رفضت المملكة بشكل قاطع تسييس فريضة الحج، أو حتى التشكيك تلميحا بوجود نية لديها لاستخدام الأماكن المقدسة، وشعيرة الحج ورقة سياسية في علاقتها مع طهران، وأكدت على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، أن سياستها تجاه الحج ثابتة، ولن تمنع الحجاج الإيرانيين من أداء الفريضة، وأن أي مسلم يرغب في تأدية فريضة الحج مرحب فيه ب"مكة"، وكذلك حجاج إيران، مؤكدا أن المملكة ستقدم لهم جميع التسهيلات، كما تفعل مع جميع الحجاج، مضيفا أنه لا يوجد أي علاقة للحج بتطورات العلاقات السياسية بين السعودية وإيران. فيما ثمن وزير الخارجية موقف جمهورية ألمانيا الاتحادية حول السياسات الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط وسعيها إلى العمل من أجل استقرارها. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في وزارة الخارجية مع نظيره الألماني الدكتور فرانك فالتو شتاينماير، وقال: "اجتمع الوزير الألماني أول من أمس بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، كما اجتمع أمس بوزير الاقتصاد والتخطيط المهندس عادل فقيه وعدد من رجال الأعمال السعوديين ومن الشباب السعوديين في مؤسسة مسك، كما حضر افتتاح المعرض الألماني في الجنادرية - ضيف الشرف هذا العام في المهرجان -. وأفاد الجبير أن الاجتماعات مع الوزير الألماني كانت إيجابية، بحثت خلالها الأوضاع في المنطقة ومنها سورية والعراق وإيران واليمن والتحديات التي تواجه المنطقة، كما بحثت العلاقات المميزة في كل المجالات، فألمانيا لها علاقات تاريخية مع المملكة العربية السعودية، مؤكداً متانة العلاقات السعودية الألمانية في جميع المجالات. فتنة طائفية جدد الوزير الجبير تأكيده أن التوتر الحاصل بين الرياضوطهران كان بسبب السياسات الإيرانية العدوانية التي تنتهجها منذ 35 عاما، وتحسن العلاقة بين البلدين يعود إلى تغيير طهران سياستها السلبية في المنطقة، فعندما تتوقف عن التدخل بشؤون دول المنطقة والمملكة على وجه الخصوص، وعندما تتوقف عن محاولات نشر الفتنة الطائفية في المنطقة ستتحسن العلاقات حينها مع طهران. وفي سياق رده على سؤال ل"الوطن" بخصوص الهجمة التي تتعرض لها المملكة في الغرب ومحاولات البعض إلصاق مذهب الوهابية بالمملكة على الرغم من عدم وجود مذهب اسمه الوهابية، رفض الجبير مثل هذا الطرح الهادف إلى تشويه صورة المملكة، مشددا على عدم وجود مذهب في المملكة ولا حتى في الدين الإسلامي بشكل عام باسم الوهابية، ومذاهب أهل السنة والشيعة معروفة ولا يوجد بينها مذهب اسمه الوهابية، ومحاولات إلصاق داعش بالإسلام خاطئة، فالإسلام دين السماح والحب والتسامح، وما يفعله تنظيم داعش لا علاقة له بالدين. مماطلة وتعقيد وعن المفاوضات السورية_السورية في جنيف، حمل الوزير الجبير وفد النظام مسؤولية إخفاق المفاوضات، مؤكداً أن وفد النظام تعمد المماطلة والتعقيد، ولم يظهر أي جدية في محادثات السلام، ورفض التعاون مع مبعوث الأممالمتحدة في محادثات السلام السورية، وكان ذلك السبب في تعليقها، حيث كانت مفاوضات جنيف مبنية على القرار الأممي رقم 2254، الذي يؤكد وقف إطلاق النار وفك الحصار عن المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية، وكل ذلك رفضه النظام ولم ينفذه. غير جادين وفيما يتعلق بتكثيف العمليات العسكرية الروسية في سورية بالتزامن مع مفاوضات جنيف، لفت الجبير وجود وجهتي نظر في هذا الموضوع، وهما: 1 تحسين الوضع العسكري للنظام على الأرض قبل بدء وقف إطلاق النار. 2 استفزاز المعارضة السورية. وزاد الجبير: "كل ما سبق لم يحدث، والحقيقة أن المبعوث الأممي توصل إلى قناعة بأن النظام السوري غير جاد ولا مستعد للدخول في المفاوضات، وكان الخيار الأفضل هو أن تجمد المفاوضات معه في هذا الوقت ومحاولة استئنافها في وقت آخر". أفكار مطروحة أشار وزير الخارجية السعودية إلى أن المحادثات مع الأممالمتحدة والدول المعنية استمرت أمس الأول طوال الليل من أجل الوصول إلى اتفاق لاستئناف المفاوضات، مؤكدا أن المملكة على اتصال مستمر مع المبعوث الأممي لسورية، ووزراء خارجية الدول الكبرى المعنية، ومع الأشقاء في المعارضة السورية، من أجل استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن، ولإعادة المفاوضات إلى مسارها، للوصول إلى حل سلمي في سورية، وهناك عدة أفكار مطروحة لعودة المفاوضات، وسوف يتم عقد اجتماع الأسبوع المقبل لهذا الغرض. محادثات صعبة من جانبه قال وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير: "إن المحادثات الرامية إلى التوصل لحل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية في سورية صعبة، لكنها ليست بلا أمل، مضيفاً أنه يتوجب علينا خلال الأيام المقبلة أن نتحدث مع روسيا وسنفعل، لافتا إلى وجود فرصة لإجراء مزيد من المحادثات بين الوزراء في ميونيخ الأسبوع المقبل على هامش مؤتمر أمني سنوي، وشدد في ذات الوقت على أهمية تحقيق تقدم في الموضوع السوري خاصة على الصعيد الإنساني".