق السلطاني في بيان أمس، أن «العمليات العسكرية في ناحية جرف الصخر التابعة الى قضاء المسيب مستمرة وتحقق نجاحات كبيرة لليوم الثاني، لتطهير وتمشيط ما تبقى من مناطقها بعد تحرير أكثر من 80 في المئة من أراضيها». وأضاف السلطاني أن «قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والأجهزة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي، تقوم بتطهير الأحياء السكنية من العبوات الناسفة والمنازل المفخخة». وأشار إلى أن «الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري ووزير الداخلية محمد الغبان وحكومة بابل المحلية وقيادة عمليات بابل تشرف على تطبيق خطة تطهير جرف الصخر». إلى ذلك، دعا فصيل «كتائب ثورة العشرين» باقي الفصائل السنية إلى اتخاذ موقف ازاء التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، متهماً التحالف بالتغاضي عن الميليشيات الشيعية، وحذّر من أن الهدف المقبل له استهداف «المجلس العسكري العام للثوار». وقال المكتب السياسي للكتائب في بيان صدر عنها أمس «نخشى من أن يكون التحالف الدولي موّجه ضد المناطق السنية (...) والغريب هو موقف الذين يعرفون حقيقة أكذوبة التحالف لمحاربة الإرهاب، ولكنهم يشاركون في الجريمة ويدّعون أنهم سيلتزمون الحياد بين طرفي المعركة». وأضاف البيان أن «التحالف الدولي يركز على ضرب طرف، ما سيمنح الأطراف الأخرى قوة، والتحالف يصب في صالح إيران وتقوية ميليشياتها، والتحالف الأميركي اليوم يكافئ الميليشيات الشيعية، وسيكون الهدف المقبل إضعاف فصائل المقاومة المتمثلة في المجلس العسكري العام لثوار العراق وضرب الحاضنة لفصائل المقاومة». وتساءل البيان «كيف تدعون الحرب ضد الإرهاب وتدعمون من يقوم بها، وكيف تدعمون الميليشيات الشيعية بالغطاء الجوي في ميادين المعارك وبالغطاء السياسي في المحافل الدولية؟». وطالب «بتوحيد الصفوف والتصدي لكل من يريد شراً بأرضنا وديننا وأهلنا».