تواصلت أمس في باكستان تداعيات الهجوم المروع الذي شنته حركة طالبان على مدرسة في بيشاور وأسفر عن مقتل 145 بينهم 132 طالبا، إضافة إلى سقوط 182 جريحا أول من أمس، وقال المتحدث باسم الحكومة الباكستانية محيي الدين واني: "إن رئيس الوزراء نواز شريف ألغى وقف العمل بعقوبة الإعدام"، مشيرا إلى أن قرار رئيس الحكومة جاء بناء على توصيات لجنة وزارية بإلغاء وقف العمل بهذه العقوبة. كما أعلنت الحكومة الباكستانية أمس، حالة الحداد على ضحايا الهجوم الإرهابي ولمدة 3 أيام، فيما أشعل الناس الشموع في أماكن مختلفة من البلاد وسهروا الليل في أجواء حزينة بينما قام الآباء بدفن أبنائهم خلال جنازات جماعية في بيشاور ومحيطها. ووسط ضغوط شديدة تتعرض لها الحكومة نتيجة الهجوم على المدرسة التي يديرها الجيش في بيشاور، ومطالبات بمواجهات حاسمة مع المتشددين، صرح مصدر أمني بأن الجيش وجه مزيدا من الضربات الجوية لمواقع تابعة لطالبان هناك في وقت متأخر أول من أمس، لكن لم يتضح تأثير تلك الضربات. كما قام رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف، بزيارة مفاجئة لأفغانستان لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الأفغان حول تسليم رئيس حركة طالبان الباكستانية الملا فضل الله لباكستان، بعد أن وجدت أجهزة المخابرات الباكستانية أن مجزرة بيشاور قد خططها الملا فضل الله بالتعاون مع حركة أوزبكستان وأحد عملاء وكالة المخابرات الهندية. وطلبت باكستان من السلطات الأفغانية والأطلسية، اتخاذ إجراءات عسكرية ضد مقاتلي حركة طالبان الباكستانية، فيما ألقت أفغانستان باللائمة على باكستان لسماحها لجماعات متشددة مثل طالبان الأفغانية وشبكة حقاني، بالعمل بحرية على الأراضي الباكستانية وشن هجمات في أفغانستان. ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس، إن هجوم بيشاور هو عمل "لا أخلاقي"، ووعد بأن تدعم واشنطنباكستان في حربها ضد المتشددين. على صعيد آخر، أوقف الجيش الأفغاني أمس نقل جنوده من وإلى مراكزهم في العاصمة كابول، وذلك بعد أن استهدفت سلسلة تفجيرات تبنتها طالبان، الحافلات التي تقل عناصر وضباط الجيش الأفغاني في العاصمة كابول، فيما قتل ما لا يقل عن 10 أشخاص بهجوم على فرع بنك يوزع رواتب القوات الأفغانية في جنوب البلاد، كما أعلن مسؤولون أفغان أن 13 عنصرا من المتمردين منهم 4 باكستانيين قتلوا وأصيب 7 آخرون في غارة جوية شنتها طائرة بدون طيار أميركية في شرق أفغانستان.