كشفت الولاياتالمتحدة للمرة الأولى عن محادثات تجريها مع مجموعات إسلامية سورية معارضة، سعياً للتوصل إلى حل سياسي للنزاع المتواصل. وقالت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف في تصريحات صحفية في وفت متأخر ليل أول من أمس: "نجري حواراً مع عينة واسعة من السوريين، فضلاً عن مسؤولين سياسيين وعسكريين من المعارضة، بمن فيهم مجموعة كبيرة من المجموعات الإسلامية، لكننا لا نتحدث إلى الإرهابيين، أو المجموعات المصنفة كمنظمات إرهابية". وأوضحت هارف أن هذه الاتصالات لم تشمل مجموعات مرتبطة بالقاعدة مثل جبهة النصرة التي أدرجتها واشنطن على قائمتها للمنظمات الإرهابية، مقرة بوجود مجموعات واسعة تتشكل منها المعارضة السورية، وأضافت: "نظراً إلى عدم إمكان حصول أي حل عسكري، نحتاج إلى أن تؤيد هذه المجموعات فكرة أنه يجب أن يكون هناك حل سياسي". وكانت 7 فصائل إسلامية أساسية تقاتل في سورية ضد نظام الأسد أعلنت قبل أسبوعين اندماجها وتشكيل "الجبهة الإسلامية"، في أكبر تجمع لقوى إسلامية يهدف إلى إسقاط النظام. وبات المقاتلون الإسلاميون يشكلون القوة الأبرز في صفوف المعارضة المسلحة ضد الحكومة ويبلغ عددهم عشرات آلاف المقاتلين. إلى ذلك، قالت مصادر صحفية أميركية إن دبلوماسياً أميركياً توجه إلى سورية للقاء مجموعات إسلامية، مشيرة إلى أن دولاً أخرى أيضاً أجرت محادثات مباشرة مع بعض هذه المجموعات. كما قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي إن واشنطن ترى من المهم التعرف على الكتائب الإسلامية المقاتلة "كي تزيد فهمها لنواياها في الحرب وصلاتها المحتملة مع القاعدة". إلا أنه لم يقل بطريقة مباشرة إن كانت بلاده تجري محادثات مباشرة مع جماعات متشددة، لكنه قال إن واشنطن ما زالت تسعى إلى زيادة فهمها للتباينات بين الجماعات المسلحة السنية المختلفة التي يقول بعضها إنه مرتبط بالقاعدة. وأضاف للصحفيين: "أعتقد أن الأمر يستحق معرفة إن كانت هذه الجماعات لديها أي نية للاعتدال وقبول المشاركة مع الآخرين، أم أنها منذ البداية تعتزم أن تكون راديكالية". في سياق متصل، اجتمع وزراء داخلية عدة دول أوروبية، والولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا في بروكسل لمناقشة موضوع ازدياد عدد المقاتلين الأجانب في سورية. ويأتي هذا الاجتماع تمهيداً لاجتماع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة الموضوع ذاته. وقالت وزيرة الداخلية البلجيكية إن أجزاء من سورية باتت تحت سيطرة مقاتلي القاعدة، وهذا يعني أنهم أصبحوا على أعتاب البوابة التركية، وليسوا بعيدين عن أوروبا. وأضافت أن هذا الوضع سيخلق مشاكل أمنية يجب التحسب لها.