تفقد قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف بيشاور، كبرى مدن منطقة القبائل (شمال غرب) المنكوبة بمجزرة، قتل فيها مسلحون من حركة «طالبان باكستان» 148 تلميذاً ومدّرساً داخل مدرسة تديرها المؤسسة العسكرية. وهدد شريف بتعقب المسلحين حتى داخل أراضي أفغانستان والقضاء على تجمعاتهم، مؤكداً انه لن يسمح بأن يتخذ المتمردون أراضي أفغانستان منطلقاً لعملياتهم في باكستان (المزيد). ترافق ذلك مع إعلان مسؤولين أمنيين أفغان مقتل 4 من قادة «طالبان باكستان» و7 مسلحين في غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار على آليتهم في ولاية ننغرهار شرق أفغانستان. وفي حادث آخر بأفغانستان، قتل 6 أشخاص وجرح عشرات في هجوم شنه مسلحون بينهم انتحاريون على بنك في مدينة لشكرجاه عاصمة ولاية هلمند (جنوب). ومع تأكيد مسؤولين أميركيين في مجالس خاصة انهم ينتظرون إظهار إسلام آباد عزماً أقوى في محاربة المتمردين، يتمثل في تشديد حملة الجيش الباكستاني على المتمردين في منطقة القبائل، نقل الجنرال شريف يرافقه مدير الاستخبارات الباكستانية الجنرال رضوان أختر الى كابول طلب إسلام آباد تسليمها قائد «طالبان باكستان» الملا فضل الله وقادة آخرين في الحركة مقيمين في أفغانستان. والتقى الجنرالان الرئيس الأفغاني أشرف غني وقائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال الأميركي جون كامبيل. وسلمت كابول إسلام آباد قبل 10 أيام لطيف محسود، أحد مساعدي زعيم «طالبان باكستان»، ولكن يستبعد تسليمها قادة آخرين في الحركة قريباً، علماً بأن السلطات الباكستانية تتهم الملا فضل الله الذي فرّ من إقليم سوات عام 2009 بأنه على علاقة مع الاستخبارات الأفغانية والهندية. وواكب رئيس الوزراء نواز شريف تحرك قائد الجيش بتعليق حظر تنفيذ عقوبة الإعدام الخاصة بحوادث الإرهاب، لتأكيد حرص الحكومة على رد مناسب على الهجوم «الوحشي». وكان معلّقون في وسائل إعلام باكستانية وبرلمانيون طالبوا بسن قانون يعاقب بالإعدام كل من ينتمي إلى تنظيمات مسلحة، أو يحمل السلاح في وجه الدولة. واللافت إدانة حركة «طالبان» الأفغانية مذبحة المدرسة «إذ إن قتل أطفال يتعارض مع الإسلام، وكل حكومة إسلامية وحركة يجب أن تلتزم مبدأ عدم تعمد قتل أبرياء، من النساء والأطفال». وتبنت الحركة الأفغانية الأسبوع الماضي هجوماً انتحارياً استهدف مسرحاً في المركز الثقافي الفرنسي بكابول، وأدى ألى مقتل شخص وجرح 15، لكنها تحاول دائماً أن تنأى بنفسها عن أعمال «طالبان باكستان» التي لم تستجب طلب زعيم الحركة الأفغانية الملا محمد عمر وقف قتال القوات الباكستانية.