في حياة كل شعب لحظات تاريخية عظيمة، وأيام خالدة في وجدان كل فرد، لأنها تشكل انطلاقة حاسمة وفاصلة في التاريخ، وأساسا راسخا، وقوة دفع نحو التقدم والانطلاق في ركب الحضارة. ونحن شعب المملكة العربية السعودية نحتفل كل عام بيوم مجيد هو يومنا الوطني الذي شهد فيه العالم تأسيس أعظم وحدة وطنية فريدة، ونتذكر فيه تفاصيل الشمس التي سطع ضوؤها فأرتنا مستقبلنا الزاهر، ورسمت لنا طريق العزة والمجد فسلكه آباؤنا وسلكناه من بعدهم وستسلكه الأجيال تباعا بمشيئة الله تعالى. وحين نتذكر تاريخ المؤسس يرحمه الله تملؤنا روح الفخر والعزة ونمضي قدما متحملين كل مسؤوليات الوطن والتزاماته الداخلية والخارجية والعالمية، لا نكلّ في ذلك ولا نمل، نسير بالوطن ويسير بنا مطمئنين بصدقنا واثقين بقوتنا مخلصين لقادتنا مبتهجين بكل النجاحات والإنجازات التي نحققها جميعا. هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعا، تبُثُّ فينا الفخر والاعتزاز بما تحقق منذ مرحلة التأسيس حتى الآن، من تلاحم اجتماعي، ونمو اقتصادي، وتطور علمي وتقني، جعل مملكتنا بكل جدارة واستحقاق، إحدى الدول العشرين التي تقود الاقتصاد العالمي وتؤثر فيه. تسعون عاما توّجها قادتنا الكرام برؤية المملكة 2030، ففي هذه الرؤية تتجلى البصيرة الحكيمة والعميقة لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بما تضمنته من رؤى ملهمة وطموحة تستهدف تحقيق التنمية الوطنية الشاملة، ويأتي احتفاء الوطن بيوم الوطن، وقد تمكنا من مواجهة تبعات جائحة كورونا بكل اقتدار، وها هم شباب وشابات الوطن يستأنفون دراستهم في ظل جهود جبارة تبذلها وزارة التعليم لمواصلة مسيرة التعليم، حيث يشارك الجميع في كتابة قصة نجاح وطني وتاريخي غير مسبوق في مجال التعليم عن بعد. ونحن في جامعة جازان نرسم خططنا ونبني منجزاتنا ونتقدم للمستقبل مسترشدين بتوجيهات قيادتنا الرشيدة. وإنني في هذه الذكرى الغالية أرفع أصالة عن نفسي ونيابة عن كل منسوبي وطلبة جامعة جازان أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان. وكل عام وقيادتنا الرشيدة والشعب السعودي الكريم في مزيد من التقدم والازدهار والاطمئنان. * رئيس جامعة جازان