لم يكد الوصف المفاجئ لتمرة عجوة المدينة الحالية بأنها «علف بهائم»، ينتهي حتى ارتفعت أصوات رافضة لتصريحات الدكتور أحمد عبدالله الباتلي، المدير التنفيذي لمركز دراسات الإعجاز العلمي في القران والسنة، من كل اتجاه، بدأت من مزارعي المدينة ولن تنتهي عند المهندس حمود عليثة رئيس مجلس الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بالمدينةالمنورة، الذي بعث بخطاب لمدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة المدينةالمنورة يشير فيه إلى أن الدكتور الباتلي «مجتهد وغير متخصص» في المجال الزراعي. وأكد عليثة في رده على الباتلي الذي ظهر في إحدى القنوات الفضائية ويشكك في كونها ليست العجوة المقصودة وأن ما يتداوله حاليا هي تمرة «الوزنة» بأن رأيه الذي قاله عن «عجوة المدينة» سيكون له تأثير اقتصادي سيئ على قطاع التمور بالمدينة خاصة بعد أن كثرت المقاطع المحذرة مما يباع حاليا من تمر العجوة، وطالب عليثة بالرفع لمركز الأبحاث الزراعية بالأحساء والمركز الوطني للنخيل والتمور لإعداد مواصفات قياسية دقيقة لتمور العجوة. فيما أكد أحد المزارعين (رفض ذكر اسمه) صحة ما ذهب إليه الدكتور الباتلي وأن إنتاج العجوة الحقيقية قليل ولا يمكن أن نطلق على ما ينتج بالآلاف خارج منطقة المدينة منها بأنه حقيقي ولا حتى ما ينتج خارج حدود الحرم. وأضاف: «العجوة الحقيقية حبتها طويلة ولا تحمل نخلتها الكثير من الجذوع، كما أن النمل الكبير يلتهم الكثير مما تنتج، كما أن فسائلها يموت أغلبها». لكن الشيخ الدكتور يوسف بن مطر المحمدي المحاضر في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ومؤلف كتاب «تمر العجوة» خالف ما ذهب إليه الباتلي والمزارع، وأكد على أن كلام بعض المزارعين عن أن تمر «العجوة» هو تمر «الحلوة» وكذلك ما نسب للدكتور الباتلي بأن المقصود هو تمر ليس هذا التمر، فالعجوة حسب وصف الكتب لها أنها «متوسط الطعم» وطعمها جيد ولكنه ليس بحلو الطعم كتمر «الحلوة» الذي يعتبر أحلى أنواع التمر.