10 أيام تفصل المعارضة السورية عن حسم تشكيل حكومة انتقالية أو حكومة مهجر لإدارة شؤون البلاد في مرحلة ما بعد الأسد، بعد مؤتمر أصدقائها المقرر أن يعقد في مراكش المغربية 12 ديسمبر الجاري، بحسب ما كشف ل"الوطن"المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية بأوروبا بسام جعارة، والذي رجح ألا تبتعد رئاستها في كلتا الحالتين عن رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، أو المعارض السوري أسعد مصطفى. ولم يتردد جعارة في الكشف عن أن الجيش الحر بات يستعين بالفاسدين من جيش الأسد وحزب الله في سبيل الحصول على أسلحة متطورة. تُراهنُ موسكووبكين وطهران على تقديم شخصياتٍ من المعارضة السورية لتخلف نظام بشار الأسد بشكلٍ أو بآخر، مثل هيثم منّاع، وعبد العزيز الخيّر، "اللذين يعتبرهما المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، بسام جعارة "صنيعة دوائر النظام الأسدي". وأوضح جعارة في حوار مع "الوطن" أن روسيا تعمد إلى "تلميع" صورة هذين الاسمين، في خطوةٍ تسعى من خلالها لإعادة إنتاج النظام الأسدي، ب "شكلٍ مُطلق". وقال إن موسكو يسندها في هذا الموقف بكين وطهران، أطرافٌ تعمل على تسويق "هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة، والتي صنعها في نهاية المطاف النظام السوري، وهو الأمر الذي يراه "ورقة محروقة" لا يمكن الاستفادة منها بأي شكلٍ من الأشكال. وفي وقتٍ تدور فيه مُماحكاتٍ سياسية على قدمٍ وساق، تهدف لإبقاء النظام السوري، أفصح جعارة عن احتمال الإعلان عن حكومةٍ لم يُسمها "انتقالية أو حكومة مهجر"، لكنه طرح اسمين قد يكونان مرشحين لتوليها، هما رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، وأسعد مصطفى، وهو ما سيتم الإعلان عنه في أعقاب مؤتمر أصدقاء سورية الذي سيعقد في مراكش في 12 ديسمبر الجاري. إلى نص الحوار: أسماء احترقت هناك عدة أسماء تُطرح سواء من الأطراف الداعمة للنظام السوري أو من تطالب برحيله.. هل تعطينا مزيداً من الإيضاح حول هذا الأمر؟ روسيا والصين وإيران دول تعمل على التسويق لأسماء صنعها النظام السوري، أو بمعنى المعارضة المنبثقة من هيئة التنسيق الوطنية التي تضم عدداً من الشخصيات والقوى والأحزاب السياسية التي صنعها بشار الأسد، وأعني بالقول هيثم منّاع وعبد العزيز الخيّر، وكأن الشعب السوري كُتب عليه أن من يحكمه ضروري يكون "قرداحي" أو من القرداحة، (في إشارة إلى مسقط رئيس الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد). وموقفكم من ذلك؟ بالنسبة لي شخصياً أجد أن هيثم مناع ورقة احترقت، حتى الروس في الفترة الأخيرة باتوا يخشون تسويق مناع وبعض الأسماء من المعارضة، التي خرجت من رحم النظام. ربما لأنكم لم تصبحوا على قلب رجلٍ واحد؟ لا أعتقد. وبالمناسبة ربما نعلن عن حكومة لم نتفق بعد على تسميتها، إما أنها ستكون حكومة انتقالية أو حكومة مهجر، لكن ما يلوح في الأفق وأقوله لك هنا أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، والمعارض السوري أسعد مصطفى هما أبرز الشخصيات التي قد تحصل على مقعد رئيس الوزراء. هذا الأمر سيتم الإفصاح عنه ربما بعد مؤتمر أصدقاء سورية المرتقب في مراكش بالمغرب في الثاني عشر من الشهر الجاري. اتصالات مكشوفة تقول إن الثوار في سورية يعانون للحصول على رصاصة.. ماذا يعني ذلك؟ هذا الكلام يعني أن الشعب السوري ترك وحيداً. إيران توفر كل شيء للنظام السوري المجرم. روسيا تقدم كل شيء، والاتحاد الأوروبي اجتمع الاثنين قبل الماضي لرفع الحظر عن توريد السلاح لسورية، طبعاً المقصود الشعب السوري هنا، وكانت النتيجة الرفض. كل يوم تتحدث أميركا عن دعم الشعب السوري، هم يريدون منحنا أجهزة اتصال على سبيل المثال، بمعنى أنها أسلحة غير قاتلة، نحن نرفضها، لأننا نعرف تماماً أنها مشفرة وتستطيع أن تكشف مواقع الثوار والجيش الحر، ولا نريد أن نعطي لأميركا ولا لغيرها أي معلومات عن الجيش الحر. أيضاً صدر كلام أن فرنسا ترغب في تسليح الشعب السوري، وجاء الرد بمنع الاتحاد الأوروبي فرنسا من توريد السلاح، ورغم ذلك صدرت أخبار وتصريحات بأن فرنسا تقدم الدعم العسكري للشعب، وهذا غير صحيح على الإطلاق، حتى الدعم العربي، لا أريد أن أذكر التفاصيل حول الدعم العربي الذي توقف منذ أشهر طويلة، هذه أمور سرية لا أريد الخوض فيها. كيف يكون هدف الأميركيين دعمكم بأجهزة اتصال تكشف مواقع الجيش الحر؟ الأميركيون يقولون نريد أن ندعم الشعب بأسلحة غير قاتلة، بمعنى أنهم لا يوردون الأسلحة، ولكن يمكن أن يوردوا أجهزة تساعد الجيش الحر، منها أجهزة الاتصال. بصراحة أنا أرفض هذا الأمر بشكل مطلق فهذا الأمر ليس المقصود منه مساعدة الجيش الحر بل كشف اتصالاته ومواقعه، ولا يمكن أن نعرض الجيش الحر لمخاطر الانكشاف. هل كان ذلك عرضا رسميا من قبلهم؟ أنتم سمعتم أن الأميركيين يقدمون أسلحة غير قاتلة للشعب السوري، أقول رأيي الشخصي، نحن لا نريد هذه الأجهزة ولا هذا النوع من المساعدات، نحن نعرف أن أميركا تضغط على الدول الشقيقة لمنع توريد السلاح للشعب السوري. ما أتحدث عنه هنا وبصراحة، الموقف الأميركي ليس أفضل من الموقف الروسي، فروسيا تدعم النظام بكل أنواع الدعم، ولكن بالمقابل أميركا التي تتحدث عن رحيل بشار الأسد الآن تبحث عن تسوية سياسية تعيد إنتاج النظام من جديد، وللضغط على الجيش الحر للقبول بأي تسوية، هي تمنع وصول السلاح إليه. صفقة سياسية ربما تخشى من انتشار الجماعات المسلحة كما يرون هم والأوربيون؟ تماماً.. هم لا يريدون للجيش الحر أن ينتصر ويتحدثون عن ضرورة رحيل بشار وسقوط النظام، ولكن أقول لك بصراحة، الغرب مع روسيا والصين وإيران يبحثون عن تسوية سياسية تعيد إنتاج النظام بشكل أو بآخر، لا يريدون للنظام أن يسقط، وأنا أعرف تماماً أن هذا الأمر مطلب إسرائيلي. هل نستطيع تسمية ذلك طبخةً" تُحاك حالياً؟ نعم "وفاحت رائحتها أيضاً". هل تقصد تسوية سياسية جديدة؟ تسوية سياسية تعيد إنتاج النظام ولا تحقق أهداف الثورة. نحن نريد لهذا النظام أن يرحل بكل رموزه وأطرافه، ولا يمكن أن نسمح ببقاء أجهزة أمنية تسلطت على الشعب طيلة العقود الماضية. لا نريد أن تبقى هذه الأجهزة ولا هذا النظام الذي فتك بالشعب، ولذلك أنا أقول نحن ضد أي تسوية تحقق هذا الهدف الإسرائيلي. شمعون بيريز قال في روسيا بصراحة إنهم نعموا بالأمان خلال الفترة الماضية، ولا يريدون لهذا الوضع أن يتغير، بمعنى آخر إنهم يريدون المحافظة واستمرار النظام وبقاءه، والأميركيون لا يختلفون كثيراً، أو بالأحرى هم يريدون تحقيق هذا المطلب الإسرائيلي. طبخة سرية الطبخة التي قصدت جرى تمريرها على النظام السوري بشكلٍ أو بآخر؟ أقول لك بصراحة.. لدينا معلومات مؤكدة أن هذه الطبخة تجري بتوافق غربي روسي صيني وقبول إيراني، بحيث تحافظ إيران على مصالحها وروسيا أيضاً. لا يريدون لهذا النظام أن يسقط، يتحدثون عن رحيل الأسد وعدد من القيادات العسكرية، ولكن أقول لك الشعب السوري لن يسمح ببقاء هذا النظام بكل رموزه وأدواته وأجهزته. بمعنى آخر لا يمكن أن نقبل استمرار عمل الأجهزة الأمنية، فالغرب يتحدث عن ضرورة الحفاظ على الدولة، ويجب أن نفرق بين النظام والدولة، نحن نريد للدولة أن تستمر، ولكن لن نسمح ببقاء هذه الأجهزة التي تقتل الشعب السوري منذ عشرات السنين. برأيك بعد كل ما حدث يبدو ذلك تثبيتاً للنظام.. أليس كذلك؟ هم يتحدثون عن إمكانية رحيل الأسد، وعن رحيل عدد من الشخصيات القيادية في الجيش والأمن، ولكنهم لا يريدون تفكيك أجهزة الأمن نهائياً، تحت ذريعة المحافظة على الدولة، والشعب السوري الذي قدم عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، لا يمكن أن يسمح لهذا النظام أن يستمر ولو بشكلٍ "ملطف". بمعنى آخر هذا إعادة إنتاج للنظام ولكن بشكلٍ آخر وهذا الأمر لن يمر، أؤكد لو أن كل العالم اجتمع لمنع الشعب السوري من تحقيق هدف ثورته لن يستطيع، وحتى لو حاولوا من خلال المعارضة فرض أجندةٍ سياسية على الشعب السوري، فالكلمة الأخيرة في هذا الشأن هي للثوار الذين يتظاهرون ويقاتلون عصابات الأسد. أجندة مرفوضة هل تعني أن هناك دولا تعمل على تمرير أجندة على أطراف معارضة للسير وفقها؟ تماماً تماماً.. وبكل بصراحة أقول تحدثت شخصية غربية في اجتماعٍ للمعارضة عن تسوية، وقالت لا يوجد دعم عسكري، توجد فقط تسوية، وهذا كلام واضح، وأنا أعرف تماماً أنه جرى بالتنسيق مع مختلف الدول الأوروبية وبالتوافق مع روسيا والصين. وهل يمثل ذلك إيحاءات برغبة غربية في بقاء النظام وليس الأسد؟ ليس بقاء الأسد كشخص ولكن بقاء النظام، فوجود واستمرار عمل الأجهزة الأمنية أخطر من بقاء الأسد كشخص، وبالتالي لا يمكن أن نسمح ببقاء الأسد ولا الأجهزة الأمنية ولا القيادات العسكرية التي قتلت الشعب السوري. لن تقبلوا فقط الكلام والتصريحات.. الشعب السوري هو من يدفع الثمن في النهاية؟ أنا أقول بكل صراحة حتى لو قبلت المعارضة الدخول في حوار لتحقيق هذا الهدف فإن الشعب في الداخل سيرفض. هناك ثوار في الداخل الكلمة الأولى والأخيرة لهم، ولا يستطيع أي طرف فرض أي أجندة خارجية على الشعب السوري. الحديث الفصل في النهاية للسلاح وليس للتصريحات.. هل هذا معنى كلامك؟ السلاح نحصل عليه من خلال غنائم الحرب مع نظام الأسد، ومن خلال شراء السلاح نتيجة فساد ضباط النظام. وأقول بصراحة وبشكل علني اشترينا سلاحاً من حزب الله نتيجة فساد قيادات حزب الله، ونحصل على السلاح بشكلٍ أو بآخر، واعذرني لا أريد الإفصاح عن هذه الأمور بشكل أكثر. حزب الله يغذي الأسد ومن ناحية أخرى يغذيكم؟ لا.. لا أقول يغذينا. أنا أقول نستطيع من خلال فساد ضباط النظام ومن خلال فساد بعض عناصر حزب الله أن نحصل على السلاح، بمعنى آخر هذا ليس قرار حزب الله، حزب الله عدو للشعب السوري، هؤلاء سيُحاسبون لأنهم شاركوا بجرائمهم في قتل الشعب السوري. سلاح من أي نوع؟ اشترينا سلاحا ثقيلا من ضباط النظام، مضادات جوية أقصد.