ثمّن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير موقف ألمانيا تجاه قضايا الشرق الأوسط، وسعيها إلى العمل من أجل استقرارها. وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في الرياض أمس: «اجتمع الوزير بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، كما اجتمع بوزير الاقتصاد والتخطيط المهندس عادل فقيه، وعدد من رجال الأعمال السعوديين ومن الشباب السعوديين في مؤسسة مسك، وحضر افتتاح المعرض الألماني في الجنادرية، ضيف شرف هذا العام في المهرجان». وتطرق إلى الوضع السوري ومؤتمر جنيف فأكد أن «وفد النظام لم يكن جاداً» وأن هدفه «المماطلة»، محملاً «النظام مسؤولية فشل المؤتمر»، وأشار إلى أن الاجتماع مع شتانماير «كان إيجابياً، تم خلاله البحث في أوضاع المنطقة ومنها سورية، والعراق، وإيران، واليمن، والتحديات التي تواجهها، كما بحث في العلاقات المميزة في كل المجالات، فألمانيا لها علاقات تاريخية مع المملكة». وقال الوزير شتاينماير من جانبه، إن بلاده «تشارك في مهرجان الجنادرية ضيف شرف لتقدم من خلال جناحها التقاليد والإبتكارات الألمانية إلى جمهور واسع في المملكة، داعياً إلى زيارة الجناح للتعرف إلى ثقافة وقيم وتقاليد وحياة الألمان». وأضاف ان «الرياض وبرلين تجريان العديد من المشاورات السياسية واللقاءات في العديد من المواضيع التي تخص العلاقات الثنائية بين البلدين، والمواضيع الخاصة بالمنطقة، خصوصاً في الشأن السوري». وأوضح أنه «تمت خلال المحادثات مع المسؤولين في المملكة مناقشة عدد من الشؤون الثنائية بين البلدين مثل: تأثيرات تبادل الطلبة، وإمكان الدراسة الجامعية للطلاب». عن أسباب توقف المحادثات السورية في جنيف، قال: «هناك أسباب مختلفة ومعقدة في الفترة التحضيرية لمحادثات جنيف، ولاحظنا أن هناك توقعات عند الوفد المعارض، والمعارضة كانت تتوقع تراجع وتيرة الأعمال العسكرية، لكن شهد القتال تصعيداً والنظام يتحمل المسؤولية في ذلك، وفي الأيام المقبلة سنتحدث مع روسيا عن هذا الموضوع، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع الإنساني، ولا بد من تحقيق تحسن في هذا الجانب، وهذه المحادثات ستتم». أما الجبير فقال: «بالنسبة إلى تعليق المفاوضات في جنيف كان السبب من وجهة نظرنا عدم جدية النظام في التجاوب مع المبعوث الأممي، وعدم تجاوبه مع طلب إدخال مساعدات إنسانية إلى سورية، وفك الحصار عن المدن، وكما هو معروف فإن الاتفاق الذي تم التوصل إليه أدى إلى المحادثات في جنيف، وهو مبني على قرار مجلس الأمن 2254، الذي طالب بوقف إطلاق النار، وتابع أن وفد النظام «الذي أتى إلى جنيف لم يكن جاداً، وكانت المسألة مماطلة وتعقيداً، وغيرها من الأمور لعدم تحقيق أي تقدم في هذا الأمر». وزاد: «إن العمليات العسكرية الروسية تم تكثيفها، وهناك وجهتا نظر بالنسبة إلى أسبابها، هناك من يقول إن التصعيد هدفه تحسين وضع النظام قبل وقف النار، وهناك وجهة نظر أخرى تقول إن تصعيد العمليات العسكرية الروسية هدفه استفزاز المعارضة كي تتخلى عن المحادثات، وهذا ما حدث، والذي حصل أن المبعوث الأممي وصل إلى قناعة بأن النظام ليس جاداً في المحادثات، ومن الأفضل تجميدها في الوقت الحالي لبحث هذا الأمر معهم في الأيام المقبلة، وكانت كما ذكر زميلي محادثات طوال ليل أول من أمس بين الوزراء المعنيين والدول المعنية من أجل استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن، والنظر في كيفية وضع الأمور في مسارها من أجل الوصول إلى حل في سورية، وهناك بعض الأفكار التي طرحت، ستناقش حال عقد اجتماع مجموعة فيينا في ميونيخ الأسبوع المقبل، ونحن على اتصال مستمر مع المبعوث الأممي ومع الدول المعنية ومع المعارضة السورية». وعن الوضع بين المملكة وإيران ووضع الحجاج الإيرانيين، قال الجبير: «الأمر يعود إلى الخطوات التي اتخذتها إيران وسياساتها، على مدى أكثر من 35 عاماً، وهذه السياسات عدوانية، ولكن في ما يتعلق بالحجاج والمعتمرين الإيرانيين لن تتغير سياسة المملكة، فكل مسلم مرحب به في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وكل مسلم له الحق أن يأتي ويزور بيت الله الحرام، والمملكة ستسهل كل شيء ممكن من أجل وصول المعتمرين والحجاج إلى بيت الله الحرام، وهذا يشمل الحجاج الإيرانيين، والأزمة السياسية بين المملكة وإيران لا علاقة لها على الإطلاق في ما يتعلق بالحج، أو في ما يتعلق بالمعتمرين». ورداً على سؤال حول من يلصق «داعش» بالإسلام أو بالسنّة، قال: «هذا خطأ، داعش وما يقوم به ليس إسلاماً، الإسلام لا يبرر قتل الأبرياء، والإسلام لا يبرر العنف والكراهية، الإسلام دين وسطي ودين تسامح ومحبة ورحمة، وما يقوم به هؤلاء المجرمون لا علاقة له على الإطلاق بالإسلام».