أطلق الرئيس، فلاديمير بوتن، تهديدات جديدة بالرد على الغرب، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، نتيجة دعم الغرب ودفعهم من أجل الحصول على أسلحة وإستراتيجيات جديدة لدعم كييف، فتحركات الغرب لتخفيف الهجوم ورد الكرملين المحتمل يمكن أن تؤدي إلى تصعيد خطير مع استمرار الحرب في عامها الثالث، وهو ما يزيد من خطر المواجهة المباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. وأعلن بوتين أن موسكو لا تسعى إلى تحقيق مكاسب سريعة وستلتزم بالإستراتيجية الحالية المتمثلة في التقدم ببطء. روسيا تستكشف الهجوم واستغلت روسيا تفوقها في القوة النارية وسط تأخيرات في المساعدات الأمريكية لتوسيع نطاق الهجمات في عدة مناطق على طول الجبهة التي يبلغ طولها ألف كيلومتر، وتقوم وحدات صغيرة نسبيًا بفحص الدفاعات الأوكرانية بحثًا عن نقاط ضعف، وهو ما قد يمهد الطريق لهجوم أكثر طموحًا. ويبدو أن الهجوم الروسي بالقرب من خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، والذي بدأ في مايو والذي أثار قلق حلفاء كييف الغربيين، فقد زخمه بعد أن عزز الجيش الأوكراني قواته في المنطقة من خلال إعادة نشر القوات من قطاعات أخرى، وفي الوقت نفسه، حققت روسيا تقدمًا تدريجيًا، ولكن ثابتًا في منطقة دونيتسك. اتساع نطاق الضربات وقال جاك واتلينج، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن روسيا من خلال نشر القوات الأوكرانية على جبهة واسعة، تتغلب على القيود المفروضة على جيشها الذي يفتقر إلى الحجم والتدريب اللازمين لشن هجوم كبير. وقال في تحليل له إن اتساع نطاق الضربات أجبر أوكرانيا على نشر مدفعيتها، «وإنفاق الذخائر لتفريق الهجمات الروسية المتعاقبة»، و«إن هدف روسيا ليس تحقيق اختراق كبير، بل إقناع أوكرانيا بأنها قادرة على مواصلة تقدمها العنيد، كيلومتراً بعد كيلومتر، على طول الجبهة». وبين مايكل كوفمان، من مؤسسة كارنيغي، إن الهدف الواضح لروسيا هو الحفاظ على الضغط ومحاولة استنزاف القوات الأوكرانية. وأشار إلى أنه على الرغم من نجاح أوكرانيا في تحقيق الاستقرار على خط المواجهة، إلا أنها اضطرت إلى استخدام الاحتياطيات التي كان من المقرر نشرها في أماكن أخرى، كما كثفت موسكو غاراتها الجوية على منشآت الطاقة الأوكرانية والبنية التحتية الحيوية الأخرى بموجات من الصواريخ والطائرات بدون طيار. وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن البلاد فقدت حوالي 80 % من طاقتها الحرارية، وثلث طاقتها الكهرومائية في الضربات. الغرب يرد وقد ردت واشنطن وبعض حلفائها في حلف شمال الأطلسي على الهجوم بالسماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية لشن ضربات محدودة داخل روسيا، فقد سمحت الولاياتالمتحدةلأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية ضد أهداف عسكرية في روسيا بالقرب من خاركيف وأماكن أخرى بالقرب من الحدود، لكن مما أثار استياء كييف أن واشنطن لم تعط حتى الآن الإذن بشن ضربات في عمق روسيا. ويزعم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وبعض المسؤولين الغربيين الآخرين أن كييف لها الحق في استخدام معداتها لمهاجمة الأصول العسكرية في أي مكان في روسيا، كما تحدث ماكرون وزعماء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في منطقة البلطيق ولكن ليس الولاياتالمتحدة عن نشر قوات في أوكرانيا. وحذر بوتن من أن هذا من شأنه أن يشكل تصعيدا كبيرا، وهدد بالرد من خلال توفير الأسلحة لخصوم الغرب في أماكن أخرى من العالم. تسليح أعداء الولايات وأشار ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إلى أن موسكو قادرة على تسليح أي جهة تعتبر الولاياتالمتحدة وحلفاءها أعداء لها، «بغض النظر عن معتقداتها السياسية والاعتراف الدولي بها». وجاء تهديد آخر بالتصعيد في أعقاب هجوم أوكراني بصواريخ (ATACMS) أمريكية الصنع أسفر عن مقتل أربعة وإصابة أكثر من 150 آخرين في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، والتي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014، وحذرت وزارة الدفاع الروسية من أنها قد تتخذ إجراءات غير محددة ضد الطائرات الأمريكية بدون طيار فوق البحر الأسود، البحر الذي يوفر المعلومات الاستخبارية لأوكرانيا. لعبة التهديد النووي وقال بوتين إنه من الخطأ أن يفترض الناتو أن روسيا لن تستخدم ترسانتها النووية، مؤكدًا من جديد أنها ستستخدم «كل الوسائل» إذا تعرضت سيادتها ووحدة أراضيها للتهديد، كما حذر من أن موسكو تدرس تغييرات محتملة في عقيدتها التي تحدد متى تلجأ إلى الأسلحة النووية. وتأكيدًا على ذلك، أجرت روسيا تدريبات عسكرية بأسلحة نووية ميدانية شملت بيلاروسيا، وفي العام الماضي، نشرت موسكو بعض تلك الأسلحة في بيلاروسيا في محاولة لثني الغرب عن دعم أوكرانيا عسكريًا. وقال إن الهزيمة العسكرية في أوكرانيا ستوجه ضربة قاتلة للدولة الروسية، وتعهد بمواصلة تحقيق أهدافه «حتى النهاية». وأعلن أن وقف القتال يتطلب من روسيا أن تسحب أوكرانيا قواتها من المناطق الأربع التي ضمتها موسكو في عام 2022، وهي الفكرة التي رفضتها كييف وحلفاؤها، وقال أيضا إن أوكرانيا يجب أن تتخلى عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وانتقد المعلقون الروس المتشددون بوتن لفشله في الرد بقوة على تكثيف الناتو لدعمه لكييف والسماح للغرب بدفع الخطوط الحمراء الروسية بشكل مستمر، وزعم البعض أنه إذا تزايد الضرر الناجم عن الضربات الأوكرانية في عمق روسيا بصواريخ غربية أطول مدى، فيجب على موسكو أن تضرب أصول الناتو. وأشار فاسيلي كاشين، وهو محلل دفاعي مقيم في موسكو، إلى أنه في حين استخدمت أوكرانيا بالفعل أسلحة غربية لإلحاق أضرار محدودة، فإن بوتن «سيضطر إلى القيام بشيء ما إذا كانت هناك ضربات صاروخية كروز في عمق الأراضي الروسية تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة». احتمالات الرد الروسي على دعم الغرب استهداف طائرات غربية بدون طيار. استهداف أقمار تجسس أمريكية. ضرب أصول بعض دول الناتو في الأراضي الخارجية.