اعترف عضو الائتلاف الوطني السوري الدكتور برهان غليون، بوجود ما وصفه ب"التجاذبات الكبيرة" بين أعضاء الائتلاف، والمعارضة بالمُجمل، حول تسمية رئيس حكومةٍ من المفترض أن تُدير البلاد من الأجزاء المُحررة بالأراضي السورية "الجزء الشمالي من سورية". وكشف عن طرح أسماء من أربع إلى خمس شخصياتٍ على الطاولة للتفاوض حول أحدهم رئيساً للحكومة، يأتي غليون ورياض حجاب رئيس الحكومة المُنشق عن نظام الأسد من ضمنهم، نافياً أن يكون اسم العميد مُناف طلاس نجل وزير الدفاع السوري الأسبق، الذي انشق عن الرئيس السوري بشار الأسد العام الماضي، ضمن الأسماء المطروحة، لا سيما بالتزامن مع زيارة الأخير لموسكو المرتقبة. وقال غليون أمس في تصريحاتٍ ل"الوطن" إن عملية تسمية رئيس الحكومة التي من الممكن أن ترى النور، ومن الممكن ألا تراه بذات الوقت – طبقاً لتعبير الرجل، يجب أن تتم بصورةٍ ديموقراطيةٍ خالصة تعتمد على صوت كل تكتل في الائتلاف المعارض، بحيث يتم ترشيح اسم أو أكثر من كل تكتل من التكتلات التي تُشكل المعارضة السورية الرسمية المُعترف بها دولياً. وأضاف "هناك أسماء عدة بين أربعة أو خمسة أسماء مطروحة للنقاش على الطاولة، وهناك تجاذبات حولها، وتجاذبات كبيرة في الحقيقة، ومن هنا أقول ربما يتم الإعلان عن الحكومة وربما لا يُعلن، يُمكن أن نتفاهم على تسمية الحكومة ويُمكن العكس، هذا أمر متروك للأيام المقبلة، المهم أن تسير العملية بشكلٍ ديموقراطي يكفل للجميع الحضور". من جانبٍ آخر، اعتبر غليون تعليق مشاركة المعارضة في اجتماع "أصدقاء الشعب السوري" المُزمع عقده في روما في 28 فبراير الجاري، رسالةً احتجاج "على التقاعس الدولي من القيام بأي جهد لوقف إطلاق الصواريخ الباليستية – سكود – ضد شعب سورية". وعد غليون ما تشهده الأراضي السورية "أمراً لا يُحتمل"، وقال "هناك شعور بأن النظام يعمل على تجربة العشرات من صواريخ سكود، في وقتٍ يملك فيه الأسد أكثر من 800 صاروخ من هذا النوع الباليستي بعيد المدى، وفي حال لم يكُن هناك رد فعلٍ دولي يمنع توسع استخدام الأسد لهذا النوع من الأسلحة، فكل صاروخ سيكون له تأثير على الأرض من ناحية دمار المناطق والمحافظات السورية، وإذا لم يكُن "سكود" خطاً أحمر، فماذا من الممكن أن يكون نطاق الخط الأحمر من ناحية الأسلحة التي يستخدمها الأسد في تصفية الشعب السوري". وطالب بضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي أسلوباً لوقف "سياسة الدمارٍ" التي يتبعها الأسد بحق الشعب السوري، مُعتبراً ذلك أمراً لا يُمكن التساهل فيه، في ظل تشرد السوريين ما بين لاجئ ومفقود أو معتقل لدى أجهزة الأسد القمعية. وفي القاهرة، طالب وفد المجلس الوطني السوري برئاسة جورج صبرا، جامعة الدول العربية بالتدخل العاجل لدى النظام السوري لتوفير الحماية للشعب ووقف الموجة الجديدة من تدمير المدن السورية بصواريخ سكود الباليستية، مستنكرًا الصمت العربي والدولي تجاه عملية الإبادة التي تجري للشعب السوري. وقال عقب لقائه الأمين العام للجامعة نبيل العربي في القاهرة أمس إن وفد المجلس بحث آخر التطورات في الميدان في ضوء الموجة الجديدة من العنف التي يقوم بها النظام بقصف المدن بصواريخ سكود الباليستية. وأوضح صبرا أن العربي وعد باستجابة سريعة لهذه المطالب خاصة ما يتعلق بدور جديد للجامعة في توفير الحماية للشعب. وبَيّنَ صبرا أن الحكومة الانتقالية غير واردة الآن بل الوارد هو الحكومة المؤقتة.