ختمت مؤسسة الشارقة للفنون تجربة مميزة وجديدة تضاف إلى حصيلة الإبداع في بينالي الشارقة منذ انطلاقه عام 1993، تحت عنوان "الماضي، الحاضر، الممكن"، متيحة الفرصة أمام الفنانين المشاركين للبحث والتأمل في الحِقب الزمنية في ماضي الشارقة وحاضرها والتوصل إلى العلاقات المحتملة بينها، وتجسيد "الممكن" من خلال طرح مجموعة واسعة ومتنوعة من الأعمال الفنية التركيبية، وعروض الفيديو واللوحات والأعمال النحتية. وتخطى بينالي الشارقة صفته كملتقى للفن والتطوير والإبداع ليصل إلى آفاق جديدة، إذ قدم وجهات نظر متعددة لثقافات مختلفة، مشكلا مناخا غنيا لدمج الفنانين بمختلف ثقافاتهم. من جانبهم، قدم الفنانون الإماراتيون أعمالا تبحث في الماضي بمفاهيم عصرية، كما فعل الفنان عبدالله السعدي في رحلته "الزنوبة" التي سعى خلالها إلى وثيق القرى والمناطق الجبلية في الإماراتالشرقية. وكذلك الفنان حسن شريف الرائد في مجال الفن المفاهيمي والتجريبي في الشرق الأوسط، والذي يتميز عمله باستعمال المواد الشائعة في أعمال تركيب تراكمية تصور انعكاسات اجتماعية وفلسفية معقدة. أما الفنان محمد كاظم، فيتسم عمله باستعمال العناصر المختزلة ضمن أنماط متكررة باستخدام تقنيات ميزت عمله منذ تسعينات القرن الماضي، وتعد "تقنيات الخدش" إحدى أهم التقنيات التي استخدمها كاظم لإنتاج حكايات شخصية تخترقها العثرات والإحباطات متعددة القراءات وتختلف باختلاف رؤية الجمهور.