فند الباحث المختص في تاريخ ومعالم المدينةالمنورة الدكتور فهد الوهبي المزاعم المنتشرة حول تمر عجوة المدينة والتي تشير إلى أن التمر الأسود الموجود في الأسواق حاليا ليس هو تمر العجوة الحقيقي، إنما أحد التمور الرديئة التي كانت تباع بالوزن وبسعر رخيص لرداءته، كما كانت تطعم به البهائم، وأكد عدم صحة تلك الروايات ب6 دفوعات. الدفوعات ال 6 1- تمر مشهور تمر العجوة مشتهر معروف متواتر عند أهل المدينة ولا يخفى، كما قال مؤرخ المدينة السمهودي المتوفى سنة (911) "ولم تزل العجوة معروفة بالمدينة يأثرها الخلف عن السلف، يعلمها كبيرهم وصغيرهم علماً لا يقبل التشكيك"، فهي إذن متواترة عند أهل المدينة ينقلها الجيل عن الجيل، يعلمها الكبار والصغار، لا تقبل التشكيك.
2- مزارع الصحابة عجوة المدينة ثبت فيها الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، وأهل المدينة أهل زرع، يحفظون أدق التفاصيل، ولا تزال أسماء مزارع الصحابة القديمة ومواضعها محفوظة حتى اليوم، فضلا عن ما ورد فيه حديث نبوي صحيح، سواء كان مسجداً أو جبلاً أو وادياً أو بئراً أو بستاناً أو تمراً أو غير ذلك. 3- صفات مميزة تمر العجوة جاء بصفة مميزة وبلونه الضارب إلى السواد، وهو أحد أبرز صفاتها، إذ تختلف ألوان تمور المدينة كما هو معلوم لدى أهلها، وذكر ابن الأثير المتوفي سنة 606 في بيان لون العجوة: "وهو نوع من تمر المدينة أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد"، وتتابع نقل العلماء هذا الوصف، يدل على ثبوته عندهم.
4- عجوة واضحة تمر العجوة من الشهرة بمكان بحيث لا يمكن أن يقع اللبس فيه أو التشكيك، قال أبوحنيفة: "العَجْوَةُ بالحجاز أم التَّمْر الَّذِي إِلَيْهِ الْمرجع كالشهريز بِالْبَصْرَةِ والتبي بِالْبَحْرَيْنِ والجذامي بِالْيَمَامَةِ"، فإذا كان هو أم التمر، فمن المحال أن تخفى صفته، ويلتبس لدى الناس. 5- قول غريب ما وصف به تمر العجوة الموجودة الآن بأنها لا تصلح للأكل للآدمي، وأنها للبهائم، قول غريب، فلا يزال أهل المدينة يأكلونها، من مزارعهم التي توارثوها، ولم يسبق لأحد أن قال بعدم صلاحيتها للأكل، ولم يصب أهل المدينة بفقدان الذوق حتى لا يميزون بين ما يأكله الآدمي وما لا يصلح للبهائم. فهم يميزون بين أنواع التمور بمجرد ذوقها بلا نظر لها فيعرفون رطبها أو تمرها وأصنافها.
6- أشجار متنوعة القول بأن العجوة لا تنبت إلا في عالية المدينة، لم يقل به أحد من المزارعين، فغالب أصناف التمر تنقل في جميع نواحي المدينة وتنبت كما هو معلوم لدى جميع المزارعين، فتجد مزارع المدينة من جنوبها إلى شمالها مختلفة النخيل والأشجار، يشتري بعضهم فسيل النخل من بعض ويزرعونه في مزارعهم فينبت.