أعلن «الحشد الشعبي» استعادة قرى غرب الموصل والتقدم في اتجاه مطار تلعفر، بالتزامن مع تقدم مماثل للجيش من المحورين الجنوبي والشرقي. وتستعد قوات «مكافحة الإرهاب» للتوغل في مركز المدينة، بعدما سيطرت منذ أيام على ثمانية أحياء وسط معارك ضارية تخوضها ضد مسلحي «داعش». (للمزيد) وكانت قيادة «الحشد» أعلنت أواخر الشهر الماضي سعيها للسيطرة على مناطق في المحور الغربي وأهمها تلعفر، لقطع خط إمداد «داعش» بين الموصل والرقة السورية، وسط احتجاجات وتهديدات تركية من مغبة دخول الحشد إلى القضاء. وأعلن الناطق باسم «الحشد» أحمد الأسدي خلال مؤتمر صحافي أمس، «انطلاق المرحلة الثالثة للعمليات غرب الموصل للسيطرة على نحو 14 ألف كيلومتر تشمل مناطق الحضر والبعاج ومحيطها». وأكد السيطرة على «قرية الركراك بعد إلحاق خسائر جسيمة بالعدو، فضلاً عن تحرير قرية أم حجارة العليا، وقرية سيروال، وتم تحرير 300 عائلة نقلت إلى أماكن آمنة»، واعتبر مطار تلعفر «هدفاً استراتيجياً ليكون نقطة انطلاق نحو غرب الموصل»، وزاد أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي «يتنقل بين تلعفر ومنطقة البعاج». إلى ذلك، أفاد مصدر أمني بأن «قوات الحشد بدأت تستعد لاقتحام ناحية المحلبية، على بعد نحو 20 كلم من المطار»، فيما أعلنت وزارة الدفاع «تنفيذ غارات جوية على قاطع المحور الغربي، أسفرت عن قتل 20 إرهابياً وتدمير عدد من المقار وحرق عربة». في المحور الشرقي، حيث تشهد أحياء الموصل حرب شوارع شن «داعش» هجمات انتحارية بالعربات المفخخة، وقصف بالهاون أهدافاً لجهاز مكافحة الإرهاب في حي القادسية، في محاولة لعرقلة تقدمه نحو مركز الموصل، على ما أفاد مصدر عسكري. وأكد قائد الجهاز عبد الوهاب الساعدي، أن قواته «أحبطت هجوماً نفذه نحو 26 من عناصر التنظيم الانتحاريين، وستتقدم نحو حي التحرير». وأكد اللواء عبد الغني الأسدي أمس، أن قواته «تسيطر حالياً على 10 أحياء في الجانب الأيسر من الموصل منذ انطلاق المعركة». من جهة أخرى، أعلن قائد معركة الموصل الفريق الركن عبد الأمير يارالله «تحرير قرية النايفة، غرب النمرود»، وذلك بعد ساعات من إعلانه السيطرة على الناحية التي كانت العاصمة الثانية للآشوريين ويعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. من جهة أخرى، أفادت السفارة الأميركية في بغداد في بيان، «وصول السفير دوغلاس سيليمان إلى إقليم كردستان على رأس وفد، وعقد اجتماعات منفصلة مع كل من الرئيس مسعود بارزاني ورئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني ومحافظ دهوك فرهاد اتروشي لمناقشة التقدم في المعارك ضد داعش ودعم الولاياتالمتحدة قوات البيشمركة وأوضاع النازحين في المنطقة»، فيما أكد بيان لرئاسة الإقليم أن «الاجتماع تناول مرحلة ما بعد القضاء على التنظيم». من جهة أخرى، يثير مشروع قانون تشريع «الحشد الشعبي» خلافات نيابية، وفيما أكد «التحالف الوطني» الشيعي أن إقراره مضمون بعد أسبوعين. وقال النائب هاشم الموسوي ل «الحياة» إن «الاعتراضات التي أبدتها كتل سياسية لن تعيق تمريره لأنه يضمن حقوق الحشد العشائري في المناطق التي تم تحريرها من قبضة عصابات داعش في الأنبار وصلاح الدين». إلا أن النائب عن «اتحاد القوى» نوره البجاري، استبعدت الاتفاق عليه، وقالت ل «الحياة» إن «الحشد تشكل بفتوى مرجعية النجف لحاجة ضرورية في مواجهة داعش وستنتفي الحاجة إلى تلك القوات بعد الخلاص من التنظيم، ولا حاجة إلى قانون يؤسس لقوة عسكرية رديفة للجيش والشرطة، كونه سيضر بهما وسيضعفهما وقد يشيع الفوضى». وأضافت أن «الحشد العشائري في مناطقنا الغربية ليس بالعدد الكبير وعناصره سيعودون إلى مزاولة أعمالهم السابقة بعد إكمال تحرير مناطقهم ولا حاجة لنا إلى قانون يشكل عبئاً على المنظومة العسكرية والموازنة». ورجحت البجاري تمرير قانون الموازنة الاتحادية للعام المقبل بغالبية مريحة و «ستكون تحت مراقبة البنك الدولي والأمم المتحدة لضمان التزام العراق البنود التي وافق عليها لقاء حصوله على قروض تسد العجز الذي لحق بموازنة العام الفائت».